قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: إن الصراع في سوريا أثر على العالم بأشكال مختلفة تراوحت ما بين ظهور «تنظيم الدولة» وعودة صعود روسيا على الساحة الدولة، وانتهاء بزعزعة استقرار أوروبا والدول المجاورة لسوريا وعودة إيران إلى صدارة المشهد الإقليمي.
وأضافت الصحيفة: إن “تنظيم الدولة” استغل الفراغ في سوريا ليتحول من مجرد أحد الأفرع المجهولة لتنظيم القاعدة إلى التنظيم الإرهابي الرئيسي في العالم، وأشارت إلى أن “تنظيم الدولة” أثار المخاوف العميقة في المنطقة وحول العالم من خلال عمليات الذبح وقتل المعارضين وتدمير المواقع الأثرية، كما شن هجمات إرهابية من فرنسا إلى اليمن، وأنشأ موطئ قدم في شمال ليبيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا استغلت الصراع السوري من أجل التأكيد على تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط بعد سنوات ساد خلالها الاعتقاد بأن الولايات المتحدة صارت صاحبة الدور الأكبر على المنطقة، وأشارت إلى أن روسيا رسخت وجودها كوسيط رئيسي في المنطقة مع ثروة كبيرة من النفط والغاز.
في المقابل اعتبرت نيويورك تايمز أن أوروبا كانت أحد الأطراف الأكثر تضررا من الأزمة السورية بسبب تدفق أكثر من مليون لاجئ معظمهم من سوريا فضلا عن مصرع العشرات غرقا في محاولات الوصول إلى أوروبا الأمر الذي يمثل تحديا أخلاقيا للقارة العجوز. وتسببت أزمة اللاجئين في اهتزاز اتفاق الحدود المفتوحة في أوروبا وعودة الحواجز بين الدول الواقعة على طريق البلقان من اليونان إلى ألمانيا بعد السماح لعشرات الآلاف بالعبور في بادئ الأمر. لكن أوروبا لم تكن الأكثر تأثرا بالمهاجرين، فدول المنطقة المجاورة لسوريا استقبلت قرابة 4.4 مليون لاجئ سوري يعيشون حاليا في لبنان والأردن وتركيا، بل إنهم في لبنان صاروا يشكلون خُمس عدد السكان إجمالا في الدولة. ولم يكن التأثير قاصرا على اللاجئين؛ لأن العناصر المسلحة استطاعت العبور وتسببت في زعزعة استقرار البلدان المجاورة من لبنان أو تركيا.
وختمت الصحيفة بالقول: إن الأزمة السورية أعادت رسم محاور القوة في المنطقة لتعود إيران لتلعب دورا هاما سواء في الصراع بشكل مباشر من خلال وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني وتقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، أو من خلال التأثير القوى الذي تلعبه إيران في الدول ذات الأغلبية أو الحكومات الشيعية.
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية
نقلا عن العرب القطرية