بينما كل شيء يراوح في مكانه بعد مرور 11 شهرا على الانتخابات، فإن المرشح لمنصب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اضطر إلى إصدار توضيح بشأن القوائم الوزارية التي قيل إنه شكلها والتي بدأت تسجل انتشارا واسعا في السوشيال ميديا. السوداني وفي بيان مختصر لمكتبه الإعلامي قال إن كل ما يشاع عن قوائم وزارية غير صحيح. الصحيح في هذه القوائم يتمثل فيمن يقف خلفها والهدف من ترويجها. وطبقا لما يحصل دائما حين يجري الاقتراب من الحسم حيث جلسة البرلمان المقبلة على الأبواب كما تشير التوقعات فإن هناك هدفين وراء نشر قوائم على أنهم هم الذين اختارهم رئيس الوزراء المكلف. المعلومات التي لايرقى إليها الشك أن السوداني أكمل ما يعادل 60 في المائة من حقيبته الوزارية فضلا عن منهاجه الوزاري الذي ناقشه أول من أمس في جلسة غير رسمية مع عدد من النواب في مبنى البرلمان العراقي. الهدفان اللذان يقفان خلف انتشار مثل هذه القوائم هما لفت نظر المرشح أو القوى السياسية لبعض الشخصيات أو الأسماء التي تتمنى تلك الجهات الانتباه إليها، كما أن بعض الشخصيات السياسية وعن طريق الجيوش الإلكترونية ومن أجل الترويج لشخصية واحدة فإنها تعمل قائمة كاملة من 22 وزيرا افتراضيا لكن المقصود شخصية واحدة. الهدف الثاني هو ترويج بعض الأسماء التي من الممكن أن تكون مرشحة لضمها إلى الكابينة الحكومية بهدف حرقها من قبل الرأي العام وبالتالي يضطر المرشح أو القوى السياسية التي تقف خلفه إلى استبعادها لهذا السبب.
لم يتوقف الأمر عند حد القوائم الوزارية المزيفة، بل هناك ما هو أهم على المستوى السياسي. فمنذ أكثر من أسبوعين يجري تداول لجنة ثلاثية قيادية (تتكون من هادي العامري زعيم تحالف الفتح، ونيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان، ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان وزعيم تحالف السيادة) سوف تذهب إلى الحنانة في مدينة النجف للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وبينما كان بارزاني يسير في لندن خلف جنازة الملكة الراحلة إليزابيث كانت وكالات الأنباء المحلية في العراق تبشر العراقيين بأن اللجنة الثلاثية القيادية ربما تكون توجهت أو سوف تتوجه غدا إلى الحنانة. لا أحد يعتذر عن خطأ أو خلل. فحتى حين ظهر بارزاني معزيا أو بعد يومين يكتب رثاء في سجل التعازي الملكية لم يتراجع أحد عما صدر عنه من تصريح تلقفته وكالات الأنباء التي يبحث بعضها عن «الطشة الإعلامية» أيضا دون حساب للمصداقية.
يجري الحديث الآن عن أن جلسة البرلمان المؤجلة سوف تعقد بعد زيارة اللجنة الثلاثية إلى الصدر في الحنانة. المعلومات المتوفرة أنه لا وجود لمبادرة ولا للجنة ثلاثية قيادية ولا لقاء وشيك مع الصدر. أما اللجنة الثلاثية فهي لجنة فنية أعلن مؤتمر الحوار الوطني بنسخته الثانية عن تشكيلها لكي تبحث مع القوى السياسية خريطة الطريق المقبلة. بقي منصب رئيس الجمهورية الذي طالما جرى الحديث عن حسمه بين زعيمي الحزبين الكرديين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني اللذين طالما عقدا خلال الشهور الماضية لقاءات انفرادية. لكن حقيقة ما يمكن قوله بشأن هذا المنصب وطبقا لما تحدث به إلى «الشرق الأوسط» سياسي كردي مطلع إن «كل الاجتماعات التي تعقد بين الحزبين الكرديين أو بين زعيمي الحزبين لا تتطرق بشكل واضح إلى منصب رئيس الجمهورية وذلك لكون هذا الموضوع نقطة خلافية واضحة بينهما ولأن القوى السياسية في بغداد وبخاصة البيت الشيعي لم تحسم موضوع منصب رئيس الوزراء بسبب الخلافات العميقة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي».