أبوظبي – أعلنت مجموعة الاتحاد للطيران الإماراتية المملوكة من حكومة أبوظبي، أمس، أن رئيسها جيمس هوغن سيغادر منصبه في النصف الثاني من العام الحالي، في وقت تراجع فيه استراتيجيتها واستثماراتها في أنحاء العالم.
وقاد هوغن المجموعة لأكثر من 10 سنوات شهدت الاتحاد للطيران خلالها نموا سريعا، وكان مهندس الاستراتيجية التي قامت على الاستثمار في شركات طيران عديدة بينها طيران برلين ومجموعة اليطاليا.
ويبدو أن المجموعة قررت أن الوقت حان لمراجعة تلك الاستثمارات والتأقلم مع الظروف الاقتصادية الجديدة، في ظل تراجع أسعار النفط والصعوبات التي تواجهها شركات الطيران في معظم أنحاء العالم.
ويأتي ذلك القرار في إطار برنامج واسع لزيادة القدرة التنافسية للشركات التي تملكها حكومة أبوظبي، تضمن هذا الأسبوع دمج اثنين من أكبر صناديقها الاستثمارية لإنشاء كيان عملاق يبلغ إجمالي أصوله نحو 125 مليار دولار، بهدف ترسيخ مكانتها المالية وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.
وتم تأسيس صندوق “مبادلة للاستثمار” من خلال دمج شركة المبادلة للتنمية وشركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك) التي تمتلك حصصا في صناعة الطاقة وقطاعات أخرى في أنحاء العالم.
120 طائرة حجم أسطول شركة الاتحاد للطيران، إضافة إلى طلبات لشراء 178 طائرة أخرى
وقال رئيس مجلس إدارة الاتحاد للطيران، محمد مبارك بن فاضل المزروعي إن “مجلس الإدارة وفريق الإدارة التنفيذية سيواصلان إجراء مراجعة استراتيجية على مستوى الشركة، بهدف المحافظة على استدامة نجاحاتها في ظل التحديات التي يشهدها السوق”.
وأضاف “يتوجب علينا مواصلة العمل على تحسين كفاءة التكاليف وتعزيز الإنتاجية والإيرادات، كما يتعين علينا مواصلة المضي قدما وإجراء التعديلات على شراكاتنا بالحصص مع التزامنا تجاه تلك الاستراتيجية”.
وتعد الاتحاد للطيران من أبرز مجموعات النقل الجوي في الخليج، وتشغل أسطولا من 120 طائرة من طرازات ايرباص وبوينغ، إضافة إلى طلبات لشراء 178 طائرة، من المقرر أن تتسلمها قبل عام 2025.
وقد حققت المجموعة نموا سريعا منذ تأسيسها في عام 2003 وباتت تسير رحلات إلى 112 وجهة، وهي تملك ثاني أكبر شركة طيران إماراتية، بعد شركة طيران الإمارات.
وتعتمد الاتحاد استراتيجية مختلفة عن المجموعات المنافسة وهي تملك شراكات وحصصا في عدد كبير من الشركات. وقد أبرمت 47 اتفاقا لتقاسم الرحلات والمشاركة بالرمز مع شركات طيران في أنحاء العالم.
كما تملك الاتحاد حصصا في أليطاليا وطيران برلين وفيرجن أستراليا وخطوط سيشل وأيرلينغوس والخطوط الصربية وجيت أيرويز الهندية، وطيران دارون السويسرية، التي تحول اسمها لتحمل علامة “الاتحاد الإقليمية” داخل أوروبا.
وأشار المزروعي إلى أن قيادة هوغن للمجموعة حققت “الكثير من الإنجازات خلال 10 سنوات فقط، أشرف خلالها على نمو الشركة وتحولها من ناقل إقليمي يمتلك 22 طائرة إلى مجموعة طيران عالمية”.
محمد مبارك المزروعي: سنواصل مراجعة استراتيجية الشركة بهدف المحافظة على استدامة نجاحاتها
وقال إن رئيس المجموعة أشرف أيضا على “الشراكات بالحصص في سبع شركات طيران تنقل سويا مع الاتحاد للطيران ما يزيد عن 120 مليون مسافر سنويا”.
وواجهت بعض الصفقات صعوبات في التنفيذ مثل خطة الاتحاد لإنقاذ أليطاليا وإعادة هيكلتها للتحول إلى الربحية، وكذلك استثماراتها في طيران برلين، التي تعرضت لخسائر بقيمة 480 مليون دولار في عام 2015.
ومع ذلك أعلنت الاتحاد للطيران عن ارتفاع أرباحها بنسبة 41 بالمئة في عام 2015 لتصل إلى 103 ملايين دولار في ظل تزايد أعداد المسافرين وعمليات الشحن.
لكن الشركة بدأت بمراجعة بعض أنشطتها في ظل المنافسة المحتدمة في صناعة الطيران العالمية. وأعلنت في ديسمبر الماضي عن خفض أعداد موظفيها لزيادة كفاءة التشغيل والإدارة لتعزيز قدرتها التنافسية.
وقالت المجموعة حينها إنها باتت تعمل في “بيئة متزايدة التنافسية، على خلفية الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المواتية” بسبب تراجع أسعار النفط، والتي دفعت دول الخليج إلى مراجعة برامج الإنفاق.
وبحسب تقرير لمجموعة الاتحاد للطيران، صدر في أكتوبر الماضي، فإنها تضم أكثر من 26 ألف موظف من 150 جنسية، بينهم 3 آلاف إماراتي.
ويتولى هوغن منذ عام 2006 أعلى منصب في المجموعة التي تضم العديد من الشركات. وفي العام الماضي، أصبح منصب هوغن “الرئيس والرئيس التنفيذي” للمجموعة بكاملها ضمن خطة إعادة هيكلة لإدارتها.
وقال هوغن في بيان المجموعة “يحدوني الفخر بما قمنا ببنائه في الاتحاد للطيران والمساهمات الكبيرة التي قدمتها الشركة في مسيرة دولة الامارات العربية المتحدة وفي تطوير امارة أبوظبي”.
ومن المقرر أن ينضم هوغن الى شركة استثمارية مع جيمس ريجني، رئيس الشؤون المالية في مجموعة الاتحاد للطيران، الذي سيغادر منصبه أيضا في وقت لاحق خلال العام الحالي.
وقال المزروعي “نحن نتطلع إلى استمرار التعاون بين أبوظبي وجيمس هوغن بطرق جديدة في المستقبل” من دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.
وذكر البيان أن المجموعة تبحث حاليا “على مستوى عالمي عن رئيس تنفيذي جديد للمجموعة ورئيس جديد للشؤون المالية”.
وبحسب الهيكلية الجديدة للشركة التي بدأ تطبيقها في العام الماضي، تم تعيين رئيس تنفيذي مستقل لفرع شركة الطيران في المجموعة هو بيتر بومغارتنر، بينما تم تعيين رئيسين تنفيذيين لفرعي شؤون الشركاء والهندسة.
العرب اللندنية