مما لا شك فيه ان الاعلام يؤدي دورا رئيسيا في تقدم الاقتصاد العالمي وهذا ما يحقق التنمية المستدامة, ومن هذا المنطلق عقد مؤتمر تحت عنوان”دور الإعلام في تنمية الاقتصاد العربي” لمجابهة التحديات الواقعة على المنطقة وتعزيز شراكة الاعلام والاقتصاد, اذ لم يعد عالم المال والاعمال يحكم الاقتصاد وانما المهيمن هو عالم الاعلام.
شهدت المنطقة خلال العقد الاخير العديد من الازمات السياسية التي انعكست بشكل كبير على اقتصاديات دول المنطقة ما ادى الى تردي نمو الاقتصاد. ولو اخذنا (العراق) نموذجا لرأينا انه نتيجة الارهاب الذي يواجهه تدمرت البنية التحتية واصبح اقتصاده احادي الجانب يعتمد على سوق النفط, ويعاني مشاكل عديدة ما تسبب في عرقلة العملية التنموية, وهذ دليل على ان الحروب التي مر بها العراق هدفها استنزاف الاقتصاد العربي, وهنا ياتي دور الاعلام باعتباره السلطة الرابعة ليؤثر على عملية صنع القرار بكل اشكاله والتعريف بالتحديات التي تواجه عملية التنمية وبخاصة مشكلة الفساد الإداري والمالي كما العمل على تحديد عناصر القوة والضعف ووضع استراتيجيات تنموية شاملة تخاطب الرأي العام بهدف إقناعه بالمشاركة الايجابية في عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي.
ولو تطلعنا الى ثورة الاتصالات والاعلام الاجتماعي نجد انها اصبحت احد ابرز مظاهر الاعلام الجديد الذي انتجته وساعدت على ظهوره شبكة الانترنت, فهذا الاعلام اسهم في تطور الاقتصاد الالكتروني وزيادة التجارة البينية عن طريق وسائل الاعلام الاجتماعية .
بدورها أكدت الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام في جامعة الدول العربية الدكتورة هيفاء أبو غزالة “أهمية تطوير مبادئ الإعلام والاقتصاد خدمة لصالح المنطقة العربية وواقعها من خلال إعلام عربي متميز”.وشددت على حماية مساحة الحرية والحصول على المعلومة للإعلام العربي من أجل استكمال رسالته المهنية في خدمة قضايا الوطن،داعية إلى تدريب كوادر إعلامية متخصصة في الإعلام الاقتصادي، ووضع تشريعات عصرية تخدم هذا النوع من الإعلام.
يعتمد العالم في تطور اقتصاده على قدر الصورة الإعلامية التي تتشكل في أذهان المجتمعات، وهذا ما يعكس أهمية الإعلام والاقتصاد, ولبناء اعلام اقتصادي تنموي صالح يجب العمل نشر ثقافة التنمية بين المجتمعات, ووجود استراتيجية مهنية واضحة تقوم على اسس البحث العلمي لتحليل والاستقراء وتدفق المعلومات بشفافية واضحة
اماني العبوشي