“داعش” يسيطر على اكبر سد في العراق

“داعش” يسيطر على اكبر سد في العراق

ششش

صحيفة الغارديان البريطانية

4/8/2014

ترجمة: اماني العبوشي

تعد سيطرة مقاتلي “داعش” على اكبر سد في العراق ومدن عراقية اخرى، اول هزيمة كبيرة تحدث بعد ان اجتاح تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في حزيران/يونيو 2014 محافظة الموصل. ووفق ما افاد به التلفزيون العراقي الرسمي، فان عملية السيطرة على السد لم تستغرق اكثر من 24 ساعة بعد ان انسحاب قوات البشمركة من المنطقة دون قتال.

ولاشك في ان السيطرة على سد الموصل ستمكن مقاتلي “تنظيم  الدولة الاسلامية في العراق والشام” من اغراق مدن عراقية او منع وصول المياه الى المزارع في الوسط والجنوب، الامر الذي يقدم المزيد من المبررات لجهة الاطاحة بحكومة المالكي.

وعلى هذا الاساس اكد مسؤول كردي بواشنطن لرويترز رفض الاعتراف بسقوط السد بيد “داعش” مؤكداً انه ما يزال تحت سيطرة قوات البشمركة، على الرغم من ان البلدات المحيطة به هي تحت سيطرة “داعش”, فيما قال كروان زيباري مسؤول في مكتب اقليم كردستان في واشنطن  في بيان صحفي ان الوضع ازداد تدهورا وسوءا خلال عطلة الاسبوع الماضي. وتابع “ان البشمركة ما زالوا يستعدون لهجوم كبير للسيطرة على المدن الواقعة بالقرب من السد.”

يعتبر انسحاب قوات البشمركة ضربة قوية لواحدة من القوات المقاتلة القليلة في العراق، والتي صمدت حتى الآن في وجه المقاتلين الإسلاميين الذين يسعون إلى إعادة رسم حدود الشرق الأوسط. ومن جهة اخرى فإن سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” على حقل عين زالة النفطي سيوفر له التمويل اللازم لعملياته العسكرية.

مما تقدم يستنتج ان ما حققه مقاتلو “داعش” خلال الايام الماضية شكلت تحدياً مضافاً لأمن العراق واستقراره، ويعد خرقاً كبيراً منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003. لذا فقد جاء بيان الامم المتحدة الى لزوم التنسيق بين الجيش وقوات البشمركة للسيطرة على الاوضاع، واعادة الامور الى نصابها.

ولعل هجوم “داعش” على منطقة تقع على الحدود اللبنانية السورية، يعد رسالة عن امكانية التنظيم من التحرك عبر منطقة تمتد من نهري دجلة الى الفرات والتي تقع بين العراق وسوريا وتمتد ايضا الى شمال غربي حلب، لتصل الى لبنان.

وما خسره الاكراد اليوم يقع في اقليمهم الذي يدار بحكم ذاتي منذ سنوات طويلة، يقوض المقاربات والتحليلات التي قالت؛ بوجود روابط وصلات بين “داعش” والاكراد، وان سقوط الموصل ودخول البشمركة كركوك، تم بناءا على اتفاقات مسبقة. بل ان وضعاً قلقاً وخطيراً يشهده الاقليم بعد ان اصبح مقاتلي “داعش” على مقربة من محافظة دهوك، وهي واحدة من ثلاث محافظات في الإقليم، الذي ظل بمنأى عن أي تهديد خطير لأمنه عندما كانت الحرب والمواجهات العسكرية والعمليات الارهابية تستعر في العديد من انحاء العراق.

ووفقاً لشهود عيان فان مقاتلي “داعش” يحاولون السيطرة على بلدة ربيعة قرب الحدود السورية مع العراق، وان اشتباكات حدثت بينهم وبين الأكراد السوريين الذين عبروا الحدود بعد انسحاب الأكراد العراقيين من المنطقة.

 

http://www.theguardian.com/world/2014/aug/04/sunni-seize-iraqs-dam-defeat-kurdish