تبع توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال، تصاعد وتيرة عمليات الاغتيال التي نفذها الأخير بحق نشطاء وقادة ميدانيين وسياسيين فلسطينيين، لردع المقاومة الفلسطينية وتعطيل مسيرة تقدمها، فيما حاولت السلطة الفلسطينية حسب اتفاقيات التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال اعتقال وملاحقة وتقديم معلومات حول المقاومين.
ومنذ العام 2000 نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو ٤٣٠ عملية اغتيال بحق قيادات سياسية وعسكرية ونشطاء فلسطينيين، حسب معطيات مؤسسة الحق الفلسطينية، كان آخرها عملية اغتيال القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع عزة، بهاء أبو العطا، الذي أعاد اغتياله هذا الملف للواجهة من جديد.
ومن أبزر القيادات السياسية والعسكرية الفلسطينية التي تم اغتيالها بعد اتفاقية أوسلو في الضفة الغربية على يد الاحتلال الإسرائيلي وذلك بعد ملاحقة أو اعتقال من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية الشهداء التالية أسماؤهم، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر، حيث إن قائمة الشهداء تطول في هذا المقام:
يحيى عياش
لقب عياش (29 عاما)، بالمهندس، ويتحدر من بلدة رافات، قضاء محافظة سلفيت، نشط في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في مجال تركيب العبوات والأحزمة الناسفة، ويعتبر العقل المدبر لسلسلة من العمليات التي استهدفت الاحتلال.
اغتاله الاحتلال عبر وضع متفجرات في جهاز الهاتف النقال، بتاريخ ٥ /١ /١٩٩٥ في أحد المنازل بشمال مدينة غزة، حيث أعقبت اغتياله سلسلة من العمليات أطلقت عليها كتائب القسام “الثأر المقدس” وأدت إلى مقتل ٤٦ إسرائيليا وإصابة أكثر من ١٦٣ آخرين.
محيي الدين الشريف
يتحدر من بيت حنينا، قضاء مدينة القدس، (٣٢ عاماً)، تلقى تدريبات عسكرية مكثفة على يد المهندس يحيى عياش، وتولى تجهيز الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة رداً على استشهاد المهندس، أدت العمليات إلى مقتل ٦٤ إسرائيلياً.
أعلن جهاز الأمن الوقائي عثوره على جثة الشهيد الشريف بعد تفجير سيارة مفخخة بالقرب من مقر الجهاز في بيتونيا، قضاء مدينة رام الله، بتاريخ ٢٩ /٣ /١٩٩٨.
محمود أبو هنود
حل الشهيد أبو هنود (٣٤ عاماً)، مكان الشهيد محيي الدين الشريف، وأصبح المطلوب الأول لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وكان مسؤولاً عن تجهيز خمسة استشهاديين من بلدته عصيرة الشمالية، قضاء مدينة نابلس، وعمليات أخرى، اعتقل إلى جانب نشطاء فلسطينيين في حملة شنتها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية (١٩٩٦) في ذلك الوقت.
عماد وعادل عوض الله
يتحدر الشهيدان من مدينة البيرة، برز اسماهما عقب سلسلة عمليات “الثأر المقدس”، رداً على اغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش، وباتا أبرز المطلوبين للاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية.
بعد مضي أربعة أشهر على فرار الشهيد عماد (٢٩ عاماً)، من سجون السلطة الفلسطينية، تمكنت إسرائيل من اغتياله برفقة شقيقه عادل (٣١ عاماً)، بتاريخ ١٠ /٩ /١٩٩٨، بعد اشتباك مسلح في قرية ترقوميا بمدينة الخليل.
بعد فشلها مرتين في اغتياله، وتدميرها لسجن السلطة الفلسطينية المركزي في مدينة نابلس الذي كان معتقلاً فيه، قصفت الطائرات الإسرائيلية مركبته بشوارع مدينته نابلس بخمسة صواريخ أدت لاستشهاده برفقة اثنين من مساعديه على الفور بتاريخ ٢٣ /١١ /٢٠٠١، وعلى أثرها قامت كتائب القسام بقصف مستوطنة “كفار داروم”، أدى لمقتل جندي إسرائيلي.
الجمالان
يطلق لقب الجمالين على الشهيدين جمال منصور وجمال سليم، وهما من أبرز القادة السياسيين في مدينة نابلس.
حيث كان الشهيد جمال منصور (٤١ عاماً)، يرأس مكتب المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام الذي وكان موجوداً فيه برفقة الشهيد جمال سليم (٤٣ عاماً)، أحد مؤسسي لجنة التنسيق الفصائلي في مدينة نابلس، حينها شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلية هجوما بالصواريخ بتاريخ ٣١ /٧ /٢٠٠١، على المكتب، ما أدى إلى استشهادهما وعدد من موظفي المركز.
ورداً على اغتيالهما، فجر الاستشهادي من كتائب القسام عز الدين المصري نفسه داخل أحد المطاعم في مدينة القدس ليوقع ٢٠ قتيلاً إسرائيلياً وأكثر من ١٠٠ جريح.
أبو علي مصطفى
انتسب إلى حركة القوميين العرب، وتولى قيادة الجبهة الشعبية في الأردن والأرض المحتلة، وعاد إلى فلسطين في نهاية أيلول/ سبتمبر عام ١٩٩٩، وشغل منصب الأمين العام عام ٢٠٠٠، بعد انتخابه في مؤتمر الجبهة السادس، ويتحدر من بلدة عرابة، قضاء محافظة جنين، (٦٣ عاماً)، استشهد بعد قصف الطائرات الإسرائيلية لمكتبه بمدينة رام الله بتاريخ ٢٧ /٨ /٢٠٠١، وتبع اغتياله تهديد خليفته في تولي أمانة الجبهة الأسير أحمد سعدات حينما قال جملته الشهيرة “العين بالعين والسن بالسن والرأس بثلاثة رؤوس”، لتتولى مجموعة عسكرية تابعة للجبهة عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي في فندي “ريجينسي” بمدينة القدس بعد أربعين يوماً من اغتيال أبو علي.
عقب العملية، أقدمت السلطة الفلسطينية على اعتقال سعدات وأعضاء الخلية المشاركين في عملية تصفية زئيفي، وأصدرت بحقهم أحكاماً متفاوتة، ووضعتهم في سجن أريحا، قبل أن تقدم قوات الاحتلال على اقتحام السجن واعتقالهم بتاريخ ٣٠ آذار/ مارس ٢٠٠٦، برفقة ٢٠٠ معتقل كانوا موجودين في سجن أريحا، من بينهم قيادات عسكرية فلسطينية.
ثابت ثابت ورائد الكرمي
كان الدكتور ثابت يعمل في عيادة خاصة يملكها (٥٠ عاماً)، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى شغل قيادة كتائب شهداء الأقصى في مدينة طولكرم، اغتالته إسرائيل بتاريخ ٣١ /١٢ /٢٠٠٠، بوضعها عبوة ناسفة في مركبته، ليخلفه في القيادة الشهيد رائد الكرمي، الذي ثأر لصديقه ثابت بقتل اثنين من المستوطنين وتنفيذ عدة عمليات إطلاق نار على الشوارع الاستيطانية.
نجح الكرمي (٢٩ عاماً)، في الفرار من سجن السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله والعودة إلى مدينته طولكرم، ليجدد نشاطه ضد الاحتلال، ويقوم برفقة رفاقه بقتل ١٢جندياً ومستوطناً إسرائيلياً، استشهد بتاريخ ١٤ /١ /٢٠٠٢، عبر تفجير الطائرات الإسرائيلية لعبوة زرعتها في طريقه، وقامت كتائب شهداء الأقصى بقتل ستة إسرائيليين في مدينة الخضيرة المحتلة، ونفذت عملية استشهادية في القدس المحتلة أدت لمقتل إسرائيليين اثنين وجرحت ٣٨ آخرين، وعشرات عمليات إطلاق النار على أهداف إسرائيلية.
