تشتد الاحداث وتتصاعد وتيرة المواجهات بين عناصر داعش والقوات الامنية والعسكرية في منطقة ناحية القيارة التابعة لمحافظة نينوى ضمن قاطع عمليات نينوى واتسمت طبيعة الاحداث بالحضور الامريكي السريع الى منطقة الحدث بعد السيطرة على (قاعدة القيارة) واعلان وزارة الدفاع الامريكية القيام بتأهليها والاستعداد لاستخدامها في البدأ بعمليات تحرير مدينة الموصل وارسال قوة تعدادها (560) من الجنود والضباط والاستشاريين الامريكيين الى العراق لتدعيم تواجدهم ووضع الخطط الاستراتيجية وتقديم المشورة للقوات الامنية والعسكرية والقوات الكردية المتجحفلة واكمال الاستعدادات للبدأ بأول الخطوات باتجاه مدينة الموصل .
ان التواجد الامريكي السريع في محيط ومركز قاعدة القيارة كانت له دلالاته الواضحة وأهدافه الاستراتيجية التي يمكن قراءتها ضمن الاتي :
1.اجهاض الدور الايراني التوسعي والهيمنة والنفوذ العسكري لأجهزته وقياداته في محاولة الوصول الى قاعدة القيارة والتحكم بها ومن ثم الانطلاق نحو مدينة الموصل .
2.افشال الخطوات والاجراءات التي سعت اليها ميليشيات الحشد الشعبي في المشاركة بالتقدم من مفرق قضاء بيجي مرورا بالطريق الدولي الرابط بين قضاء الشرقاط-القيارة والوصول الى محيط قاعدة القيارة العسكرية بالتجحفل مع قوات مكافحة الارهاب .
3.ان السيطرة على قاعدة القيارة يعني اعادة السيطرة على (90) كيلو متر مربع من شمال قضاء بيجي وصولا الى القاعدة وهي مسافة تعتبر من الناحية التعبوية مهمة جدا في تأمين تقدم القطعات العسكرية باتجاه اهدافها في منطقة القيارة ومشارفها .
4.احكام السيطرة على قضاء الشرقاط ومحاصرته عسكريا ليعتبر من الناحية الاستراتيجية ساقطا عسكريا لوقوعه ضمن مرمى مدفعية القوات العراقية ومحاط بارتال متقدمة من القطعات العسكرية والامنية تمكنت من فصل المنطقة عن قضاء الحويجة وناحية القيارة .
5.أصبح الوصول لمركز ومحيط مدينة الموصل يشكل امتداده (65) كيلو متر مربع وهي من أهم أهداف العملية العسكرية التي تحاول الولايات المتحدة الامريكية قيادتها بامتياز .
الاهمية الاستراتيجية لناحية القيارة
1.ان مركز ناحية القيارة يعتبر المقر الرئيسي ويشكل السيطرة القيادية لولاية دجلة التابعة لداعش وهي من المعاقل الرئيسية التي تقع جنوب مدينة الموصل .
2.يتواجد في القيارة العديد من المقاتلين الاجانب والعرب من (شمال افريقيا وشرق سورية والشيشان وافغانستان ) ،وكان فيها (مهاجرين) مما يسمى ب (جيش دابق ) التابع للتشكيل العسكري لداعش الدولة .
3.تحتوي ناحية القيارة على أبار نفطية مهمة ومصفى قديم وفيها أماكن استراتيجية لخزن الاسلحة والمعدات في قاعدة القيارة اضافة الى الاحياء السكنية الواسعة التي من الممكن استخدامها كدروع بشرية من قبل مقاتلي التنظيم .
4.تشارك طائرات الاباتشي التي استخدمتها الولايات المتحدة الامريكية لاول مرة في عمليات تحرير الموصل في توجيه الضربات الجوية لاماكن ومقرات قيادات ومقاتلي التنظيم في ناحية القيارة وضواحيها ومركز مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها .
5.ان فقدان داعش للقيارة يعني خسارته (ولاية دجلة) بعد ان فقد ولاية الجزيرة في عمليات الانسحاب التي تمت من نواحي وأقضية محافظة الانبار التي استولى عليها في معارك سابقة .
6.فقدان ناحية القيارة يعرض داعش لخسارة مالية تقدر ب(2-3) مليون دولار شهريا بسبب فقدان الابار النفطية التي تحتويها أرض القيارة .
ان هذه المزايا التي تتمتع بها ناحية القيارة تشكل عاملا رئيسيا ومحورا مركزيا ونقطة انطلاق مهمة لاستكمال الخطط العسكرية الكفيلة بالاسراع للسيطرة على محاور الناحية وقراها واضعاف حركة التنظيم وشل قدراته ومن ثم استكمال الاهداف المحورية للوصول الهدف الرئيسي وهو استعادة مدينة الموصل .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية