كثفت روسيا وتركيا اليوم مشاوراتهما في محاولة لتثبيت الهدنة بين طرفي النزاع في إقليم ناغورني قره باغ والدخول في مفاوضات جدية تحدد مصيره، في حين واصلت أذربيجان وأرمينيا تبادل الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو أكدا ضرورة التنفيذ الصارم لاتفاق وقف إطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه.
وأضافت أن الوزيرين بحثا في اتصال هاتفي الوضع القائم في الإقليم، وتطبيق التزامات البيان المشترك لوقف إطلاق النار.
وتم التوصل إلى الهدنة في موسكو بعد دعوات عدة وجهها المجتمع الدولي، وخصوصا مجموعة مينسك التي ترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وتؤدي دور الوسيط في هذا النزاع.
من جانب آخر، دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف، بما في ذلك الأطراف الخارجية، إلى الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى المزيد من الضحايا في الإقليم.
ودعا الاتحاد الأوروبي الجانبين إلى الدخول في مفاوضات جوهرية دون تأخير تحت رعاية “مجموعة مينسك” التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، دون شروط مسبقة وعلى أساس المبادئ المتفق عليها.
كما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد يعرب عن “قلقه البالغ” لانتهاكات وقف إطلاق النار، مضيفا في بيان “اطلعنا بقلق بالغ على تقارير تحدثت عن استمرار الأنشطة العسكرية وخصوصا ضد أهداف مدنية وعن سقوط ضحايا مدنيين”.
وفي السياق، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في مقابلة مع شبكة “آر بي كا” (RPK) الروسية، إن بلاده لم تُصر، في المشاورات التي جرت في موسكو، على تواريخ محددة لانسحاب القوات الأرمينية من المناطق الأذربيجانية، لكنه أكد أن البيان، الذي تم الاتفاق عليه، يَفترض بالتأكيد انسحابا متفقا عليه لما سماها قوات الاحتلال الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية.
وأضاف علييف أن البيان يتضمن إشارة إلى المفاوضات الموضوعية، مؤكدا أن العودة إلى هذه المفاوضات يجب أن تؤدي لإنهاء ما أسماه الاحتلال.
في المقابل، أكد الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان أنه لا بديل عن المفاوضات لتسوية النزاع بشأن قره باغ.
وفي كلمة له خلال قمة الفكر الأرميني الافتراضية، أكد أنه “لا يوجد حل آخر للنزاع سوى العودة إلى طاولة المفاوضات، والتفاوض باسم مستقبل قره باغ والمنطقة بأسرها”.
في الأثناء، أعلنت النيابة العامة في أذربيجان أن عدد الضحايا منذ بداية المعارك في قره باغ وصل إلى 41 قتيلا و250 جريحا، كما تضرر أكثر من 1300 مبنى في عموم البلاد.
واتهمت أذربيجان أرمينيا باستهداف المدنيين في مدن بعيدة عن جبهات القتال، وقالت إن الهجوم على مدينة “غنجة” التراثية السياحية كان الأعنف، حيث قتل وجرح عشرات الأشخاص.
وفي السياق، نقل مراسل الجزيرة في أنقرة زاهر البيك عن مصدر في الخارجية الأذربيجانية قوله إن القوات الأرمينية شنت هجمات على جبهتين، هما منطقتا “هدروت” وقرية “توغ” و”أراغول” و”بانزور”، بهدف احتلال مدينة جبرائيل.
وأكد تقهقر القوات الأرمينية وانسحابها بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مشيرا إلى أن القوات الأرمينية وقعت في كمين للجيش الأذربيجاني، أسفر عن مقتل 38 جنديا أرمينيا وتدمير عدد كبير من آلياته، وفق قوله.
ولفت المصدر للجزيرة نت إلى أن القوات المسلحة الأذربيجانية أطلقت عملية عسكرية مستخدمة طائرات مسيرة وصواريخ ومدفعية، أسفرت عن قصف أكثر من 400 هدف أرميني، مشددا على أن القوات الأذربيجانية في موقف قوة على كافة الجبهات.
من جانبها، قالت السلطات الأرمينية إن 429 عسكريا من قوات الدفاع الذاتي قتلوا منذ بداية المعارك. واتهمت وزارة الدفاع الأرمينية الجيش الأذربيجاني بخرق هدنة وقف إطلاق النار، بقصفه الليلة الماضية مدن “ستيباناكيرت” و”شوشي” و”مارتوني” و”هدروت”، داخل إقليم قره باغ.
كما قال رئيس ما يعرف بجمهورية قره باغ -غير معترف بها دوليا- أرايك هاراتيونيان إن الوضع في الإقليم كان هادئا صباح اليوم، باستثناء بعض الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين الجانبين.
وبثت وزارة دفاع “جمهورية قره باغ” صورا قالت إنها تظهر صد قواتها لهجوم أذربيجاني على المحور الشمالي الشرقي من الإقليم، وأضافت أن قواتها دمرت آليتين عسكريتين للقوات المهاجمة، وقتلت عددا من الجنود.
المصدر : الجزيرة + وكالات