قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أصبح تحالفا عسكريا سياسيا عالميا لاحتواء روسيا والصين، في حين أعرب الرئيس فلاديمير بوتين -في افتتاح مؤتمر موسكو الدولي للأمن- عن قلقه إزاء ما اعتبره التعزيز المستمر لقدرات الناتو العسكرية والبنية التحتية للحلف بالقرب من الحدود الروسية.
وأضاف الوزير أن الناتو لم يحقق أي نتيجة على مدى 20 عاما من وجوده في أفغانستان، وبعد انسحابه هناك احتمال لنشوب حرب أهلية، مضيفا أن المطلوب هو اتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح الوضع في أفغانستان.
وفي الاتجاه نفسه، قال الرئيس الروسي إن الأمم المتحدة “كانت ولا تزال أساس نظام العلاقات الدولية وأي قواعد جديدة يجب أن تشكل تحت رعايتها” وذلك في انتقاد غير مباشر للدول الغربية وحلف الناتو، وأضاف بوتين أن أي محاولة لخلق منظومة دولية جديدة خارج الأمم المتحدة ستؤدي إلى فوضى عارمة.
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن القيادة الروسية بعثت رسائل في النسخة التاسعة لمؤتمر موسكو الدولي للأمن مفادها أن حلف الناتو اقترب من الحدود الروسية، وتحول إلى تجمع دول تعمل على احتواء روسيا والصين، وهي أول إشارة من موسكو بشكل علني على أن البلدين يقفان في خط واحد في مواجهة حلف الناتو بزعامة أميركا.
قمة الناتو
وكان قادة الدول الأعضاء في حلف الناتو اتفقوا، خلال قمته منتصف الشهر الحالي في بلجيكا، على ضرورة مواجهة التحديات التي تفرضها الصين وروسيا، وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن القادة المشاركين في قمة الناتو اتفقوا على أهمية تكاتف أوروبا وأميركا الشمالية لمواجهة النظم الشمولية مثل روسيا والصين.
وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن مؤتمر موسكو الدولي للأمن هو النسخة الموازية لمؤتمر برلين للأمن، وتشارك فيه هذا العام، بعد تأجيله العام الماضي بسبب جائحة كورونا، وفود من أكثر من 100 دولة بينهم 35 وزير دفاع.
وتركز روسيا من خلال المؤتمر الأمني الدولي على توضيح مواقفها ووجهة نظرها في عدد من القضايا الدولية والإقليمية، وذكر مدير مكتب الجزيرة أن ملف أفغانستان حاضر بقوة في أجندة مؤتمر موسكو بحكم موقع البلاد القريب من مناطق نفوذ روسيا، فضلا عن ماضي روسيا في ذلك البلد إبان العهد السوفياتي.
ومن القضايا التقليدية التي يناقشها هذا المؤتمر محاربة “الإرهاب” والاتجار بالمخدرات.
الجزيرة