قبل أن يميل النهار الأخير من شهر فبراير (شباط) المنصرم، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحذر الدول الغربية من أن تهديداتها لبلاده تثير “خطراً فعلياً”، بشأن نزاع نووي، مؤكداً أن موسكو تملك أيضاً أسلحة يمكنها ضرب أراضي تلك الدول.
في خطابه السنوي للأمة أوضح بوتين أن الغرب عليه إدراك ما لدى روسيا من أسلحة قادرة على الوصول وإصابة أهداف على أراضيهم، و”أن ما يبتكره الغرب يخلق خطراً فعلياً لنزاع باستخدام الأسلحة النووية”، ومشيراً إلى اعتقاده بأن من المهم لبلاده تعزيز علاقاتها مع البلدان العربية ودول أميركا اللاتينية.
في الخطاب عينه كان بوتين يؤكد على أن “القدرات القتالية للقوات المسلحة الروسية ازدادت بشكل كبير”، وأن جيشه يتقدم “بثقة” عبر مختلف الجبهات.
لم يكن بوتين وحده من تحدث الأيام الماضية ولو بالتلميح عن احتمالات نشوب حرب نووية، فقد واكبته تصريحات أكثر إثارة من نائب رئيس مجلس الأمن القومي، الرئيس السابق، ديمتري ميدفيديف، الرجل الذي استعار كلمات أبوكاليبسية مثل قوله “وإذا بحصان شاحب واسم راكبه الموت”.
لم يترك خطاب بوتين، ولا كلمات ميدفيديف المجال لمحاولة وضع احتمالات للمواجهة التي يخشاها الجميع، ولا يتمناها أحد، فقد باتت شبه محسومة، لكن بشرط أن يتحرك الناتو ليلعب دوراً أكثر فاعلية على الأرض تجاه حرب أوكرانيا.
هنا لا بد من التساؤل: هل توافرت للقيصر معلومات جديدة تشير إلى نية الغرب في الانخراط مباشرة وليس بالوكالة، هذه المرة في الحرب الدائرة منذ عامين على الأراضي الأوكرانية؟
غالب الظن أن شيئاً ما قد جرت به المقادير… ماذا عن تلك الأدلة التي قد تعجل بالفعل من سيناريو القارعة، والذي تقترب خطوبه يوماً تلو الآخر؟
بعد عامين من المحاولات الغربية التي لم تتوقف عن دعم الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وقر لدى الدوائر العسكرية والسياسية الغربية أن هزيمة الدب الروسي أمر مستبعد طولاً وعرضاً، شكلاً وموضوعاً، ومن هنا بدأت الأوهام تسيطر على العقلية الأوروبية بنوع خاص، خوفاً من عودة هواجس الماضي السوفياتي، وكيف أن موسكو كان لها دور كبير وفاعل في إبطال مفاعيل هتلر.
كثرت تصريحات كبار المسؤولين الأوروبيين خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، وجميعها دارت في سياق حتمية هزيمة بوتين، غير أنه هذه المرة من خلال التدخل شبه المباشر للناتو في الحرب مع أوكرانيا.
أحدث التهديدات التي أخذتها روسيا على محمل الجد، تلك التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأثارت ضجة عالمية بشأن خطوات جديدة لدعم أوكرانيا.
قال ماكرون: “إنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو”.
وعلى رغم إقرار ماكرون بأنه لا يوجد إجماع بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا، إلا أنه ترك الباب موارباً من خلال قوله “لا ينبغي استبعاد أي شيء، سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب”.
والثابت أن ماكرون لم يتناول فقط شأن القوات البرية الغربية، بل تحدث عن إنشاء تحالف جديد لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى، الأمر الذي من شأنه تهديد الجبهات الروسية، القريبة والبعيدة، وهو الأمر الذي تأخذه العسكرية الروسية في الاعتبار، حتى وإن كان مجرد تنظير وليس فعلاً على الأرض.
