تراجعت العملة الإيرانية المضطربة إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار الأميركي، اليوم السبت، وسط عزلة متزايدة للبلاد، وعقوبات محتملة من الاتحاد الأوروبي على الحرس الثوري الإيراني أو بعض أعضائه.
وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وطهران في الأشهر الأخيرة مع تعثر جهود إحياء المحادثات النووية. واحتجزت إيران مواطنين أوروبيين عديدين، وأصبح الاتحاد ينتقد بشكل متزايد المعاملة العنيفة للمتظاهرين واستخدام عمليات الإعدام.
وجرى تداول الدولار بما يصل إلى 447 ألف ريال في السوق الإيرانية غير الرسمية، اليوم السبت، مقارنة بـ430500 في اليوم السابق، وفقاً لموقع “بونباست دوت كوم” لأسعار الصرف.
دوائر العقوبات
ويناقش الاتحاد الأوروبي جولة رابعة من العقوبات على إيران. وقالت مصادر دبلوماسية، إن أعضاء من الحرس الثوري سيضافون إلى قائمة عقوبات التكتل، الأسبوع المقبل، لكن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تريد أن تذهب أبعد من ذلك وتصنف “الحرس” ككل منظمة إرهابية.
وفقد الريال 29 في المئة من قيمته منذ الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد عقب وفاة مهسا أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاماً، في 16 سبتمبر (أيلول) أثناء احتجاز الشرطة لها.
وشكلت هذه الاضطرابات أحد أكبر التحديات للحكم الديني في إيران منذ الثورة عام 1979.
بناهي في الانتظار
يتخذ القضاء الإيراني خلال الأيام القليلة المقبلة قراراً في شأن الإفراج المحتمل عن المخرج المعارض جعفر بناهي الموقوف منذ أشهر، بعد أن ألغت المحكمة العليا حكم السجن الصادر بحقه، وفق ما أفاد محاميه، السبت.
ويعد بناهي (62 عاماً)، أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية المعاصرة. وأكد القضاء بعيد توقيفه في يوليو (تموز) الماضي، إيداعه السجن ليمضي عقوبة بالحبس ستة أعوام صدرت في حقه قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقال المحامي صالح نيكبخت “صباح اليوم (السبت)، أبلغني مسؤولون قضائيون أنهم سيتخذون قراراً في شأن السيد بناهي من الآن وحتى نهاية الأسبوع” التي تصادف الجمعة في إيران.
وأشار إلى أن “المحكمة العليا ألغت في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحكم الصادر بحق موكلي، وأعادت القضية إلى محكمة أخرى”، موضحاً أن الملف “بقي عالقاً منذ منتصف أكتوبر، لكنه انتقل في نهاية المطاف، الإثنين، إلى محكمة الاستئناف”.
وأوضح المحامي أنه “بموجب القانون، يجب الإفراج عن بناهي بكفالة فوراً، وأن تتم دراسة ملفه مجدداً”.
وعرفت عن بناهي مواقفه المعارضة للسلطات. ودانه القضاء الإيراني في 2010 بتهمة “الدعاية ضد النظام” السياسي للجمهورية، وحكم عليه بالسجن ستة أعوام والمنع من إخراج الأفلام أو كتابتها لفترة طويلة أو السفر والتحدث إلى وسائل الإعلام، وذلك في أعقاب تأييده التحركات الاحتجاجية التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 2009.
دفتر أحوال السجن
ويعد بناهي من أبرز المخرجين الإيرانيين، ونال جوائز دولية عدة أهمها جائزة “الدب الذهبي” لأفضل فيلم في مهرجان “برلين” السينمائي عام 2015 عن “تاكسي طهران”، وتشارك جائزة أفضل سيناريو في مهرجان “كان” السينمائي في 2018 عن فيلمه “ثلاثة وجوه”.
والأسبوع الماضي، دعت نقابة “بيت السينما” الإيرانية السلطات للإفراج عن بناهي، مبدية قلقها على صحته.
وأوضح المحامي نيكبخت أن بناهي “كان يعاني مشكلات صحية قبل توقيفه، وأصيب في الحبس بمرض جلدي خطير”، مشدداً على أن الأطباء أكدوا وجوب خضوعه للعلاج “خارج السجن”.
وكان الإعلام المحلي أفاد أن بناهي أوقف في يوليو لدى حضوره إلى النيابة العامة في طهران لمتابعة ملف مخرج آخر هو محمد رسول آف الذي أوقف قبله بأيام لمساندته تحركات احتجاجية شهدتها مناطق إيرانية بعد انهيار مبنى بجنوب غربي البلاد في مايو (أيار).
وأفادت محامية رسول آف في 11 يناير (كانون الثاني)، أن السلطات أفرجت عن موكلها بشكل مؤقت ولأسباب صحية.
اندبندت عربي