إن المبادرة الشاملة التي تهدف إلى الحد من نفوذ “حزب الله” سواء داخل لبنان أو في المنطقة هي وحدها القادرة على تحقيق السلام على المدى الطويل.
عندما أشعلت “حماس” الحرب بهجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت قيادة الحركة تعتمد على الدعم من الجهات المتعاطفة، بما في ذلك “حزب الله”. ولكن في تصريحات أدلى بها في الشهر التالي، وصف الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الصراع بأنه “معركة فلسطينية بحتة”، مما أدى إلى إضعاف آمال “حماس” في حدوث انتفاضة إقليمية أوسع نطاقاً. ومع ذلك، فقد وقع تبادل كبير لإطلاق النار على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، الأمر الذي تطلب عمليات إجلاء في شمال إسرائيل وجنوب لبنان. وقد تكبد “حزب الله” خسائر كبيرة في الأفراد والبنية التحتية. ومع استمرار الصراع، قد يكون التصعيد من أي من الجانبين قابلاً للاشتعال، مما يؤدي إلى حرب واسعة النطاق على الجبهة اللبنانية بالإضافة إلى هجمات مكثفة من الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران.
في مذكرتها السياسية التي جاءت في الوقت المناسب، تقدم الصحفية اللبنانية السابقة حنين غدار سياقاً أساسياً لمفاوضات الحدود الإسرائيلية اللبنانية التي يتابعها حالياً المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين. وترى أن الخطة الأمريكية المقترحة المكونة من ثلاث مراحل يمكن أن تقلل من الأعمال العدائية الحالية، لكن مبادرة أكثر طموحاً تهدف إلى الحد من نفوذ “حزب الله” داخل لبنان وفي المنطقة هي وحدها التي تتمتع بفرصة تحقيق السلام على المدى الطويل.
معهد واشنطن