هل توقفت الهواجس الأوروبية عند دائرة الفرنسيين، أم أنها تجاوزتها بقدر كبير إلى دائرة أخرى تجمعها مع الماضي أقدار من المواجهات العسكرية والهزائم الأليمة التي حلت بها من طرف العسكرية الروسية؟
1 (5)1.png
ظهرت قدرات الاستخبارات الروسية على اختراق صفوف العسكريين الألمان من خلال التسجيل لمحادثاتهم (اندبندنت عربية)
عن الألمان وتفخيخ جسر القرم
كانت مفاجأة صاعقة تلك التي كشفت عنها رئيسة تحرير شبكة “روسيا اليوم”، مارغريتا سيمونيان، التي أوضحت فيها النوايا الألمانية تجاه روسيا الاتحادية، وكأن الماضي لا يموت فعلاً، بل يعود عادة في صور مختلفة على أمل الثأر من الماضي القديم والأليم.
القصة باختصار تمثلت في قدرات الاستخبارات الروسية على اختراق صفوف العسكريين الألمان، والحصول على تسجيل صوتي يبحث فيه عدد من كبار ضباطهم، عن الكيفية التي يمكن من خلالها ضرب جسر القرم، أطول وأكبر جسر في أوروبا، وذلك عبر مضيق كيرتش في البحر الأسود، وبما يبقي ألمانيا بعيدة عن الشبهات.
ما نشرته سيمونيان، عزز لدى قيصر الكرملين من أن بلاده عائدة لا محالة مرة جديدة، إلى مواجهة النازيين الجدد، على حد وصف ميدفيديف، ذلك أنه في الوقت الذي كان فيه المستشار الألماني شولتز يصرح بأن الناتو لن يشارك في نزاع أوكرانيا، كان الضباط رفيعو المستوى في الجيش الألماني يتطلعون إلى أفضل السبل لقصف جسر القرم، بفعالية عالية وبما يحدث خسائر جسيمة في الجسد الروسي، لا سيما أن القرم بالتحديد تعد منطقة نفوذ روسي عالية الأهمية من حيث الموقع والموضع، تكتيكياً واستراتيجياً.
كارثية التسجيلات التي تحصلت عليها سيمونيان من أجهزة الاستخبارات الروسية، والتي حققت انتصاراً هائلاً ومدوياً أحدث ارتباكاً كبيراً في صفوف الأوروبيين، تفيد أيضاً بأن الجيشين الأميركي والبريطاني متورطان إلى حد الثمالة في نزاع أوكرانيا ومنذ فترة طويلة.
ولكي يضع الروس وجه ألمانيا إلى الحائط كما يقال، فإن المحطة الروسية التلفزيونية الشهيرة، بعثت استفساراً عن هذا التسجيل إلى المستشار الألماني، على أمل تلقي الرد، والمؤكد أنها لم ولن تتلق أي رد.
تلت ساعات الكشف عن هذا التسجيل تساؤلات عميقة ذات معنى ومبنى واحد، وهو الصراع العسكري الذي يقترب الهوينا، ومن بين الأسئلة المطروحة قالت سيمونيان: “كيف يمكن فهم ذلك في الواقع؟ ألم يحن الوقت لكي تذكر روسيا برلين بعواقب تفجير الجسور الروسية بالنسبة لألمانيا في المرة الأخيرة، في الحرب العالمية الثانية؟ أود أن أرى حتى ظهر اليوم التعليق كما هو معتاد في وسائل الإعلام الألمانية، ولتثبتوا لنا مدى “حرية الصحافة” في ألمانيا”.
من جهته، قال رئيس مجلس “الدوما” الروسي فياتشيسلاف فولودين، إن مسألة بحث ضباط ألمان الهجوم على جسر القرم سيتم عرضها ومناقشتها في الاجتماع المقبل لمجلس الدوما. مشدداً على أن القيادة الألمانية يجب أن تقدم تفسيراً وإيضاحاً حول خطط الضباط الألمان.
التسجيل الذي تحصل عليه الروس، يوضح بالفعل كيف تفكر القوات الألمانية في استخدام صواريخ Taurus لضرب جسر القرم، وربما أهداف روسية أخرى أبعد وتمثل كالجسر نقاط استراتيجية.
