رغم التفاؤل حول احتمال حدوث “اتفاق تجاري أولي” بين الولايات المتحدة والصين منتصف الشهر لنزع فتيل قنبلة أطول وأعقد نزاع تجاري خلال أكثر من قرن، فإن هذا اللقاء قد لا يحدث خلال الشهر الجاري، كما ذكرت العديد من التقارير.
في هذا الصدد قال مصدر صيني مطلع لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ” التي تصدر بالإنكليزية في هونغ كونغ، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، لم يوافق على التوقف في محطة أميركية في طريقه للبرازيل لحضور قمة دول الأسواق الناشئة الكبرى، والتي تبدأ في 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف المصدر اليوم الأربعاء، إن التفاصيل الخاصة بـ”الاتفاق الأولي” لم تكتمل بعد، وأن بكين مصرة على إلغاء الرسوم الجمركية، وأن موضوع الرسوم لا يزال نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين.
وأشار المصدر إلى أن بكين ترغب في الحصول على التزام قوي من واشنطن بإلغاء الرسوم الجمركية على السلع المصدرة للولايات المتحدة قبل تأكيد اللقاء.
وأضاف المصدر المطلع على سير المفاوضات، أن “صفقة الاتفاق ليست موزونة بعد”.
ويقصد بذلك أن الولايات المتحدة لم تقدم بعد الضمانات الخاصة بإلغاء الرسوم الجمركية.
وكان التفاؤل بالتوصل لاتفاق تجاري أولي بين بكين وواشنطن يفتح الطريق أمام اتفاق كامل لحل العقبات التي تعترض مستقبل اتفاق تجاري كامل قد ساهم في رفع أسعار النفط وأسواق المال خلال الأسبوع الجاري.
وكان اليوان من بين كبار المستفيدين، حيث ارتفع سعر صرفه في التعاملات الخارجية لأعلى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل الدولار، وتواصل التفاؤل في أسواق العملات الآسيوية الأخرى.
وتمكنت العملة الصينية من الارتفاع إلى أقل من 7 يوانات مقابل الدولار في نهاية تعاملات الثلاثاء، وبلغ سعرها 6.9890 يوانات مقابل الدولار.
وحسب رويترز، قالت جين فولي خبيرة العملات لدى رابو بنك في لندن “ترغب السوق الآن في تأكيد أن هناك موقعاً، سيتم توقيع اتفاق المرحلة الأولى فيه”.
وأضافت “الكثير من الأنباء الجيدة وضعتها الأسعار بالفعل في الاعتبار وما لم نحصل على المزيد، سيظهر القليل من خيبة الأمل”.
وحسب مصادر، فإنه متى تم تجاوز عقبة الرسوم فإن اللقاء قد يصبح ممكناً بين الرئيسين الأميركي والصيني. وتعكف الولايات المتحدة والصين على تضييق هوة الخلافات بينهما بالقدر الذي يمكنهما من توقيع “مرحلة أولى” من اتفاق تجاري خلال الشهر الجاري، لكن الأماكن المقترحة للتوقيع تتعدد بدءاً من ألاسكا وحتى اليونان.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه قد يوقع الاتفاق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في أيوا، وهي ولاية لها روابط تاريخية مع شي وستستفيد من زيادة مشتريات الصين من البضائع الزراعية الأميركية.
من ناحية أخرى، قال مسؤول صيني إن بكين تدرس إمكانية الاجتماع في اليونان، حيث من المقرر أن يصل شي يوم الأحد إلى اليونان، والتي سيتوجه منها إلى البرازيل لحضور قمة لدول الأسواق الناشئة الكبرى، والتي تبدأ في 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت عدة مصادر جرى اطلاعها على محادثات التجارة في الولايات المتحدة، إن التوقيع في اليونان مستبعد.
وقال مسؤولون بالحكومة اليونانية إنه لا يوجد أي مؤشر حتى الآن على طلب عمل مثل تلك المراسم خلال زيارة شي.
وستكون أيوا هي الخيار الأول لإدارة ترامب بالنظر إلى الجاذبية السياسية لولاية زراعية تشكل دائرة انتخابية هامة لترامب لتوقيع اتفاق من المتوقع أن يزيد صادرات الولايات المتحدة من فول الصويا ولحوم الخنازير ومنتجات أخرى تضررت بفعل الحرب التجارية المستمرة منذ 16 شهرا.
وللرئيس الصيني روابط منذ أمد طويل مع أيوا، حيث ذهب في 1985 كمسؤول إقليمي بالحزب الشيوعي عن الاجتماعات المتعلقة بالزراعة وجمعته صداقة مع تيري برانستاد الذي أصبح في ما بعد حاكم أيوا وهو حاليا ًسفير الولايات المتحدة لدى الصين.
وقال المسؤول الصيني إن شي لا يمانع في السفر للولايات المتحدة، مضيفاً أن الصين تعتبر اليونان والولايات المتحدة المكانين الوحيدين الممكنين من وجهة نظر أمنية.
وأضاف “إنه عملي، هو مستعد للذهاب إلى الولايات المتحدة لتوقيع الاتفاق طالما أن هناك اتفاقا”.