واشنطن – لا يبدو أن الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمسؤولين في البيت الأبيض سيتوقف، وأنه ربما يطال أحد أبرز معاونيه وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي يجد نفسه في تباين تام مع الرئيس ترامب في ملفات عدة، وخاصة ما تعلق بإيران وقطر.
وكشفت مصادر أميركية أن الخلافات داخل فريق ترامب ألقت بثقلها على الأجواء في البيت الأبيض، لكن مواقف تيلرسون قد تشجع ترامب على قبول استقالته خاصة أنها تتناقض كليا مع رؤية الأخير في الضغط على إيران من بوابة العقوبات المتتالية على وقف تمددها في المنطقة والكف عن تهديد المصالح الأميركية في سوريا والعراق على وجه الخصوص.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر أميركية أن وزير الخارجية الأميركي قد يكون في طريقه لمغادرة منصبه بسبب موجة التبديلات التي تعيشها الإدارة الأميركية الحالية، والتي شملت مؤخرا استقالة الناطق باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، وتعيين أنطوني سكاراموشي، مديرا للاتصالات بالبيت الأبيض، وتضمنت أيضا الخلاف الذي خرج إلى العلن بين ترامب وأحد أبرز داعميه، جيف سيسنز، الذي اختاره لمنصب المدعي العام بسبب ملف التدخلات الروسية بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وكشفت المصادر أن تلك التبديلات أثرت على موقف تيلرسون الذي اعترض على طريقة التعامل مع سيسنز، معتبرا إياها “غير محترفة”.
وتشير إلى أن تيلرسون باتت لديه قائمة طويلة من الاعتراضات على الأداء في البيت الأبيض، بما في ذلك الموقف من السياسات تجاه إيران ولكنه على ما يبدو راغب في الاستمرار بمنصبه حتى نهاية العام على الأقل، بانتظار الانتهاء من عملية إعادة ترتيب وزارة الخارجية وتنظيم عملها بشكل يمكن له معه الحديث عن إنجازات شخصية خلال وجوده في منصبه.
وتحدثت المصادر عن محادثات أجراها تيلرسون مع أصدقاء له من خارج الدائرة السياسية في واشنطن، عبّر خلالها عن إحباطه جراء الأوضاع القائمة وشكه في إمكانية تراجع منسوب التوتر والصراعات الدائرة في البيت الأبيض حاليا.
واعتبر متابعون للشؤون الأميركية أن التباين بين تيلرسون والرئيس ترامب اتضح بشكل جلي خلال جولة وزير الخارجية إلى منطقة الخليج، والتي أعلن خلالها عن مواقف “متفهمة” لسياسات قطر أحرجت الرئيس الأميركي تجاه السعودية الحليف القوي لإدارته، ما اضطره إلى إطلاق تصريحات تشدد على أن الموقف الرسمي هو ما تصدره مؤسسة الرئاسة.
العرب اللندنية