عبد الله القواسمي
يعتبر القواسمي (٤٣ عاماً)، من أبرز القيادات العسكرية في كتائب القسام، ومسؤولا عن عدة عمليات استشهادية أدت لمقتل ٦٣ إسرائيلياً وإصابة ٢٣٥ آخرين.
وأفرجت عنه السلطة الفلسطينية بعد عامين من اعتقاله في سجونها مع بداية انتفاضة الأقصى، وبقي كذلك إلى أن اغتالته الوحدة الخاصة الإسرائيلية “اليمام”، بعد انتهائه من أداء صلاة العشاء في مسجد الأنصار بمدينته الخليل، بتاريخ ٢١/٦/٢٠٠٣، وأطلق استشهاديان من كتائب القسام صاروخا من نوع “RPJ” على جيب عسكري إسرائيلي قبل أن يستشهدا في اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال في المنطقة الصناعية ببيت حانون.
ذياب الشويكي
من القيادات العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي (٣٦ عاماً)، وكان مسؤولاً عن عدة عمليات استشهادية ضد أهداف إسرائيلية، تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال ومن ثم أصبح أهم المطاردين لدى الاحتلال، اعتقل لمدة عامين لدى السلطة الفلسطينية برفقة العشرات من النشطاء الفلسطينيين.
استشهد برفقة صديقه عبد الرحيم تلاحمه في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في جبال الخليل بعد اشتباك مسلح، بتاريخ ٢٥/٩/٢٠٠٣، وكان قيادياً بارزا في سرايا القدس.
حسين عبيات
تولى قيادة كتائب شهداء الأقصى في محافظة بيت لحم (٣٧ عاماً)، وأصبح على جدول أعمال اللجنة الأمنية الإسرائيلية المصغرة التي قررت اغتياله، إلى جانب عدد من القيادات الميدانية للانتفاضة، حيث اتهمته بالمسؤولية عن عدد من العمليات العسكرية ضد قواتها، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين، استشهد بعد استهدافه من قبل الطائرات الإسرائيلية بتاريخ ٩ /١١ /٢٠٠٠ في بيت ساحور، وبعد استشهاده نفذت كتائب الأقصى عدة عمليات إطلاق نار أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين.
صالح جرادات
هو مسؤول بارز في سرايا القدس في مدينة جنين (٣١ عاماً)، وله عدة عمليات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة على الطرق الاستيطانية، وله دور بارز في نقل الذخيرة ومستلزمات المطلوبين لأجهزة أمن الاحتلال.
استشهد برفقة الشهيد فادي جرادات إثر اشتباك مسلح مع الوحدات الخاصة الإسرائيلية بتاريخ ١٣/٦/٢٠٠٣، ورداً على استشهاده، نفذت الاستشهادية هنادي جرادات عملية في مطعم بمدينة حيفا أدت لمقتل ١٩ إسرائيلياً وإصابة ما يزيد عن ٥٠ آخرين.
إياد الحردان
عضو بحركة الجهاد الإسلامي، أمضى عامين في الاعتقال السياسي في سجون السلطة الفلسطينية قبل بداية الانتفاضة الثانية بتهمة مشاركته في تفخيخ سيارة وتفجيرها في مدينة القدس أدت لإصابة ٢٣ إسرائيليا بجروح مختلفة، تم اغتياله عبر تفجير كابينة هاتف عمومي ملغوم كان الشهيد يهم باستخدامها، حيث ذهب ليجري اتصالا هاتفيا بعدما غادر زنزانته في سجن للشرطة الفلسطينية بمدينة جنين، بتاريخ ٥ /٤ /٢٠٠١.
