دفع إعلان مجلس الوزراء العراقي عن انطلاق الخطة الخمسية الثالثة للعراق، المراقبين إلى المطالبة بنتائج الخطط الخمسية السابقة والتي كان من المخطط أن تنهي بعض المشاكل التي يعاني منها البلد خلال المرحلة التي تلت عام 2003. وأقر مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة برئاسة حيدر العبادي خطة التنمية الوطنية الخمسية للفترة 2018-2022.
وأشار المجلس في بيان إلى أن «الحكومة أقرت الخطة الخمسية الجديدة والتي تقوم على محاور رئيسة تشمل الحكم الرشيد والقطاع الخاص، وإعادة الأعمار في المحافظات والتخفيف من الفقر»، إذ تركز الخطة على النهوض بالقطاعات الإنتاجية (الزراعة والصناعة) التي تحرك بقية القطاعات وصولاً إلى معدل نمو اقتصادي مستهدف نسبته ٧ في المئة». وأضاف أن «الخطة شملت أيضاً زيادة القدرة الإنتاجية في قطاع النفط الخام إلى ٦.٥ مليون برميل يومياً، إضافة إلى توفير فرص عمل مستدامة وخفض نسبة الفقر». وصوّت مجلس الوزراء على إطلاق القروض في المناطق المحررة وتحديد 22 كانون الأول (ديسمبر) موعداً لانتخابات مجالس المحافظات». يذكر أن العراق طبق خطتين خمسيتين، الأولى 2010- 2014، والثانية 2013-2017، كما يستعد لإقرار ما يعرف بالخطة التنموية العشرية 2030.
وقال عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار عبدالسلام المالكي في تصريح إلى «الحياة»، إن «الجميع يستغرب جدوى هذه الخطط التي تخصص لها مبالغ كبيرة وتنتهي من دون أن تترك أي أثر إيجابي يذكر». وأضاف أن «سبب إخفاق الجهات المخططة والمنفذة هو أن الجهة الأولى تعتمد خططاً جاهزة مطبقة في دول أخرى تختلف تماماً عن التجربة العراقية أو المشاكل التي تعتري البلد، وهنا ترسم باللون الوردي وعند التنفيذ تصطدم بواقع مظلم لا تنفع معه أي عمليات ترقيع أو معالجات جزئية». وتابع: «يحتاج العراق إلى عملية فرز للمشاكل، فيجب أن تركز كل خطة خمسية على قطاع واحد لا أكثر حتى تتمكن الجهات المنفذة من تحديد حجم المشاكل ومعالجتها خلال 5 سنوات».
وكشفت الخبيرة الاقتصادية وفاء المهداوي تفاصيل الخطة التنموية الخمسية الجديدة، «التي ستكون مختلفة وتحمل شعار إرساء تطبيق أسس الدولة التنموية الفاعلة ذات المسؤولية الاجتماعية في العراق». وقالت: «توجهنا الآن إلى خطة تحول أدوار الدولة لتكون دولة شراكة مع القطاع الخاص، ودعوة لمساهمة القطاع الخاص بنسبة قد تتجاوز بقليل 40 في المئة من إجمالي استثمارات الخطة لخمس سنوات». وأضافت أن «نشاطات البنية التحتية هي القطاع القائد في هذه الخطة بحيث تكون استثمارات تعبئ وتوجه إلى هذه النشاطات لتحسين القطاعات الإنتاجية، وسنسعى إلى تحسين سياسة إدارة الأصول القائمة، ولذلك أخذت الخطة في الاعتبار كل ما يمكن أن يحد من تبني استثمارات جديدة».
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، إن «الخطة الخمسية التي تسعى الوزارة إلى تطبيقها بالتعاون مع معظم الجهات الحكومية، تهدف إلى النهوض بقطاعات الصحة والسياحة والكهرباء تحديداً». وأشار إلى أن «هذه الخطة تعكس الواقع والأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق والتأكيد على عدم الاعتماد على مصادر النفط فقط، بل اللجوء إلى مصادر أخرى». وكشف أن «العراق يعد جزءاً من المنظومة العالمية السياسية والاقتصادية وهناك سعي لدى الوزارة للاستفادة من الخبرات العالمية والخطط التي تنفذها دول أخرى في هذا المجال». ويشارك في إعداد الخطة الجديدة خبراء وأكاديميون متخصصون، إلى جانب التعاون مع منظمات دولية متعددة منها البنك الدولي وصندوق الإسكان.
نصير الحسون
الحياة اللندنية