للمرة الأولى منذ الإعلان عن إنتاج النفط في العراق، تدخل العاصمة بغداد كواحدة من مدن الإنتاج النفطي العراقي وبمعدلات تصل ما بين 30 إلى 40 ألف برميل يومياً بعد تطوير حقل شرق بغداد من قبل شركة صينية خلال السنوات الماضية.
وتعاقدت وزارة النفط العراقية في مايو (أيار) 2018 مع شركة “جنهوا” النفطية الصينية، التي تديرها الدولة الصينية، لتطوير الجزء الجنوبي من حقل شرق بغداد.
وتطمح وزارة النفط العراقية بحسب ما أعلنت، إلى زيادة إنتاج الحقل من 40 إلى 80 ألف برميل خلال الفترة المقبلة، ضمن خطة عراقية تستهدف إنتاج 8 ملايين برميل خلال السنوات الخمس المقبلة.
حقل عملاق
وقال رئيس لجنة الإدارة المشتركة لحقل شرق بغداد في شركة نفط الوسط فراس ناظم، لوكالة الأنباء العراقية، إن “حقل شرق بغداد التابع للشركة هو أحد الحقول العملاقة في العراق، ويمتد من مناطق النباعي في شمال بغداد إلى مناطق الصويرة جنوب شرقي العاصمة”، مبيناً أن “طوله يبلغ أكثر من 120 كيلومتراً وبعرض 15 كيلومتراً”.
وأوضح ناظم أن الشركة الصينية تطور الجزء الجنوبي من الحقل الممتد من نهر ديالى باتجاه منطقة الصويرة بطول 55 كيلومتراً وبعرض حوالى 12 إلى 15 كيلومتراً”، مشيراً إلى أن “معدل الإنتاج من حقل شرق بغداد يبلغ 40 ألف برميل باليوم، ويجهز النفط بشكل رئيس لمحطة كهرباء القدس ومصفى الدورة، وتم تجهيز 28 مليون برميل”.
وأضاف ناظم أن “الشركة ستستخدم أحدث التقنيات في تطوير حقل شرق بغداد وبخاصة تقنية المحاكاة المكمنية في استكشاف وتطوير المكامن، فضلاً عن استخدام أحدث البرامج والتقنيات في التمثيل المكمني، وفي عمليات الحفر استخدمنا حالياً أحدث تقنيات الأفقي”.
80 ألف برميل
وتابع أن “وزير النفط حيان عبد الغني قدم دعماً غير محدود لشركة نفط الوسط لزيادة معدلات الإنتاج ودعم الخطط، بهدف مضاعفة إنتاج الحقل حالياً البالغ 40 ألف إلى 80 ألف برميل خلال السنوات القليلة المقبلة، لافتاً إلى أن “الشركة الصينية ركزت بشكل كبير على العمالة المحلية، حيث بلغت نسبتهم 81 في المئة وهكذا تم توفير 650 فرصة عمل للشباب”.
تجهيز الكهرباء
وبحسب تصريحات سابقة لوزير النفط حيان عبدالغني خلال زيارته الحقل في أبريل (نيسان) الماضي، فإن أحد أهم أهداف التطوير وزيادة الإنتاج من حقل شرق بغداد هو تزويد محطتي كهرباء القدس والزبيدية بكميات جيدة من النفط الخام، والغاز الجاف لمحطة كهرباء بسماية.
نفط ثقيل
ويؤكد الخبير النفطي حمزة الجواهري أن النفط المنتج من حقل شرق بغداد هو من النفط الثقيل ويحتاج محطات تكرير ذات مواصفات معينة، فيما استبعد أن تدخل بغداد ضمن المحافظات النفطية بعد استثمار الحقل.
وقال الجواهري إن حقل شرق بغداد يضم نفطاً ثقيلاً وهو ربما لا يكون جيداً للمصافي العراقية، خصوصاً مصفى الدورة الواقع جنوب بغداد، لأن النفط الأسود الذي يستخرج منه نسبته كبيرة.
وعن سبب التوسع في استثمار الحقل، بيّن الجواهري أن “هناك اتفاقاً جرى مع وزارة النفط دُعيت فيه لاستثمار هذا الحقل لحاجة الوزارة له، وبالتالي التوسع جرى على هذا الأساس”، مستبعداً أن تدخل بغداد على خط الإنتاج النفطي وذلك لأن الكمية المتوقعة أي الـ 80 ألف برميل، ليست كبيرة.
وأوضح الجواهري أنه لتكون بغداد مدينة منتجة للنفط لا بد أن يكون حجم إنتاج الحقل فيها يتجاوز الـ 250 ألف برميل.
أضرار بيئية
فيما أبدى المختص بشؤون البيئة حيدر معتز، مخاوفه من وجود أضرار بيئية ناتجة من التوسع في استثمار الحقل على سكان العاصمة بغداد، شدد على وضع أجهزة خاصة تقلل من تأثيرات الدخان الذي ينتج من عملية الاستخراج.
وقال معتز إن “هناك أضراراً بيئية تشكلها الحقول النفطية لا سيما إذا كانت قريبة من التجمعات السكانية في أبعاد محدودة، مرجحاً أن تكون هناك وحدات معالجة للانبعاثات الصادرة من الحقول النفطية ضمن العقد المبرم بين وزارة النفط والشركة، حتى لا تؤثر على سكان تلك المناطق”.
وأضاف أن عملية الاستخراج ينتج منها انبعاث الكثير من الأكاسيد مثل الكاربون الثلاثي أو ثاني أكسيد الكاربون وغيرها من الغازات التي تنبعث، مما تشكل خطراً على الإنسان، مبيناً أن هذا الأمر خطير لكونه يعتمد على الكمية التي استنشقها الإنسان وممكن أن تؤدي إلى أضرار صحية.
حدود النهروان
وأوضح معتز أن الأضرار البيئية الناتجة من الحقل ممكن أن تكون في حدود ناحية النهروان، وهذا ما شاهدناه في مصفى الدورة وتأثيراته البيئة على المنازل المجاورة، داعياً إلى أن تكون هناك خطة استراتيجية لنقل المناطق الصناعية إلى أماكن أخرى بعيدة من السكن.
معالجة التلوث
وبين أن تأثير الحقل يعتمد على مدى بُعده عن الكثافة السكانية، مشيراً إلى أن عملية معالجة الانبعاثات ممكنة من خلال وضع أجهزة خاصة لتقليل ومعالجة حجم الانبعاث.
وشدد على ضرورة وضع دراسة تقييم لكل مشروع يتم بناؤه لتقييم الأثر البيئي، وبذلك تشكل لجان ومكتب استشاري يدرس الأثر البيئي لهذا المشروع، ليكون هناك آمان في عمل المشروع الصناعي ويقلل من حجم الضرر.
اندبندت عربي