من هنا يعتبر الباحث السياسي البروفيسور في قسم التفاعل بين البزنس والسلطة بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، مارات بشيروف ضرورة أن تؤخذ كلمات الرئيس الروسي بوتين عن ضربات جوابية على محمل الجد، ومن هنا لا يجدر الاستهانة بهذا الأمر.
هل جاء نشر موسكو لشبكة صواريخ نووية جديدة في أجزاء من البلاد عشوائياً، أم أن الروس لديهم بالفعل، وكما تشير مصادر استخبارية تسجيلات أخرى توضح أن هناك مؤامرات عسكرية أخرى للناتو، سواء من خلال ألمانيا أو فرنسا، وربما بريطانيا التي تفضل البقاء في الظل والعمل بقوة وفاعلية لمواجهة الروس الأحفاد الطبيعيين للسوفيات في زمن الحرب الباردة، وما قبلها في سنوات الحرب العالمية الثانية؟
المؤكد أنه بجانب الحاجة إلى تقديم جواب شاف واف عن الأسئلة المتقدمة، فإن الألمان وضعوا الجانب الأميركي وعموم الناتو في حرج بالغ، وبات السؤال: هل حقاً بوتين قريب بشكل أو آخر من استخدام “اليد المميتة” و”إنهاء الحضارة البشرية المعاصرة”؟.
rrr.jpg
يمثل جسر القرم هدفا ثابتا لأوكرانيا والقوى الغربية التي تدعمها (رويترز)
الجنرال الأميركي هوغز… صدقوا بوتين
بعد ساعات قليلة من تصريحات بوتين، تحدث الجنرال المتقاعد بالجيش الأميركي، بن هوغز، إلى قناة CNN بالقول: “بالطبع علينا أخذ تحذيرات بوتين على محمل الجد لأنه لا يكترث كم من الناس الأبرياء يمكن أن يقتلوا، ولكنني أعتقد أنه استمرار لأسلوبه باستخدام التهديدات وتضخيمها، لأنه يرى كيف نتفاعل بصورة كبيرة في كل مرة”.
تابع بن هوغز: “لا يوجد شيء إيجابي لروسيا إذا استخدمت سلاحاً نووياً، رئيسنا (بايدن) قال لهم إنه ستكون هناك تداعيات كارثية على روسيا إذا استخدمت سلاحاً نووياً، وعليه بالنسبة للكرملين فإن أسلحتهم النووية أكثر فاعلية عندما لا يستخدمونها في الحقيقة لأننا نردع أنفسنا، وفي العادة رد فعلنا يكون بصورة أكبر من المطلوب”.
غير أنه وعلى خلاف رأي الجنرال الأميركي المتقاعد، تبدو هناك دوائر أميركية بعينها قلقة بالفعل من احتمالات قيام بوتين بتنفيذ تهديداته، ومن بينها “معهد ماساشوستس للتكنولوجيا”، الذي نشر الصيف الماضي فيديو من 3 دقائق، يجيب عن التساؤل حول شكل الحرب النووية وخطورتها، حتى لو لم يخص المعهد بوتين بالتهديدات، إلا أن عموم الأميركيين فهموا بالتلميح لا بالتصريح أنها تخص الروس، إذ ليس سواهم من يمكن أن يهدد الناتو بالأسلحة غير التقليدية.
بحسب المعهد فإن الانفجارات النووية الأولى ستسفر عن موجات كهرومغناطيسية شديدة تعطل عمل كل الاتصالات والمعدات، وفي لحظة الانفجار، تنزل كرات النار مباشرة إلى شوارع المدن الكبرى، وتكون درجة حرارتها مثيلة لحرارة أعماق الشمس ويتحول الأسفلت إلى سائل ساخن.
هنا بطبيعة الحال سوف تضحى المدن الكبرى الهدف الرئيسي للضربات النووية، بسبب وجود منشآت عسكرية واقتصادية هامة هناك.
المثير في فيديو معهد ماساشوستس، أنه يركز بنوع خاص على ما ستتعرض له موسكو، حال استهدافها بأسلحة نووية من جانب الناتو، وكأن الأمر رسالة غير مباشرة لسيد الكرملين، بأنه حال القارعة، لن تكون روسيا بأكملها بمنأى عن اليد الطولى لأسلحة الناتو النووية.
لكن ماذا عن سيناريو ما بعد الضربات النووية المتبادلة؟
بعد توقف الضربات، سوف يرتفع الرماد النووي، وتحترق المدن الكبرى، وعلى ما يبدو في السيناريو الكارثي الذي عرضه المعهد، فإن موسكو ستكون في مقدمة المدن التي سيضغط الزر النووي في مواجهتها.
لاحقاً وخلال أسبوعين تقريباً، ستغطي سحابة سوداء النصف الشمالي من الكرة الأرضية بأكلمه، ولن تستطيع أشعة الشمس اختراقها، وتصبح حرارة الجو أكثر برودة بمعدل 20 درجة.
كما سيقتل ذلك الجو النووي النباتات والثروة الحيوانية، وسينعدم الغذاء، وسيبدأ الناس بالموت من الجوع ولن ينجو 99 في المئة من سكان الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والصين من الشتاء النووي الذي قد تستمر عواقبه لسنوات.
يتساءل المرء بعد هذه الرؤية المفزعة، هل يستمر الروس من جانبهم في الاستعداد للقارعة النووية، على رغم مآلات الهلاك البادية في المشهد؟ وهل الأميركيون بدورهم أقل جاهزية أم أكثر في طريق المواجهة التي لا تصد ولا ترد؟
لم يعد سراً أن الهدوء الذي ساد “نووياً”، بنوع خاص، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، قد تبخر في السنوات الأخيرة، التي تشهد تسارعاً نووياً، لا سيما بعد إضافة المعضلة النووية الصينية إلى المعادلة الدولية.
تبدو موسكو في طريقها لإعلان نووي جديد، ففي أواخر العام الماضي، قالت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن وزارة الدفاع، إن موسكو نشرت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز “يارس” في قاعدة كوزلسكي في منطقة كالوغا جنوب غربي موسكو.
تصف روسيا الصاروخ “يارس”، الذي تم تطويره في الألفية الثانية القادر على حمل رؤوس نووية متعددة، بأنه أحد الأسلحة النووية القادرة على اختراق الدرع الصاروخي الذي تمتلكه الولايات المتحدة وحلفاؤها.
لا يبدو أن “يارس” سوى عينة من أسلحة نووية استراتيجية تطورها روسيا، وتكاد تخبئها عن الأعين، في صوامع تحت الأرض، على رغم أنها لا تغيب عن عدسات الأقمار الاصطناعية الأميركية المتقدمة.
وحال الأخذ في الاعتبار، إعلان روسيا انسحابها من معاهدة حظر التجارب النووية، فإن القارئ له أن يتصور المسافات الواسعة والمساقات الشاسعة للقدرات الروسية النووية اليوم وغداً.
الجانب الأميركي الذي يعد محور ارتكاز الناتو، بدوره عاد مرة جديدة لنشر الصواريخ النووية في عموم القارة الأوروبية، وهناك ما تم الإعلان عنه، وهناك ما بقي سراً.
على سبيل المثال، كشفت وثائق لوزارة الدفاع الأميركية، أن الولايات المتحدة ماضية قدماً في نشر أسلحة نووية حديثة في بريطانيا للمرة الأولى منذ 15 عاماً، في ظل تهديد متزايد من روسيا.
صحيفة “تليغراف” البريطانية التي نشرت محتوى الوثائق، أفادت بأن رؤوساً حربية أقوى 3 مرات من قنبلة هيروشيما في طريقها للنقل إلى قاعدة “لاكنهيث” التابعة لسلاح الجو الملكي في مقاطعة سوفولك شرق بريطانيا.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها الولايات المتحدة أسلحة نووية في تلك القاعدة، فقد سبق لها ذلك أثناء الحرب الباردة، وعادت وأزالتها عام 2008، بعد انحسار تهديد الحرب الباردة من موسكو.
