عاد الهدوء المشوب بالحذر إلى مدينة عدن بجنوب اليمن بعد يوم دام إثر مواجهات اندلعت بشكل مفاجئ بين قوات الحزام الأمني التابعة لـ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات العربية والقوات الموالية للحكومة الشرعية، قتل فيها 15 يمنيا على الأقل. بينما وصلت تعزيزات عسكرية للحزام الأمني بعدن.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أمنية قولها إن الطرفين يتقاسمان السيطرة على أحياء عدن غداة اشتباكات دامية بينهما.
وتعزز الوجود الأمني بمداخل المدينة ومفاصلها وتقاطعات الطرق الرئيسية مع تمركز قوات كل طرف في مواقعها، دون تقدم ملحوظ منذ أمس.
وأغلقت الكليات والمدارس والوزارات والمصالح الحكومية والخاصة أبوابها، في حين شهدت حركة المواصلات بين مناطق عدن فتورا ملحوظا.
واندلعت المواجهات بين القوات الحكومية من جهة، وقوات “الحزام الأمني” -التي تدربها وتمولها الإمارات- من جهة ثانية، بعدما حاولت وحدات تابعة للقوات الحكومية منع متظاهرين من دخول وسط المدينة للاعتصام.
واحتج هؤلاء على الأوضاع المعيشية بالمدينة، وكانوا منحوا الرئيس عبد ربه منصور هادي -عبر “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يمثلهم سياسيا- مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد.
الأحزاب ترفض
واتهم رئيس الوزراء أحمد بن دغر “الانفصاليين” بقيادة انقلاب في عدن، داعيا دول التحالف العربي -وخصوصا السعودية والإمارات- إلى التدخل “لإنقاذ” الوضع بالمدينة التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة.
وحمل المعسكر الآخر رئيس الوزراء مسؤولية تدهور الأوضاع، متهمين إياه بتوجيه قواته لإطلاق النار على متظاهرين مناهضين للحكومة مما أدى إلى تدخل عسكري من قبلهم “لحماية” الشعب.
على صعيد متصل، أكدت الأحزاب اليمنية رفضها دعوات الانقلاب على الشرعية وتقويض مؤسسات الدولة، والخروج على المرجعيات المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا. وأشارت في بيان إلى ضرورة احتواء الأوضاع في عدن.
ودعا البيان دول التحالف إلى دعم القيادة السياسية والحكومة لتعزيز مؤسسات الدولة، وتطبيع الأوضاع في عدن.
تعزيزات عسكرية
في الأثناء، وصلت تعزيزات عسكرية للقوات المؤيدة للحزام الأمني بعدن، وقالت مصادر أمنية إن التعزيزات استقدمت الاثنين من محافظتي أبين والضالع القريبتين.
وأضافت تلك المصادر أن القوات الحكومية اشتبكت مع تلك التعزيزات في أبين في محاولة لمنعها من التقدم، إلا أنها عجزت عن ذلك.
ويقود محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي حركة في الجنوب تلقى دعما إماراتيا، تطالب بـ تقرير المصير واستعادة “دولة الجنوب من ميون إلى المهرة”.
ويوم 12 مايو/أيار الماضي، شكلت سلطة موازية “لإدارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج” برئاسة الزبيدي.
المصدر : وكالات,الجزيرة