لندن – يراقب المحللون والتجار الانعكاسات المحتملة التي يمكن أن تخلفها زيادة أسعار الكاكاو في الأسواق العالمية على هذا النشاط الذي يشكل عصب أعمال الآلاف من المزارعين وصولا إلى شركات الشوكولاتة.
وقفزت أسعار الكاكاو إلى أعلى مستوياتها في 46 عاما ببورصة إنتركونتيننتال في لندن، حيث يهدد سوء الأحوال الجوية في غرب قارة أفريقيا آفاق الإنتاج لدى المنتجين الرئيسيين للمكون الأساسي في صنع الشوكولاتة.
وارتفع عقد سبتمبر القياسي للكاكاو في لندن أكثر من اثنين في المئة الأربعاء الماضي إلى 2590 جنيها إسترلينيا للطن. وبلغ أعلى سعر خلال الجلسة عند 2594 جنيها إسترلينيا وهو أعلى مستوياته منذ عام 1977.
وجاء هذا المنحى الصعودي نتيجة نقص المعروض في السوق من حبوب الكاكاو التي يأتي معظم إنتاجها من ساحل العاج وغانا.
وتشير العديد من البيانات المتعلقة بنشاط القطاع إلى انخفاض حجم شحنات الكاكاو الواردة إلى موانئ ساحل العاج من أجل التصدير حوالي خمسة في المئة هذا الموسم.
ورفعت منظمة الكاكاو الدولية هذا الشهر توقعاتها للنقص في إمدادات الكاكاو العالمية من حوالي 60 إلى 142 ألف طن.
ونقلت وكالة رويترز عن ليوناردو روسيتي المحلل لدى شركة ستون إكس للوساطة قوله إن “هذا الموسم هو الثاني تواليا الذي يشهد عجزا في الإمدادات”.
وأوضح أن من المتوقع هبوط نسبة المخزون المخصص للاستهلاك، وهو مؤشر على توفر الكاكاو في السوق، إلى 32.2 في المئة وهو أدنى مستوياته منذ موسم 1984 – 1985.
وأدت زيادة الأمطار عن المعدل المتوسط في ساحل العاج إلى غمر بعض حقول الكاكاو وهو ما قد يضر بالمحصول الرئيسي للموسم الذي بدأ في أكتوبر الماضي.
وتعد ساحل العاجل أكبر منتج للكاكاو في العالم بإنتاج سنوي يبلغ 2.2 مليون طن، وهي في منافسة شديدة مع جارتها غانا، حيث يستحوذ البلدان معا على 40 في المئة من الصادرات العالمية، لكنهما يتلقيان فقط حوالي ثلاثة في المئة من الإيرادات العالمية.
وتعالج الدولة حاليا ما بين 35 و40 في المئة من الكاكاو، ويجري تصدير الباقي لكن الحكومة تهدف إلى زيادة هذه النسبة إلى 50 في المئة على الأقل.
وزادت أسعار الكاكاو في نيويورك أيضا حيث ارتفع عقد سبتمبر 2.7 في المئة إلى 3348 دولارا للطن، وهو أعلى مستوياته في سبع سنوات ونصف السنة.
وعادة ما يعود “الذهب البني” بالنفع على الصناعيين بالدول الغربية الذين يحولونه إلى ألواح شوكولاتة وبسكويت وقوالب حلوى، وهو لا يدر سوى القليل على من يزرعونه.
وكان المزارعون بعيدين عن المفاوضات التي جرت في سبتمبر 2019 بين الدول المنتجة والمستهلكين والشركات خلال الدورة المئة للمجلس الدولي للكاكاو في أبيدجان والتي أفضت إلى إستراتيجية لتعزيز عائدات المزارعين وتحسين الاستدامة لهذه الزراعة.
ساحل العاجل أكبر منتج للكاكاو في العالم بإنتاج سنوي يبلغ 2.2 مليون طن، وهي في منافسة شديدة مع جارتها غانا
وتشير التقديرات إلى أن المبيعات السنوية لمنتجات الشوكولاتة تبلغ 130 مليار دولار. ومع ذلك يحصل المزارعون على 7.3 في المئة فقط من إيراداتها وتستمر مداخيلهم في الانخفاض.
وتظهر بيانات الصناعة من منظمة الكاكاو الدولية (أي.سي.سي.أو) أن إنتاج الكاكاو في ساحل العاج ارتفع إلى مستويات قياسية في موسم 2020 – 2021. ومن المتوقع أن يكون الإنتاج العالمي أكثر إحكاما في موسم النمو الحالي.
ومن حوالي مليوني طن من الكاكاو تنتجها ساحل العاج كل عام، يزرع ما بين 20 و30 في المئة بشكل غير قانوني في غابات محمية من قبل ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص، كثير منهم من الأطفال.
وخلال العامين الماضيين تصاعدت ضغوط القطاع لاستنساخ تجربة منظمة أوبك في تجارة الكاكاو والتي وجدت نفسها مرة أخرى عالقة في حالة من الارتباك بعد أن كشفت مشاكلها الأزمة الصحية وزادت من تعقيداتها التغيرات المناخية وأخيرا الحرب في أوكرانيا.
ولدى أمستردام أكبر ميناء في العالم لاستيراد الكاكاو، حيث تتعامل العاصمة الهولندية مع حوالي 25 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي.
العرب