وقال ترامب، في تغريدة على “تويتر”: “إلى الرئيس الإيراني روحاني: إياك وتهديد الولايات المتحدة مجدداً، وإلا ستواجه تداعيات لم يسبق إلا لقلة قليلة عبر التاريخ أن عانوا منها”.
وأعلن ترامب، في 8 مايو/أيار الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015، وقرّر استئناف العقوبات على طهران، بسبب ما وصفها بـ”العيوب الجسيمة” في الاتفاق.
وأبرمت إيران ومجموعة “5+1” (الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا)، في 14 يوليو/تموز 2015، الاتفاق النووي الذي يلزم طهران بتقليص قدرات برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
وتأتي تصريحات ترامب رداً على تصريحات روحاني، أمس الأحد، والتي حذّر فيها الرئيس الأميركي، متوجّهاً له بالقول: “السيد ترامب… نحن رجال الكرامة والشرف، وكافلو أمن الممر الملاحي للمنطقة على مر التاريخ، فلا تلعب بالنار لأنّك ستندم”.
واتهم روحاني، في كلمة أمام ملتقى أُقيم في طهران بمشاركة رؤساء الممثليات والبعثات الدبلوماسية الإيرانية في خارج البلاد، بحسب ما نقلت وكالة “إرنا” الإيرانية، الإدارة الأميركية الحالية بأنّها “تصارع العالم وتصارع مصالحها الوطنية في آنٍ واحد”.
وأضاف “ينبغي أن تعلم أميركا أنّ السلام مع إيران هو السلام الحقيقي، والحرب مع إيران هي أم كل الحروب”.
وفي الوقت عينه، رأى روحاني أنّ وصول ترامب إلى البيت الأبيض “يشكّل تهديداً وفرصة في آنٍ واحد”، معتبراً أنّ “أميركا حشدت كل طاقاتها لمعاداة إيران وإضعافها ولم تصل إلى نتيجة، ووقفت في وجه تقارب أوروبا مع طهران أيضاً بعد التوصل إلى الاتفاق النووي”.وفي سياق التراشق الإيراني الأميركي، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الإثنين، إنّ الولايات المتحدة “ليست خائفة” من أن تفرض عقوبات تستهدف النظام الإيراني “على أعلى مستوى”، معتبراً أنّ “هذا النظام كابوس على الشعب الإيراني”.
وقال بومبيو، في كلمة أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا: “لسنا خائفين من أن نستهدف النظام على أعلى مستوى”، في إشارة إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن على صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية في إيران.
وانتقد المسؤول الأميركي، الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، إذ قال إنهما “مجرد واجهتين برّاقتين على الصعيد الدولي لنظام الملالي الخدّاع”.
وتابع أنّ “ثراء زعماء إيران وفسادهم يظهران أن إيران تدار من شيء يشبه المافيا وليس حكومة”، متوعّداً بأنّ “حلم التخلص من النظام الإيراني سيصبح حقيقة”.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي، أنّ الولايات المتحدة تأمل أن تخفّض كل دول العالم وارداتها من النفط الإيراني إلى “أقرب نقطة ممكنة من الصفر”، بحلول الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، محذراً من أنه “في حال لم يحصل ذلك، فإنّ هذه الدول تعرّض نفسها لعقوبات أميركية”.
وكان روحاني وبعض كبار قادة الجيش قد هددوا بمنع مرور شحنات النفط من دول الخليج إذا حاولت واشنطن وقف الصادرات الإيرانية.
ورفض المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في تصريحات، السبت، الحوار مع واشنطن، متهماً إياها بأنّها “ليست أهلاً للثقة”، ملوّحاً هو الآخر بإمكانية إغلاق مضيق هرمز في حال اتخذت أميركا وحلفاؤها قرار منع إيران من تصدير النفط.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، في بداية الشهر الحالي، إنّه إذا لم تستطع إيران بيع نفطها بسبب الضغوط الأميركية فلن يُسمح لأي دولة أخرى في المنطقة بذلك.
ومضيق هرمز أهم ممر ملاحي لنقل النفط في العالم؛ إذ يمر منه نحو خمس استهلاك النفط العالمي يومياً.
ويمرّ في مضيق هرمز ثلث صادرات العالم من النفط التي تنقل عبر البحار يومياً، وهو يربط الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في مناطق آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها.
العربي الجديد