أما ما لم يتم الإعلان عنه، فغالب الظن وبحسب تسريبات استخبارية روسية، يتصل بمحاولات أميركية جادة في تكثيف الحضور النووي الأميركي في بولندا، الجار الأقرب، والعدو الأكبر لروسيا.
والشاهد أنه ما بين نشر هؤلاء وأولئك، للرؤوس النووية، وكما بلور الأميركيون سيناريوهات للهجمات النووية، فإن الروس بدورهم، رسموا مخططات للمواجهات النووية مع الناتو، وعبر سيناريوهات أقل ما يمكن أن توصف بأنها مخيفة إلى حد الفزع، ومفزعة إلى مستوى الهلع… ماذا عن ذلك؟
عملية الحماية… روسيا ونووي الناتو
ولأن الروس يتابعون جيداً تطورات المشهد النووي الخاص بالناتو، سواء كان ذلك فوق الأراضي الأوروبية، أو في الداخل الأميركي، لذا كان من الطبيعي جدا أن يتوافر لهم سيناريو وربما سيناريوهات استباقية تحمي البلاد والعباد من الهجمات النووية المحتملة اليوم، والمرتقبة في الغد.
في مارس (آذار) من العام الماضي، كشف تقرير موقع “نيوز ري”، أن الجيش الروسي يعمل على بلورة نوع جديد من العمليات العسكرية يتضمن استخدام القدرات النووية بهدف الوقاية من أي عدوان نووي محتمل من الولايات المتحدة وحلف الناتو.
التقرير ذكر أن مجلة “الفكر العسكري” التابعة لوزارة الدفاع الروسية نشرت مقالاً حول ما يسمى “عملية الحماية”، بقلم كل من إيغور فازلتدينوف النائب الأول لقائد قوات الصواريخ الاستراتيجية، والعقيد المتقاعد فلاديمير لومبوف، أوضحا فيه أن الولايات المتحدة تخطط لتدمير روسيا في إطار “عملية استراتيجية متعددة الأساليب”.
منطلقات المقال أيديولوجي قبل أن يكون عسكرياً، وفيه أن واشنطن قد تميل في لحظة بعينها إلى استخدام الأسلحة النووية ضد روسيا، لا سيما في ظل فقدانها لنفوذها السياسي، وربما العسكري على الساحة الدولية ولو تدريجاً.
ويرى الخبيران الروسيان، أن العملية الأميركية المفترضة ضد روسيا قد تشمل في المرحلة الأولى استخدام الضربة الفورية، وكجزء من هذه العملية، يخطط البنتاغون لتدمير ما بين 65 في المئة و 70 في المئة من القوات النووية الاستراتيجية الروسية وتدمير أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية، يليه توجيه ضربة نووية كافية لتدمير روسيا.
هل هذا تصور حقيقي عقلاني من الجانب الأميركي، أم أنه مجرد تهويمات من العسكرية الروسية والقائمين عليها؟
مهما يكن من شأن الجواب، فإن الأمر يبدو وكأن هناك قناعة قوية جداً بالفعل لدى الوزير شويغو، وزير الدفاع الروسي وجماعة السيلوفيكي المحيطين بالرئيس بوتين، ولهذا فإن القوات المسلحة الروسية تعمل على تطوير عملية “ردع استراتيجي”، تشمل استخدام الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والدفاعية، النووية وغير النووية، مع مراعاة أحدث التقنيات العسكرية وذلك رداً على تصرفات المعتدي.
وبحسب التقرير، تحتاج روسيا إلى أن تثبت لواشنطن قدرتها على الردع، فضلاً عن تطوير مجموعة من الأدوات الكفيلة بأن تظهر للقيادة العسكرية والسياسية الأميركية استحالة إلحاق ضرر بالغ الخطورة بقدرات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، وأن الولايات المتحدة ستكون هي المتضررة.
هل هذه الرؤية يمكن التعبير عنها في سيناريو واحد بات يعرف باسم “القبصة المميتة”… ما هي التفاصيل؟