وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد، لـ”العربي الجديد”، إن الجانب التركي طلب من العراق مؤخرا “إما أن يوقف هو هجمات العمال الكردستاني ضد المصالح التركية منطلقًا من أراضٍ عراقية، أو أن تقوم القوات التركية بذلك الأمر”، مبينًا أن “الحكومة العراقية تتفهم ذلك، لا سيما مع فشل كل جهود إقناع الكردستاني بمغادرة العراق، باعتبارها مليشيا أجنبية داخل البلاد، وهو ما أسفر بالنهاية عن موافقة عراقية ضمنية على عمليات تركية محدودة داخل المثلث العراقي التركي الإيراني، ضمن سلسلة جبال قنديل العراقية، وبعمق لا يتجاوز 30 كلم، للقضاء على الجيوب الإرهابية لحزب العمال”، وفقًا للمسؤول ذاته، الذي أكد أن الضربات الجوية التركية على معاقل الحزب داخل البلدات العراقية بلغت ذروتها في الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن مسلحي الحزب يتواجدون بالآلاف في جبال قنديل، ومهمة إخراجهم أو القضاء عليهم كليًا تتطلب أشهرا طويلة، لكنها المرة الأولى التي تصل بها القوات التركية لهذه المنطقة، معربًا عن اعتقاده بأن الأتراك يحاولون التحرك ببطء، والزحف على معاقل الحزب، والسيطرة عليها بشكل تدريجي لتجنب الخسائر، بسبب معرفة ودراية حزب العمال بتضاريس المنطقة.
ميدانيًا، قالت مصادر محلية عراقية كردية إن الجيش التركي يتواجد حاليًا في مناطق سوران، ضمن ناحية سيدكان، التابعة لقضاء سوران، شمال شرق أربيل (60 كلم)، فضلًا عن قرى وبلدات صغيرة ضمن محور جبال قنديل ومنطقة بارزان، مسقط رأس الزعيم الكردي مسعود البارزاني
وقال هلكرد يختياري، معاون مدير بلدية سوران، لـ”العربي الجديد”، إن الجيش التركي يتواجد في قرية برميزة، على بعد 25 كلم من الحدود العراقية، بينما المنطقة بين برميزة والحدود العراقية كلها خاضعة لنفوذه، ولا وجود للبشمركة التابعة لإقليم كردستان أو الجيش العراقي.
وأكد إنشاء الجيش التركي ثكنات عسكرية وخنادق في مناطق عدة، ودخول مدرعات ودبابات ومدفعية ثقيلة إلى المنطقة تقصف بشكل متكرر مواقع مفترضة في جبال عدة ضمن قنديل، أبرزها جبلا شاكيو وبنزين، وكذلك قرى داخل وديان كويسان أراكي خاكورك في المنطقة ذاتها.
ولفت إلى أن الجيش التركي تفصله نحو 7 كيلومترات عن منطقة قنديل بشكل مباشر، بينما مدى نيران المدفعية والدبابات التركية بات يغطي عموم المنطقة، وهناك طيران كثيف ومستمر في سامراء، شمال شرق محافظة أربيل.
وحول السكان العراقيين الأكراد، أكد أن قسمًا منهم نزح من المنطقة خوفًا من معارك وشيكة، فيما لايزال آخرون يمارسون حياتهم، والقوات التركية لم تتعرض لأي منهم.
وكان وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، قد كشف الأسبوع الماضي عن موافقة إيرانية عراقية على العمليات التي تقودها بلاده ضد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل.
وقال جانيكلي، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية الرسمية: “أنشأنا قواعد عسكرية للمرة الأولى، فبدون هذه القواعد سيكون من الصعب تقنياً إطلاق عمليات طويلة لمناطق أبعد”. وتابع “سنبقى في شمال العراق لحين القضاء على الإرهاب تماماً”.
ومضى قائلاً إن “الإيرانيين أعربوا بشكل واضح جداً عن ترحيبهم بتقديم الدعم اللازم للعمليات ضد الإرهابيين بما يشمل جبال قنديل”. وأشار جانيكلي إلى أن تركيا متفقة تمامًا مع بغداد بشأن العملية.
محمد علي
العربي الجديد