في أوقات الأزمات ينسى الناس ما بينهم من خصومة ويهرع بعضهم لمساعدة المتضرر والمكلوم والمصاب، وكلما زاد حجم الأزمة وتعمق أثر المصيبة زاد حجم النسيان وسرعته وقوته.
في أوقات الكوارث الكبرى التي تحصد الأرواح وتخلف مصابين ومشردين وينجم عنها خسائر فادحة في البنى التحتية والفوقية، ويلحق الخراب بالممتلكات وتضرب دولاً بأكملها في مقتل، تميل دول إلى نسيان الخصومة موقتاً والسمو فوق العداء لحين إشعار آخر.
هزات ارتدادية
لكن نسيان البشر يختلف عن نسيان الدول، وردود الفعل الفردية التي تصيب الناس بالفزع لدى رؤية كارثة مروعة تختلف عن ردود فعل الأنظمة والحكومات، إذ الأولى أكثر تلقائية ولا تتطلب تحضيراً أو تخطيطاً أو حساباً دقيقاً لمكاسب المواساة وخسائر التعاطف والتراحم والتشارك، بينما الثانية تبقى قيد الحسابات الدقيقة والاستشرافات المنضبطة بغض النظر عن شناعة المصيبة أو بشاعة الكارثة.
بشاعة كارثة الزلزال العابر للحدود متعدد الجنسيات الذي لم يفرق بين طرفي نقيض سياسي “بينهما ما صنع الحداد”، وهي كناية عن عميق الخلاف وعمق الاختلاف، وضعت الحدث الذي جعل تركيا وسوريا قبلة لأنظار العالم واهتمامه وتحركاته في دائرة الضوء السياسي.
الزلزال الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا فجر الإثنين الماضي وشعر به أهل العراق ولبنان والأردن وإسرائيل ومصر أحدث هزة أخرى انضمت إلى الهزات الارتدادية، لكن على صعيد السياسة.
سياسة المصائب فرع من الفروع غير المطروقة كثيراً في العلوم السياسة، فهو فرع من السياسة يتخذ فيه الساسة إجراءات ويصدرون قرارات ويطلقون تصريحات تبدو مفاجئة ومناقضة مع كل ما سبقها، لكنها في حقيقة الأمر تندرج تحت بند “سياسة المصائب والكوارث”.
عناوين الأخبار الحالية تنضح بقدر هائل من سياسة المصائب، “العراق يرسل مساعدات إلى سوريا”، “رجال إطفاء من التشيك في طريقهم إلى تركيا”، “فرق الإنقاذ الهولندية تصل إلى تركيا”، “طواقم طبية إيطالية تقدم المساعدات العاجلة في المنطقة بين الحدود السورية والتركية”، “رئيس وزراء اليونان يتعهد بتقديم كل أنواع الدعم لتركيا”، “قوات إنقاذ بلغارية على أهبة الاستعداد للمساعدة على الحدود البلغارية -التركية”، “متخصصون أميركيون في البحث والإنقاذ في طريقهم إلى تركيا”، “مصر ترسل مساعدات إغاثية عاجلة إلى تركيا”، “رئيس وزراء السويد يؤكد استعداد بلاده الكامل لتقديم جميع أنواع الدعم والمساعدة لتركيا“، وتتواتر عناوين وبراهين سياسة المصائب من دون هوادة.
دبلوماسية الكوارث
ومن دون هوادة أيضاً تمضي دبلوماسية الكوارث، فتلاسن الأمس السياسي وخلافات أول من أمس الاقتصادية وضغائن سابقة كادت تقطع العلاقات وتسحب السفراء وتلبد الأجواء، تتحول إلى دعم وتأييد ومساندة ومساعدة وكأن الدولتين، المتضررة والمساعدة، تجمعهما دائماً وأبداً علاقة “سمن على عسل”.
عسل الكوارث وسمن المصائب يطرحان نفسيهما على مدى التاريخ من باب “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”، لكن الخير هنا لا يشعر به إلا من بقي على قيد الحياة بعد الكارثة.
كوارث عدة في التاريخ المعاصر أدت إلى انفراجات غير متوقعة في خلافات عاتية بين الدول وحل صراعات داخلية في الدولة المتضررة، وعلى سبيل المثال أدى الزلزال الذي يصنفه بعضهم باعتباره الأعتى في التاريخ، إذ تتراوح تقديرات قوته بين 8.8 وتسع درجات على مقياس ريختر والذي ضرب كلاً من إندونيسيا وسيريلانكا عام 2004 مخلفاً ما لا يقل عن 226 ألف ضحية في دول المحيط الهندي إلى تحقيق السلام في الدولتين، وكانت الدولتان تعانيان على مدى سنوات من عمليات تشنها قوات انفصالية في الداخل.
