دمشق – حذر مهندسو وفنيو سد الفرات في بيان حصلت “العرب” على نسخة منه، من إمكانية أن يتعرض السد للانهيار جراء الأعمال القتالية الجارية في قسمه الشمالي، وتعطل أعمال الصيانة، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في كارثة كبرى لا تنحصر تأثيراتها على الرقة فقط بل على كامل شمال شرق سوريا.
وتجد قوات سوريا الديمقراطية صعوبة في التقدم في محيط منطقة الطبقة وسد الفرات نتيجة شن تنظيم الدولة الإسلامية لهجمات مضادة، الأمر الذي يعزز المخاوف من قرب وقوع الكارثة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الثلاثاء، “شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات مضادة ضد قوات سوريا الديمقراطية لاستنزافها في مدينة الطبقة”.
وتعمل قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف تقوده وحدات حماية الشعب الكردي وتدعمه الولايات المتحدة على تطويق مدينة الرقة، وتتركز عملياتها العسكرية اليوم في الطبقة والسد المترامي الأطراف والذي يسيطر تنظيم داعش على جزء كبير منه.
وتوقف سد الفرات عن العمل الأحد نتيجة خروج المحطة الكهرومائية التي تشغله عن الخدمة بسبب المعارك الدائرة في جزئه الشمالي، ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه.
وغداة ذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تعليق القتال قرب السد لأربع ساعات الاثنين للسماح للمهندسين الفنيين الدخول إليه “والقيام بعملهم”، لتعلن بعدها أن لا خطر يتهدد السد.
وانضم إليها في ذلك تنظيم داعش الذي أصدر مساء الاثنين فيديو أراد أن يبين من خلاله أن لا أضرار أصابت السد، مع العلم أن التنظيم الجهادي كان أول من سارع إلى التحذير من انهياره.
واعتبر المهندسون والفنيون المشرفون على السد أن ما أعلنته قوات سوريا الديمقراطية والتي تعرف بـ“قسد” ليس صحيحا، وأن غرفة العمليات المسؤولة بشكل مباشر عن قيادة مجموعات التوليد محترقة، الأمر الذي يعني أن محطة التوليد الكهرومائية باتت خارجة عن العمل كليا.
وحذروا في بيانهم من أن خروج المحطة عن العمل سيؤدي إلى غرق المحطة نفسها بسبب توقف مضخات تضخ المياه داخلها. لافتين إلى أن المشكلة الأكبر في فقدان التحكم ببوابات المفيض بسبب عدم وجود تغذية كهربائية، وخلو المحطة من الفنيين الاختصاصيين الذين يقومون بالعمل على تلك البوابات.
وأكدوا أن استمرار هذا الوضع “سيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الطبقة وسيصل إلى منسوب حرج وخطير يفضي إلى فيضان المياه من أعلى جسم السد، وإن ظل الوضع على ما هو عليه فإن الكارثة قادمة لا محالة وهي انهياره وقتل المئات من الآلاف من المدنيين الأبرياء”.
وشدد مهندسو وفنيو سد الفرت “أن إعطاء مهلة أربع ساعات من قبل قوات سوريا الديمقراطية لإصلاح الضرر الكبير الحاصل في سد الفرات غير كافية نهائيا للعمل أو حتى لتقييم الضرر”.
وطالب المهندسون بوقف العمليات العسكرية على مقربة من سد الفرات، والتنسيق مع الحكومة التركية من أجل تخزين المياه ضمن بحيرات سدودها ريثما يتم حل المشكلة، وإحداث ممرات إنسانية لدخول العاملين الفنيين لرفع بوابات المفيض لأن هذا العمل لا يتم آليا.
ويقع سد الفرات الذي بني في العام 1986 في محافظة الرقة بسوريا، ويبلغ طول السد 4.5 كلم وارتفاعه أكثر من 60 مترا.
ووفق الخبراء يمكن أن يؤدي انهيار سد الفرات إلى تدمير مدينة الرقة بالكامل وكذلك مدينة دير الزور والبوكمال، وهو ما قد يؤدي إلى مقتل مئات الآلاف وتدمير البنية التحتية لهذه المدن وإتلاف الثروة الزراعية والحيوانية وطمس جميع المعالم الأثرية الواقعة بين مدينة الرقة والحدود العراقية.
العرب اللندنية