نايف أبو شرخ
نقل قادة ميدانيون وأسرى قابعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أن الشهيد نايف أبو شرخ (٣٨ عاماً)، رفض عرض رئيس الحكومة الفلسطينية السابقة أحمد قريع وساطة رئيس المخابرات المصرية السابق عمر سليمان التي تقضي بتسليم الشهيد نايف نفسه ونقله إلى سجن أريحا مقابل فك الحصار عن البلدة القديمة بمدينة نابلس، كونه كان الهدف الأكبر لأجهزة مخابرات الاحتلال.
وتعرض أبو شرخ، القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، لأربع محاولات اغتيال، واستشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، عملت خلالها على بث غازات سامة داخل مخبئه للإجهاز عليه، واستشهد بتاريخ ٢٦ /٦ /٢٠٠٤، برفقة سامر عكوبة وعمر مسمار ووجدي القدومي ونضال الواوي، من كتائب الأقصى، والقائد الميداني بكتائب القسام جعفر المصري وقائد سرايا القدس الشهيد فادي البهتي الشيخ إبراهيم.
أبو عيشة والقواسمة
بات تاريخ ١٢ /٦ /٢٠١٤، من أكثر التواريخ شهرة في فلسطين، جراء قيام أعضاء من خلية تابعة لكتائب القسام باختطاف ثلاثة مستوطنين قرب مجمع مستوطنات “غوش عتصيون”، شمال الخليل، ودخلت دولة الاحتلال نتيجة ذلك في حالة من الهستيريا العسكرية والأمنية، وعملت على إغلاق منافذ مدينة الخليل، ونشرت الآلاف من جنودها على طول حدود المدينة بحثا عن مستوطنيها الثلاثة.
عثرت قوات الاحتلال بعد ١٨ يوماً على مستوطنيها الثلاثة مقتولين داخل بئر ببلدة حلحول، شمال مدينة الخليل، وحاصرت قوات الاحتلال بتاريخ ٢٣ /٩ /٢٠١٤ منزلاً بمدينة الخليل تحصن فيه الشهيدان عامر أبو عيشة (٣٣ عاماً)، ورفيقه مروان القواسمي (٢٩ عاماً)، المسؤولان عن خطف وقتل المستوطنين، حيث استشهدا بعد اشتباك استمر لساعات، وتدمير كامل للمبنى الذي تحصنا فيه.
باسل الأعرج
يتحدر من قرية الولجة في بيت لحم، عرف كأحد أبرز الناشطين الفلسطينيين في المظاهرات الشعبية والحراك الثقافي الفلسطيني، وتمتع بثقافة واسعة كرسها لمقاومة الاحتلال، وعمل على مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية شفويًا منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني.
الأعرج (٣٣ عاماً)، اعتقلته السلطة الفلسطينية مع خمسة معتقلين سياسيين، بتهمة التخطيط لعمليات مسلحة ضد “إسرائيل”، وبعد إطلاق سراحه بدأت سلطات الاحتلال في مطاردته، استشهد في ٦ /٣ /٢٠١٧، بعد اشتباك لمدة ساعتين، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل الذي تحصن فيه قرب رام الله.
أحمد نصر جرار
يتحدر من قرية برقين، قضاء جنين، قاد خلية تابعة لكتائب القسام قتلت حاخاما إسرائيليا متطرفا، وتمكن الشهيد أحمد ( ٢٧ عاماً)، وأعضاء الخلية من الانسحاب من مكان العملية التي تمت قرب مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي مدينة نابلس.
فشل الاحتلال في اغتياله ثلاث مرات، واستشهد ابن عمه الشهيد أحمد بعد اشتباك مسلح دار بين الشهيدين وقوات الاحتلال الخاصة، وأصيب بالاشتباك اثنان من أفراد القوات الخاصة.
وتحول الشهيد جرار إلى رمز للشباب الفلسطيني في التخفي عن أعين الاحتلال وأجهزة مخابراته، ليستشهد بتاريخ ٢٦ /٢ /٢٠١٨، في بلدة اليامون، قضاء جنين.
العربي الجديد