تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن هجوم استهدف كنيسة مار مينا في حلوان جنوبي القاهرة صباح الجمعة وأودى بحياة تسعة أشخاص، وقد أدان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم، في حين توالت الإدانات من عدة دول وهيئات.
وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم عبر تطبيق تلغرام إن مفرزة أمنية نفذت الهجوم على الكنيسة، مشيرة إلى مقتل منفذ الهجوم، وسقوط قتلى بينهم شرطيان.
وكشفت وزارة الداخلية المصرية مساء الجمعة هوية المهاجم الذي قالت إنها تمكنت من اعتقاله، وأكدت أن الهجوم نفذه شخص واحد وأنها اعتقلته بعدما أطلقت عليه النار، لكن مصادر أمنية ووسائل إعلام محلية قدمت روايات مختلفة تحدثت عن مهاجمين اثنين على الأقل وقالت إن أحدهما قتل بينما لاذ الآخر بالفرار.
وقالت الداخلية في بيان إن المهاجم الذي كان يستقل دراجة بخارية أطلق النار أولا على متجر يملكه مسيحي على بعد نحو أربعة كيلومترات من الكنيسة فقتل رجلين داخل المتجر، ثم اقترب من الكنيسة وأطلق النار وحاول إلقاء عبوة ناسفة.
وأضافت أنه قتل سبعة أشخاص أمام الكنيسة -بينهم أمين شرطة- وأصاب أربعة آخرين، وأن قوة تأمين الكنيسة أطلقت عليه النار فأصابته وتمكنت من اعتقاله، دون أن تؤكد مقتله.
منفذ الهجوم
وذكرت الداخلية في بيان لاحق مساء الجمعة أن منفذ الهجوم يدعى إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى (33 عاما) وهو عامل مقيم في حلوان.
ووصفت الداخلية المهاجم بأنه من أبرز العناصر الإرهابية الهاربة والخطرة وقالت إنه نفذ منفردا عدة هجمات سابقة، كما تزعّم عناصر نفذت هجوما ضد الشرطة عام 2016 أدى إلى مقتل ضابط وسبعة من أفراد الشرطة.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص يعتقد أنه منفذ الهجوم؛ يظهر فيه رجل ملتح يرتدي سترة ذخائر وهو ملقى على الأرض ويكاد يفقد وعيه، في حين قيّد الناس ذراعيه ثم كبلوا يديه.
وكانت وزارة الصحة قالت إن تسعة أشخاص قتلوا بالإضافة إلى مهاجم، وإن خمسة أشخاص أصيبوا بينهم امرأتان في حالة خطيرة.
وأقيمت جنازة جماعية للقتلى في كنيسة أخرى بمطرانية حلوان. وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر إن تسعة مسيحيين قتلوا في الهجوم على الكنيسة والمتجر، مشيرة إلى وفاة مصابة.
وأضافت أن القتلى التسعة سيدفنون جماعيا في مدينة “15 مايو” القريبة من حلوان، مشيرة في بيان سابق إلى أن الشرطي القتيل مسلم.
بيان رئاسة الجمهورية
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن “هذه المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصرارا على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف”.
وأدان شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان “بأقسى العبارات الهجوم الإرهابي الغادر”، مشددا على أن “تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التي تستهدف الإخوة الأقباط في أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف”، واعتبر “أنها تستهدف الوطن ووحدته أكثر مما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك”.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم، مؤكدة موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب.
كما أدانت السعودية والإمارات الهجوم، وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري أدان فيها الهجوم.
وأعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية عن إدانتها للهجوم، مؤكدة أنها “تثمن المواقف المسؤولة لأشقائنا في مصر وللطائفة المسيحية فيها تجاه قضية فلسطين ورفضهم لإعلان ترمب بخصوص القدس”.
كما أدانت تركيا الهجوم، وأعربت عن تعازيها لذوي الضحايا وللشعب المصري، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتصل هاتفيا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأدان الهجوم على الكنيسة، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب.
من جهته أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، ووصفه بالمروع، ودعا إلى تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة بأقصى سرعة.
كما استنكرت الخارجية الفرنسية هذا الهجوم الذي أتى “في فترة أعياد مسيحية”، وأكدت في بيان “تضامنها مع مصر في هذه المحنة”.
ووقع الهجوم في وقت تتخذ فيه إجراءات أمن مشددة خارج الكنائس بمناسبة عيد الميلاد الذي يحتفل به الأقباط الأرثوذكس يوم 7 يناير/كانون الثاني. وشملت الإجراءات وضع بوابات للكشف عن المعادن أمام الكنائس الكبيرة.
المصدر : الجزيرة + وكالات