النجف (العراق) – أكد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر ورئيسة بعثة الأمم المتحدة جينين بلاسخارت، أهمية المصادقة على نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، وذلك خلال لقاء جمعهما بمنزله بمحافظة النجف (160 كلم جنوب العاصمة بغداد).
ويأتي اللقاء في ظل أجواء سياسية مرتبكة، إذ ترفض الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة الموالية لإيران، الاعتراف بنتائج الانتخابات، وأقامت دعوى قضائية لدى المحكمة الاتحادية لإلغائها.
كما يأتي قبيل مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية للانتخابات، لتثبيت الوضع الحالي، وتأكيدا لأهمية المضي قدما بنتائج الانتخابات وعدم التلاعب بها، خاصة أن مجلس الأمن الدولي أشاد بظروف إجراء تلك الانتخابات.
وقال مكتب السيد مقتدى الصدر في بيان الثلاثاء إن “الصدر استقبل ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في النجف – الحنانة، وجرى خلال اللقاء الحديث عن الوضع السياسي الذي يمرّ به العراق”.
وهنأت بلاسخارت الكتلة الصدرية بفوزها في الانتخابات البرلمانية، مؤكدة أن “الحملة الانتخابية للصدريين كانت ناجحة، وأن الانتخابات الديمقراطية من طبيعتها أن تفرز خاسرا وفائزا، وهذا هو المعنى الحقيقي لها”.
وتابعت أن “المساعدة الفنية التي قدمتها الأمم المتحدة كانت بطلب من المرجعية ومن الصدر والحكومة العراقية وعدة أطراف سياسية أخرى”، لافتة إلى أن “إدارة الانتخابات من قبل المفوضية كانت جيدة وناجحة من الناحية الفنية”.
وأكد الجانبان أهمية المصادقة على النتائج دون تأخير، غير مناسب، من قبل المحكمة الاتحادية.
وكانت بلاسخارت أجرت عدة زيارات لقادة كتل سياسية، مثل زعيم تحالف “الفتح” هادي العامري، وقائد ميليشيات “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، وغيرهما.
ومن المرتقب أن يجتمع زعيم التيار الصدري في النجف مع “الإطار التنسيقي”، لاستكمال الاجتماع الأول الذي عقد الأسبوع الماضي في العاصمة بغداد، لكن الموعد النهائي لم يتحدد بعد.
وأكد التيار الصدري عدم تحديد موعد حتى الآن لعقد الاجتماع الثاني بين مقتدى الصدر وقوى “الإطار التنسيقي”.
وقال صادق الحسناوي عضو مكتب الصدر، لوكالة الأنباء العراقية “واع” الاثنين إن “ما نقل عن تحديد موعد نشر في مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ولا يوجد مصدر رسمي تحدث عن تحديد الاجتماع وانعقاده في الحنانة”.
وفي وقت سابق السبت، أكد الحسناوي أن التيار الصدري لن يكون جزءا من أي حكومة توافقية.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الحسناوي قوله إن مخرجات لقاء الصدر مع أعضاء “الإطار التنسيقي” تمخض عنها “تشكيل لجان تنسيقية لاستمرار الحوار وتذليل العقبات”.
وأضاف أن “الهدف من اللقاء هو تذليل العقبات بغية تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، ودخول الإطار التنسيقي فيها يتوقف على تطبيق الاشتراطات والمشروع السياسي الذي يطرحه السيد الصدر”.
وأشار إلى أن الصدر “تبنى مشروع الأغلبية السياسية، وبالمقابل ترك الباب مفتوحا أمام تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية أو الذهاب إلى المعارضة لتفعيل دورها في المراقبة البرلمانية للحكومة”.
وشدد على أن التيار الصدري “لا يتطلع إلى تحول العراق إلى بيوتات سنية وشيعية وكردية، بل يسعى لأن يتحدث الجميع بالهوية الوطنية العراقية الجامعة وأن تتراجع الهويات الثانوية”.
وأجرى العراق انتخابات نيابية مبكرة في العاشر من أكتوبر الماضي، وما زالت الخلافات جارية بشأن نتائجها، خاصة من قبل القوى السياسية الشيعية الموالية لإيران، التي تلقت هزيمة قاسية.
وفي آخر حراك لها، رفعت تلك المجموعات دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية لإلغاء نتائج الانتخابات، وما زالت الدعوى منظورة للبت فيها، حيث أجلت جلستها الأولى إلى الثالث عشر من الشهر الجاري.
وجاءت الدعوى القضائية بعد اعتصامات شهدتها العاصمة العراقية بغداد، خاصة في محيط المنطقة الخضراء، اعتراضا على نتائج الانتخابات، كما جاءت وسط تهديدات مبطنة تم توجيهها لمفوضية الانتخابات التي طالبتها الكتل الخاسرة بإعادة العد والفرز اليدوي، في وقت سابق.
وتعترض القوى الخاسرة على نتائج الانتخابات التي وصفتها بـ”المزورة”، واتهمت جهات محلية ودولية، بينها المبعوثة الأممية بلاسخارت، بالتورط في عمليات تلاعب بالأرقام التي أعلنتها مفوضية الانتخابات.
العرب