طهران – أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء أن إيران كانت وستبقى إلى جانب حكومة قطر وشعبها، داعيا إلى الاستفادة من الطاقات والقدرات المتاحة لتطوير العلاقات بين الجانبين.
واعتبرت أوساط خليجية أن هذه التصريحات هدفها استثمار أزمة قطر مع جيرانها لاستفزاز السعودية أولا، ولربط الدوحة أكثر بالاقتصاد الإيراني ثانيا، خاصة أن طهران تبحث عن حلول عاجلة للتنفيس عن الأزمة الاجتماعية الحادة التي تعيشها بعد الاحتجاجات الأخيرة.
ولا يترك الإيرانيون الفرصة تمر دون توسيع دائرة الخلاف بين قطر وجيرانها الخليجيين عبر التلويح بدعمها اقتصاديا، مستفيدين من سياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها المسؤولون القطريون والبحث عن ملاذات أخرى غير مجلس التعاون الخليجي.
وقالت هذه الأوساط إن إيران، وكذلك تركيا، تستثمران مكابرة قطر ورفضها الحوار الخليجي-الخليجي لحل الأزمة وتغرقانها بالاتفاقيات والعقود طويلة المدى والأسعار المرتفعة.
ولا تعدم إيران الفرصة لمغازلة السعودية ذاتها، باحثة عن مصالحة معها مثلما أشار روحاني أمس في تصريحات خلال مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
ويقول مراقبون إن قطر لا تدرك أن مغازلتها من طهران لا تعدو أن تكون محطة لاستفزاز السعودية، التي ترفض أي حوار مع إيران قبل أن تكف عن تهديد الأمن الإقليمي للمنطقة، وخاصة لدول الخليج.
ونقلت وكالة “فارس″ الإيرانية عن روحاني القول، لدى استقباله رئيس البرلمان القطري أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود، إن “إيران وقطر بلدان صديقان وشقيقان، وقد أثبتا أخوّتهما تجاه بعضهما بعضا في السراء والضراء”.
ورأى روحاني أن “أي ممارسة للضغط على حكومة قطر وشعبها أمر مرفوض”، داعيا إلى حل الخلافات بين دول المنطقة من خلال الحوار والمحادثات.
وأعرب رئيس البرلمان القطري عن تقديره “للدعم المؤثر الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية لحكومة قطر وشعبها في الظروف الأخيرة”.
ومع بدء الأزمة بادرت قطر بنقض كل الاتفاقيات المبرمة مع دول الخليج وخاصة المتعلقة بالغذاء، ووضعت رهانها كله على إيران وتركيا، غير عابئة بالخسائر التي تتكبدها وخاصة رهن مستقبل القطريين على المدى البعيد لفائدة دول إقليمية لا تخفي مسعاها للهيمنة على المنطقة.
وانطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، فعاليات “الملتقى الاقتصادي القطري التركي”، بمشاركة 150 شركة تركية.
وتتوزع القطاعات في الملتقى، الذي تنظمه غرفة قطر واتحاد الغرف والبورصات التركية، بين البنى التحتية والبناء والأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية والزراعة ومعداتها والزجاج والبلاستيك واللوجستيات والأنظمة الأمنية.
العرب اللندنية