العلاقات المتوترة دائماً وأبداً بين الهند وباكستانغالباً ما تشهد نفحات إنسانية محملة بنكهات سياسية عقب كل كارثة تضرب أحد البلدين، فمثلاً في عام 2018 وعقب فيضانات كيرالا المدمرة التي شهدتها الهند، أعلن رئيس وزراء باكستان حينئذ عمران خان استعداد بلاده تقديم مساعدات إنسانية للهند الشقيقة، ناقلاً دعاء وأمنيات شعب باكستان للمتضررين.
بين زلزال وضحاه
أضرار الزلزال الرهيب الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا جعلت من مكالمة هاتفية يجريها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل ساعات لتقديم التعزية في آلاف الضحايا مثار اهتمام على رغم ركام الزلزال.
المكالمة الأولى بين الرئيسين منذ المصافحة المثيرة بينهما على هامش افتتاح مباريات كأس العالم لكرة القدم في قطر خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تقول كثيراً عن سياسة الكوارث ودبلوماسية المصائب، فالمكالمة أتت بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية المصرية إرسال مساعدات إغاثية عاجلة إلى تركيا عقب اتصال أجراه وزير الخارجية المصرية سامح شكري مع نظيره التركي مولود تشاوش لتقديم العزاء وتمني الصحة والشفاء للمصابين، وجاء في المكالمة السياسية الدبلوماسية توجيه مصر مساعدات عاجلة تضامناً مع الدولة التركية والشعب التركي الشقيق.
وبين زلزال وضحاه تبددت سنوات التوتر الشديد بين الدولتين الشقيقتين، وهي السنوات التي بدأت عقب انقلاب الإرادة الشعبية المصرية على حكم “جماعة الإخوان” وعدم ادخار الرئيس التركي جهداً في دعم الجماعة ورموزها وحكمها في مصر.
وحتى السويد التي توترت العلاقات بينها وبين تركيا على مدى أشهر بسبب الشروط التركية للتصويت على انضمامها إلى حلف الـ “ناتو”، ثم حرق نسخة من المصحف في السويد من دون توقيف للحارق، وأخيراً حرق دمية لأردوغان في السويد من دون تدخل السلطات، بادرت إلى تقديم التعازي وعرض المساعدات.
التصريحات الرسمية الصادرة من السويد أشارت إلى أن السويد باعتبارها شريكاً لتركيا وفي موقع رئاسة الاتحاد الأوروبي مستعدة لتقديم الدعم اللازم، وهو ما من شأنه التذكير بالمكانات السياسية وربما تبديد قدر من التوتر.
هدوء ما بعد الزلزال
صحيح أن تبدد التوتر قد يكون موقتاً بدافع هول الموقف، والتقارب “الإنساني” قد يكون وليد لحظة بالغة القسوة، لكن المؤكد أن أثراً ما سيبقى إثر هدوء ما بعد الزلزال، فما بعد الزلزال لن يكون كما قبله.
يعتقد بعضهم أن الكوارث، لا سيما الطبيعية، هي أحداث منزوعة السياسة ومشاهد تقتصر على العمليات الإنسانية البحتة، وهناك نظريات ورؤى في العلوم السياسية الجافة التي لا تترك مجالاً للمشاعر المحضة أو الإنسانية الخالصة تشير إلى أن “النخب السياسية قلما تترك حجراً قابلاً للمنفعة من دون لمسه أو المرور عليه طالما يحمل بين طياته احتمال منفعة تنمي رأس المال السياسي، كما تمثل الكوارث والمصائب مصدر جذب رئيساً لهواة البحث عن الشهرة”، بحسب ما جاء في ورقة عنوانها “سياسات الكوارث” المنشورة في “الدورية الهندية للعلوم السياسية”(1994) .
وفي سياق مشابه تشير دراسة عنوانها “هل تحسن دبلوماسية الكوارث من العلاقات بين الدول؟” (2014) المنشورة على موقع “إنترناشونال ريلاشنز” إلى أن الكوارث تعرض على الملأ المعاناة الإنسانية للأصدقاء والأعداء على حد سواء، ونتوقع أن الطبيعة الإنسانية تدفع بعضهم إلى الرغبة في المساعدة والتخفيف من حجم هذه المعاناة، لكن هذا التوقع “لا يمتد بالضرورة إلى العلاقات الدولية، إذ تفرض عوامل سياسية واستراتيجية أخرى نفسها على الساحة وعلى معايير المساعدة والدعم”.
معايير قبول المساعدة
معايير المساعدة والدعم في الكوارث والمصائب لا تقاس فقط بمقدار المساعدات التي ترسلها دولة ما إلى الدولة المتضررة أو مدة مكالمة العزاء والمواساة، لكنها تقاس كذلك من قبل الدولتين على ميزان السياسة.
بعض من منظري العلوم السياسية ومحلليها يرى أن دبلوماسية الكوارث لا تشكل في حد ذاتها أولوية سياسية عاجلة، ويميل أصحاب هذا الرأي إلى أن قياس الأخطاء التاريخية التي اقترفتها الدولة التي تعرض المساعدة أمر بالغ الأهمية، ويحدد قبول عرض المساعدة أو رفضها، والأمثلة التي يسوقونها في هذا الصدد يتعلق معظمها برفض كوبا المساعدات الأميركية عام 1998 أثناء موجة الجفاف الشديدة التي ضربتها. وفي السياق نفسه يمكن اعتبار رفض أميركا تلقي مساعدات عرضتها كل من كوبا وفنزويلا وإيران عليها عقب إعصار كاترينا عام 2005 نموذجاً حسابياً لفوائد وأضرار قبول المساعدات الإنسانية على مقياس ريختر السياسي، كما أن تعنت كل من إثيوبيا وإريتريا وإصرار كليهما على ربط جهود الإغاثة من الجفاف بالحل السياسي وتحقيق السلام مثال آخر على معايير دبلوماسية الكوارث وسياسة المصائب.
قلب عامر بالتشكك
فداحة المصائب وهول الكوارث لا تحولان دون النظر إلى بعض المساعدات الطارئة والإغاثات العاجلة بعين ملؤها التعجب وقلب عامر بالتشكك، وبينما الأثير الإنساني والإعلامي والعنكبوتي العربي عامر بكم مذهل من التضامن مع ضحايا الزلزال المميت، إذ برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن بعد ساعات من وقوع الكارثة أن مساعدات عاجلة في طريقها إلى كل من تركيا وسوريا، وقال إنه أمر “بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية بناء على طلب الحكومة التركية”، لكن دون الإفصاح عن الجهة التركية التي طلبت المساعدة.
وقبلها نشرت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية أخباراً عدة عن المكالمات الهاتفية بين وزيري الدفاع التركي خلوصي آكار والإسرائيلي يوآف غالانت، وكذلك بين وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، إذ دارت أحاديث التعازي والمواساة وفرق الإغاثة.
أخبار وصور فرق الإغاثة الإسرائيلية المتوجهة إلى تركيا تملأ الأثير الإسرائيلي، والصور والأخبار الصادرة عن قوات الدفاع الإسرائيلية تشير إلى مئات من القوات التي تحمل علم إسرائيل في طريقها إلى مدينة أضنة التركية حيث “تبدأ أعمال البحث والإغاثة فوراً”.
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن قائد وحدة الإنقاذ الوطني والضابط السابق في الجيش الإسرائيلي غولان فاخ أن نحو 150 من خبراء الإنقاذ الإسرائيليين يستعدون لمغادرة إسرائيل إلى تركيا في “الرحلة الاستكشافية رقم 31 على مدار الـ 40 عاماً الماضية”، معرباً عن أن “إسرائيل تشعر بامتياز كبير بتواصلها مع جيرانها ومواطنيهم”.
امتياز إبليس
هذا الامتياز وجد نفسه مثار شد وجذب شديدين من قبل مواطنين عرب على الأثير، وذلك بين معارض مندد بتلقي أية مساعدات من إسرائيل لأية دولة إسلامية أو عربية، وبين متقبل ومرحب بالمساعدات ولو كانت من “إبليس شخصياً”، على حد قول أحدهم، طالما أنها قادرة على إنقاذ روح إنسان واحد.
وبينما المواطنون يناقشون أوضاع إبليس وهوية المساعدات ومعايير القبول ومقاييس الرفض، فإن سوريا المتضررة المتألمة المنكوبة وجدت نفسها تتجرع ألمين وتتكبد مصيبتين وتعاني أمرين، سنوات الصراع والفرقة والدمار والخراب، ثم زلزال الدمار وعواقب وعراقيل الحصول على مساعدات بسبب العقوبات المفروضة عليها.
إشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو السياسية الإنسانية الملعوبة والمدروسة والمخططة جيداً إلى أن “إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال في سوريا أيضاً إضافة إلى تركيا”، مذيلاً ذلك بقوله الذي أثار كماً هائلاً من اللغط، “وبما أنه تم تسلم طلب لمساعدة المنكوبين السوريين فقد أوعزت بالقيام بذلك أيضاً”، تعطي لسياسية المصائب ودبلوماسية الكوارث بعداً إضافياً.
