للمرة الأولى.. ترامب يعترف بفوز بايدن ثم يتراجع ويؤكد تزوير الانتخابات

للمرة الأولى.. ترامب يعترف بفوز بايدن ثم يتراجع ويؤكد تزوير الانتخابات

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن منافسه الديمقراطي جو بايدن فاز لأن الانتخابات جرى تزويرها ولم يُسمح بدخول المراقبين، ولكنه عاد في أقل من ساعة ليقلب الصفحة ويغرد بما يناقض ذلك.

وقد تلقفت وسائل الإعلام تغريدته الأولى التي تشير إلى أنه بدأ بالنزول من أعلى الشجرة والاعتراف تدريجيا بهزيمته في الانتخابات، ولكنه سرعان ما كتب مغردا بأن بايدن فاز فقط في نظر وسائل الإعلام الكاذبة، وأنه لم يقر بأي هزيمة، بل جدد التأكيد مرة أخرى أنه سيفوز وأن الانتخابات مزورة.

كما اتهم ترامب -في تغريدة عبر تويتر- شركة دومينيُون الخاصة بجدولة الأصوات بأنها ذات سمعة سيئة وتستخدم أجهزة رديئة.

وأضاف ترامب -في تغريدة أخرى- أن مشكلات “الخلل” الميكانيكي التي حصلت ليلة الاقتراع كانت بسبب الديمقراطيين حين كانوا يحاولون سرقة الأصوات، وأنهم نجحوا بشكل كبير لكن دون أن يتم ضبطهم. وجدد ترمب رفضه نظام التصويت عبر البريد واصفا إياه بالنكتة السيئة.

وفي تغريدة أخرى، قال ترامب إن هناك أدلة كثيرة ودامغة على وقوع عملية تزوير في الانتخابات الأميركية.

وذكر ترامب أن عملية التزوير حالت دون السماح لمراقبي الاقتراع والفرز الجمهوريين بالحضور في غرف فرز الأصوات. وأضاف أن الأمر حدث في ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا وغيرها، وهو ما وصفه بالأمر المخالف للدستور.

ورغم أن ترامب سوّغ خسارته في الانتخابات بما اعتبره تزويرا واسعا لها، فإنها المرة الأولى التي يؤكد فيها فوز منافسه الديمقراطي، مما يعني أنه بدأ خطوات متدرجة للاعتراف بهزيمته في الانتخابات.

وفي وقت سابق، أوقفت الشرطة الأميركية 20 شخصا على الأقل في المظاهرات التي شهدتها العاصمة واشنطن، دعما للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، واحتجاجا على فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.

وشارك مساء السبت مئات الآلاف في مظاهرات كبيرة رافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي أعربوا فيها عن تأييدهم لترامب.

وشهدت التظاهرات أعمال عنف واشتباك بالأيدي ولا سيما مع عناصر من حركة “حياة السود مهمة” ومجموعات أخرى مناهضة قرب البيت الأبيض، أسفرت عن طعن شخص من ذوي البشرة السوداء بسكين، وفقا لما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press).

ونقلت الوكالة عن مسؤولين -لم تسمّهم- قولهم إن التوترات امتدت حتى صباح الأحد، ونتج عنها أيضا إصابة شرطيين اثنين.

وتجمع عشرات من معارضي ترامب حول مجموعة من أنصاره كانت تردد هتافات مؤيدة له، وردد المعارضون هتافات ضد ترامب، في حين شكل أفراد الشرطة حاجزا بين الطرفين لمنع الصدام بينهما. كما رافقوا عددا من أنصار ترامب إلى خارج المنطقة للحيلولة دون حدوث اعتداءات أو مواجهات.

بولتون: ترامب قد يسبب ضررا للأمن القومي
من ناحية أخرى، قال جون بولتون -مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب- إن الأخير قد يسبب ضررا كبيرا للأمن القومي، وأعرب عن تخوّفه من أن ترامب لن يرحل بهدوء بعد خسارته الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن.

وأشار إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أو على الأقل يأملون أنه سيدرك أنه خسر وسيذهب بهدوء، ولكن “أشعر بالخوف من أن رد الفعل سيكون عكس ذلك تماما”.

وأضاف “أعتقد، وأنا أتحدث كجمهوري، أن طريقة احتواء الضرر لا على البلد فحسب، بل بالنسبة للحزب أيضا، هي أن يتحدث القادة الجمهوريون، مثلما يفعل البعض الآن، للاعتراف بالواقع وإدراك أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب”.

وكان بايدن قد حصل على 306 أصوات في المجمع الانتخابي الذي يحدد الرئيس الفائز وفقا لمركز إديسون للأبحاث، وهو ما يزيد كثيرا عن الحد المطلوب وهو 270 صوتا.

وفي انتخابات 2016 حصل ترامب على العدد ذاته من أصوات المجمع الانتخابي أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ووصف فوزه بأنه “ساحق” رغم أنها حصلت على أصوات أكثر منه في التصويت الشعبي.

وقد فاز بايدن على ترامب أيضا في التصويت الشعبي رغم أن عددا قليلا من الولايات لا يزال يحصي الأصوات إذ حصل على 5.5 ملايين صوت أكثر من ترامب.

وقال رون كلين الذي وقع عليه اختيار بايدن ليكون رئيسا لهيئة العاملين في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إن الانتقال السريع للسلطة ضروري لضمان استعداد الحكومة لتنفيذ برنامج محتمل للتحصين من فيروس كورونا في أوائل العام المقبل.

وقال مساعدون إن ترامب ناقش مع مستشاريه مشروعات إعلامية محتملة تبقيه تحت الأضواء قبل محاولة محتملة لخوض سباق الرئاسة في 2024.

غير أن ادعاءاته العلنية عن وجود تزوير منعت بايدن وفريقه من الحصول على التمويل الحكومي والتسهيلات المتاحة عادة للرئيس الجديد لضمان سلاسة انتقال السلطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات