إدلب.. معركة حاسمة للنظام في الشمال السوري

إدلب.. معركة حاسمة للنظام في الشمال السوري

حقق الجيش السوري المدعوم من روسيا تقدما في معركته لاستعادة السيطرة على جميع مناطق ريف إدلب الجنوبي من المجموعات المسلحة التي تدعمها تركيا في تلك المناطق.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية الثلاثاء أن بلاده تجري محادثات مع روسيا في محاولة للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية.

وقال المتحدث إبراهيم كالين في مؤتمر صحافي في أنقرة “نتابع العملية من كثب بهدف وضع حد لعمليات القصف. يجب أن يتوقف هذا القصف فورا بموجب وقف جديد لإطلاق النار. هذا أبرز ما نتوقعه من الجانب الروسي”.

وتشهد معركة إدلب تطوّرات سريعة جعلتها أقرب إلى سباق ضدّ الساعة لفرض الأمر الواقع من قبل دمشق وموسكو على أنقرة التي أصبحت جهودها مشتتّة بين سوريا حيث تورّط جيشها في تدخّل مباشر لمواجهة القوات الكردية بشمال شرق البلاد، وليبيا حيث تحاول دعم تماسك حكومة الوفاق ضدّ زحف قوات الجيش الوطني الليبي على معقلها في طرابلس.

واستعادت القوات السورية السيطرة على العشرات من البلدات والقرى في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا من قبضة من تسميهم تركيا معارضين، بينما تقول دمشق وموسكو إنهم بالأساس متشدّدون تابعون لجبهة النصرة.

ويجعل التقدم الأخير للقوات السورية وحليفتها الروسية على وشك السيطرة على أكبر تجمع سكاني في آخر المعاقل الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان إن عملياتها العسكرية في ريف إدلب الجنوبي مستمرة وأنها “تؤكد إصرارها على إتمام تطهير محافظة إدلب من رجس الإرهاب ورعاته وحرصها على حياة جميع المواطنين المدنيين العزل وتدعوهم للابتعاد عن مناطق انتشار المسلحين والمسارعة للخروج إلى مناطق تواجد وحدات الجيش العربي السوري القادمة لحمايتهم وتحريرهم من سيطرة الإرهاب”.

وأضافت “تتابع وحدات من قواتنا المسلحة الباسلة هجومها باتجاهي الجنوب والجنوب الشرقي لمحافظة إدلب وسط انهيار متتابع للتنظيمات الإرهابية المسلحة بعد تدمير مقراتها وتكبيدها خسائر فادحة في المعدات والأرواح”.

وأكد الجيش السوري سيطرته على مساحات واسعة في ريف ادلب، قائلا “في الأيام القليلة الماضية تمكن رجال جيشنا الباسل بكفاءة عالية من تطهير ما يزيد عن 320 كيلومترا مربعا وطرد جبهة النصرة وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة منها والدخول إلى أكثر من أربعين بلدة وقرية”.

وكانت فصائل معارضة قد أعلنت استعادة قريتين بريف إدلب الجنوبي الشرقي سيطرت عليهما القوات الحكومية، مشيرة إلى قتلها 30 عنصرا من القوات الحكومية .

وقال قائد ميداني يقاتل إلى جانب القوات الحكومية إن “مدينة معرة النعمان أصبحت تحت سيطرة القوات الحكومية السورية نارياً، بعد تقدم القوات الحكومية”.

الفرار من الجحيم
الفرار من الجحيم
وأضاف القائد الميداني لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ”، “بسط الجيش السوري سيطرته على قرية الصرمان وأبومكة والمتراوة بعد معارك مع مسلحي جبهة النصرة وبعد السيطرة على قرية الصرمان أصبحت النقطة التركية محاصرة بشكل كامل من الجيش السوري”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن ثمانية مدنيين على الأقل قتلوا بينهم خمسة أطفال في غارات جوية روسية استهدفت قرية في شمال غرب سوريا تؤوي نازحين.

وأضاف المرصد لأن الغارات استهدفت قرية جوباس على أطراف بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي وأن القتلى نازحون لجأوا إلى مدرسة القرية ونواحيها.

ومنذ 16 ديسمبر، كثفت قوات النظام السوري بدعم من القوات الجوية الروسية، القصف على هذه المنطقة بينما تخوض معارك عنيفة ضد جماعات جهادية وفصائل مقاتلة معارضة.

ومنذ الخميس، سيطرت القوات السورية على 46 قرية في المنطقة، وفق المرصد، وباتت قريبة من مدينة معرة النعمان في جنوب إدلب.

وصرح رامي عبدالرحمن مدير المرصد أن “قوات النظام تبعد الآن أربعة كيلومترات عن معرة النعمان”.

وخلفت خمسة أيام من المعارك نحو 260 قتيلاً في الجانبين، بينهم 110 من أفراد القوات الموالية للنظام و148 جهاديًا ومقاتلاً، وفق المرصد.

وقال المرصد إن الجهاديين والمقاتلين المعارضين استعادوا الثلاثاء السيطرة على قرية تل مناس وقرية أخرى مجاورة. لكن هذا لم يمنع سكان معرة النعمان من مواصلة الفرار من المنطقة خوفًا من تحقيق القوات السورية تقدماً جديداً.

وأوضح أن أكثر من أربعين ألف شخص فروا من منطقة القتال في الأيام القليلة الماضية، متجهين شمالًا نحو الحدود مع تركيا.وتسيطر هيئة تحرير الشام، التي تدعمها تركيا على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، التي تؤوي ونواحيها ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم نازحون من مناطق أخرى. وتنشط فيها أيضاً فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً.

ويعتبر النظام السوري الذي يسيطر على أكثر من 70% من الأراضي السورية أن معركة إدلب ستحسم الوضع في سوريا.

وشنت القوات السورية بدعم من روسيا هجومًا واسعاً بين شهري أبريل وأغسطس في المحافظة أسفر عن مقتل ألف مدني وفقًا للمرصد وعن نزوح 400 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، قبل بدء سريان هدنة في نهاية أغسطس.

لكن القصف والمعارك البرية استمرت رغم وقف إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 مدني بينهم ثمانون منذ الثلاثاء، ومئات المقاتلين.

وحاصرت قوات النظام السوري الاثنين نقطة مراقبة تركية في بلدة الصرمان في جنوب شرق محافظة إدلب وفق المرصد. وتُعد نقطة المراقبة التركية في الصرمان الثانية التي تحاصرها قوات النظام بعد تلك الواقعة في بلدة مورك بمحاذاة إدلب في ريف حماة الشمالي.

ينتشر الجيش التركي في نقاط المراقبة داخل سوريا بموجب اتفاق أبرم في عام 2018 بين موسكو وأنقرة التي ترعى فصائل سورية مقاتلة لمنع القوات السورية من اجتياح المنطقة.

العرب