توقعات اسعار النفط لعام 2025 .. و تأثير الطلب العالمي

توقعات اسعار النفط لعام 2025 .. و تأثير الطلب العالمي

مع استمرار عدم اليقين في أسواق النفط العالمية، تشير توقعات عام 2025 إلى ازدياد الطلب على النفط الخام على الرغم من العديد من التحديات االقتصادية والجيوسياسية. تتوقع منظمة أوبك+ والعديد من الخبراء أن العام المقبل سيشهد زيادة في الطلب على النفط، مدفوعة بشكل أساسي بنمو األسواق الناشئة والتوسع في طاقات التكرير الجديدة. يشير إلى أن السوق قد تشهد تغيرات كبيرة في المستقبل القريب. على الرغم من المخاوف االقتصادية، إال أن الطلب على النفط الخام سيظل ثابتًا أو حتى مرتفعًا نسبيًا في العامين المقبلين. وفقًا للتقديرات ، من المتوقع أن يظل نمو الطلب على النفط ضعيفًا نسبيًا في عام 2024، حيث ال يتجاوز 0.8 مليون برميل يوميًا، وهو معدل مشابه لتلك المستويات التي شهدتها األسواق خالل فترات الركود السابقة.

ومع ذلك، تشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب في عام 2025، حيث يُتوقع أن يشهد العالمزيادة في االستهالك تصل إلى حوالي 1.1 مليون برميل يوميًا. يرجع هذا االرتفاع المتوقع في الطلب بشكل رئيسي إلى بدء تشغيل عدة مشاريع جديدة لتكرير النفط في الصين ودول أخرى، والتي ستزيد الطلب على النفط الخام لملء خطوط األنابيب والخزانات الجديدة. كما يُتوقع أن تساهم إعادة ملء احتياطي البترول االستراتيجي (SPR) في الصين بزيادة الطلب، حيث قامت الصين بالفعل بشراء نحو 8 ناقالت كبيرة من النفط الخام شهريًا في الربع الرابع من عام 2024، ومن المتوقع أن تستمر هذه الوتيرة في الربع األول من عام 2025 .

واحدة من أبرز العوامل التي تساهم في زيادة الطلب على النفط الخام في 2025 هي إطالق عدة مصا ٍف جديدة بطاقةإنتاجية تقدر بنحو 2 مليون برميل يوميًا. هذه المصافي الجديدة ستحتاج إلى كميات كبيرة من النفط الخام لبدء التشغيل وملء الخزانات، ممايخلق طلبًا إضافيًا في السوق.


إلى جانب ذلك، من المتوقع أن تعزز مصافي النفط الموجودة عمليات تشغيلها بعد االنتهاء من الصيانة المجدولة واستقرار األوضاع االقتصادية. تشير البيانات إلى أن المصافي في كولومبيا والواليات المتحدة قد رفعت بالفعل معدالت التشغيل لديها استجابة للطلب المتزايد، في حين أن المصافي في المكسيك واإلكوادور خفضت من إنتاجها بسبب الصيانة والظروف غير المتوقعة. في ضوء هذهالعوامل، من غير المحتمل أن تنخفض أسعار النفط الخام بشكل كبير في 2025، حيث ستظل األسواق تحت ضغط زيادة الطلب وانخفاض مستويات المخزون. عالوة على ذلك، من المتوقع أن تظل منظمة أوبك+ ملتزمة بالحفاظ على التوازن في السوق من خالل التحكم في اإلنتاج لتجنب حدوث زيادة في المعروض العالمي .

من ناحية أخرى، فإن االنتعاش المتوقع في االقتصادات الناشئة نتيجة النخفاض أسعار الفائدة األمريكية قد يعزز من الطلب على النفط في النصف الثاني من عام 2025، مما يضيفدعما على األسعار في السوق العالمية.

وحدة الدراسات الاقتصادية

مركز الرابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية