كاتي سيمونز؛باحث أول في مركز بيو للأبحاث*
ترجمة مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
تصاعد خلال السنوات الماضية التنافس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ الاقتصادي في أفريقيا، مع تزايد نمو الناتج المحلي الإجمالي في العديد من الدول الافريقية، وتنوع فرص الاستثمار. ويظهر الاستطلاع الذي اجراه مركز بيو للأبحاث مؤخراً، عن الدول السبع الواقعة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، أن لا دولة في العالم لديها مزايا واضحة تجذب الافارقة اليها.
وبين الاستطلاع، انه في عام 2014 هناك على الأقل ستة من بين كل عشرة اشخاص في كل دولة، يقولون إن لديهم وجهة نظر إيجابية عن الولايات المتحدة، بما في ذلك ما يقرب من ثلاثة أرباع أو أكثر في كينيا وغانا وتنزانيا والسنغال. وهو امر ينطبق على الأغلبية الواسعة التي تنظر الى الصين بشكل إيجابي. والاستثناء الوحيد هو جنوب أفريقيا التي ابدى 45٪ من الذين جرى سؤالهم وجهة نظر إيجابية عن الصين، مقارنة مع 68٪ من الذين يثقون بالولايات المتحدة.
وتبدو مثل هذه الأسئلة غاية في الاهمية مع انعقاد القمة الافريقية -الامريكية التي عقدت في 4 آب/ اغسطس 2014 والتي جمعت القادة الافارقة في واشنطن مع الادارة الامريكية. ووصفت إدارة أوباما هذه القمة بأنها “أكبر حدث عقده الرئيس الأمريكي مع أي من رؤساء الدول الافريقية “، ويهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين الولايات المتحدة والدول الافريقية.
وفي الوقت ذاته، أصبحت الصين في عام 2009 أكبر شريك تجاري لأفريقيا – متجاوزة بذلك الولايات المتحدة – وأعلن هذا العام تشكيل “صندوق “نبني أفريقيا معاً”، وهو أداة استثمارية رأسمالها مليارا دولار امريكي، وأنشئت بالشراكة مع مجموعة البنك الأفريقي للتنمية.
وقد رحبت الدول الافريقية عموماً بالمشاركة الاقتصادية مع الولايات المتحدة والصين، ففي استطلاع جرى عام 2013 وجد أن في ست دول شملها الاستطلاع، قالت أغلبية واسعة النطاق ان القوى العالمية تستطيع ان تحدث قدراً ايجابياً كبيراً أو متوسطاً لتنشيط اقتصاد بلادهم. فعلى سبيل المثال، اعتبر 82٪ من الكينيين ان كلا من الولايات المتحدة والصين يمكنهما التأثير في الأوضاع الاقتصادية في بلادهم. وقالت نسبة مماثلة الشيء نفسه عن الصين. وابدىتقريبا ثمانية من كل عشرة من الكينيين رأياً ايجابياً عن تدفق الاستثمارات الأمريكية والصينية إلى اقتصادهم بلدهم.
عندما تم توجيه سؤال عن أي بلد – الولايات المتحدة أو الصين – هو أكثر أهمية لديهم لبناء علاقات اقتصادية قوية معه، انقسمت الاجابات بين من يفضل علاقات وروابط قوية مع الولايات المتحدة، وبين من يرى أن الشراكة معهما هي الأكثر أهمية. ومال الأوغنديون بوضوح تجاه الولايات المتحدة وبنسبة 52٪، بينما اتجه النيجيريون الى تأكيد اهمية العلاقات مع الصين وبنسبة 37٪.
ومع ذلك، فقد اثارت الاستثمارات الصينية في العديد من البلدان الأفريقية العديد من الاسئلة. واتهمت الصين بانها تستورد العمالة بدلا من توفير فرص للعمالة المحلية، واستغلال العمال الأفارقة، وزيادة الدين العام للبلدان الأفريقية وإغراق الأسواق بالبضائع الرخيصة على حساب الشركات المحلية. ففي عام 2013، اتهملاميدو سنوسي، الحاكم السابق للبنك المركزي في نيجيريا، الصين بارتكاب جرائم “الاستعمار” الجديد معتبراً أن مليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية لم تفعل شيئا يذكر لتحسين حياة الشعوب الأفريقية.
وكانت ثمة تلميحات برزت بخصوص موقفبعض الدول الأفريقية الداعم للاستثمار الاقتصادي الصيني. ويبدو ان هناك ما لا يقل عن نصف في ستة من البلدان السبعة التي شملها الاستطلاع في عام 2014 اعتبروا ان اقتصاد الصين المتنامي هو جيد لبلادهم، ولعل هذا الرأي هو أقل انتشاراً ما كان عليه في السنوات السابقة في معظم البلدان. وبدا الانخفاض الحاد خاصة في غانا بانخفاض 25 نقطة مئوية منذ عام 2007، ونيجيريا بانخفاض 22 نقطة منذ عام 2010، وجنوب أفريقيا بانخفاض 15 نقطة منذ عام 2008.
http://www.pewresearch.org/fact-tank/2014/08/04/u-s-china-compete-to-woo-africa/