سوريا تنفي وإسرائيل تؤكد ودول عربية تتساءل ببعض الحرج ومواطنون يضربون أخماساً في أسداس ومحللون غربيون يتكهنون بأثر المساعدات الإسرائيلية حال تأكدها لإحدى أكثر الدول التي تناصب إسرائيل العداء العلني، والأجواء ملبدة بكم مذهل من الأتربة الناجمة عن خراب الزلزال وكذلك الأسئلة الناجمة عن دبلوماسية المصائب وسياستها وحسابات المكسب والخسارة.
وفي حسابات المكسب والخسارة يرفع بعضهم راية “كل يغني على ليلاه”، وليلى قد ترتدي رداء إنسانياً مرة واستراتيجياً مرة أخرى وربما ترويجياً تسويقياً في مرة ثالثة، وسياسة المصائب ودبلوماسية الكوارث قد تحوي أيضاً منهجية للهيمنة الدينية التي لا تخلو من سياسة.
تقارب الفرقاء
تغريدة طويلة كتبها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عقب وقوع الزلزال المروع سلط فيها الضوء على “سبب وقوع الكارثة”، وقال إن الزلزال المدمر ضرب سوريا وتركيا بسبب المواقف التي وصفها بـ “الخجولة” التي اتخذتها الدول العربية والإسلامية عقب حرق نسخة من القرآن الكريم، وعدم تصعيد ردود الفعل ضد الدول الغربية.
وقال في التغريدة ذاتها إنه “لو كانت هذه الدول اتخذت موقفاً مشرفاً ولو بأقل المستويات مثل غلق سفارة السويد في دولهم، لما بعث الله تعالى برسالة الزلزال المدمر”.
وفي اليوم ذاته غرد مقتدى الصدر مقدماً التعازي للشعبين السوري والتركي، داعياً إياهما إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات بينهما.
وقبل أيام قليلة من وقوع الزلزال الذي جمع الدولتين كانت أسئلة كثيرة تدور حول طبيعة ومصير التقارب بين سوريا وتركيا والذي شعر به المقيمون خارجهما مع ظهور نكهة روسية راعية في الأجواء، فالدفء الحذر والتقارب المتوجس واللقاءات والمحادثات بين الطرفين برعاية روسيا نجم عنها في نهاية العام الماضي بيان نشرته وزارة الدفاع الروسية جاء فيه أن الهدف كان “إيجاد سبل حل للأزمة السورية وقضية اللاجئين، وتكثيف الجهود المشتركة لمحاربة الجماعات المتطرفة”، مع الإشارة إلى الطبيعة البناءة للحوار وضرورة مواصلته، واليوم قد يطرح الزلزال نفسه عاملاً إضافياً لمواصلة الحوار بين الفرقاء، لا سيما أن المصيبة واحدة وإن ظلت الآثار مضاعفة والمساعدات متقلصة في سوريا.
في سوريا الكارثة تكمن في داخل كارثة، وبحسب ما صرح به المتحدث باسم لجنة الإغاثة الدولية مارك كاي لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن “ما حدث في سوريا لو وقع في أي مكان آخر في العالم لكان حال طوارئ، لكن ما لدينا في سوريا هو حال طوارئ في حال طوارئ”.
من يساعد من؟
يتمنى بعضهم أن تمتد سياسة الكوارث ودبلوماسية المصائب للوضع في سوريا، إذ يتم التعامل مع العقوبات وعدم وصول مساعدات إعادة البناء، إضافة إلى الوضع الاقتصادي السيئ من منطلق آخر أكثر إنسانية في ضوء الزلزال، ويلمح خبثاء إلى أن عرض إسرائيل المساعدة في مثل هذه الأوضاع في سوريا هو عين المكر.
عيون أخرى مسلطة على من من الزعماء والساسة قدموا التعازي وعرضوا المساعدات على الرئيس السوري بشار الأسد، إذ إن ساحات الاتهام منصوبة ومنصات الدفاع مرفوعة، كل بحسب موقفه من النظام السوري وليس تجاه الزلزال وما خلفه.
وبينما تستمر جهود البحث والإغاثة ودفن الجثامين وعلاج المصابين وتقدير الخسائر تستمر أيضاً جهود السياسة والدبلوماسية والإنسانية، إذ إن احتمالات بعضها قوي وبعضها الآخر هزيل حيال أن تصلح الكارثة بعضاً مما أفسدته السياسة والعداوة.
اندبندت عربي