وتتهم منظمات حقوقية وإغاثية روسيا بارتكاب جرائم حرب واستخدام أسلحة محرمة دوليا، وتقول المعارضة السورية إن الضربات الروسية تركزت على مناطقها دون مناطق تنظيم الدولة الإسلامية.
وبدأت الغارات الروسية في 30 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حيث حلقت أولى الطائرات الحربية الروسية في أجواء سوريا، وكان المبرر آنذاك هو القضاءَ على الإرهاب ممثلا في تنظيم الدولة الإسلامية.
ووفق ما ورد في تقارير من منظمات حقوقية وإغاثية دولية فإن الآلاف من طلعات سلاح الجوّ الروسي أسفرت عن مجازرَ تعد جرائم حرب اقترفت باستعمال قنابل محرمة دوليا وصواريخ ذاتية الدفع.
وكان نحو مئة طفل ومثلهم من النساء ضحايا هذه الضربات، كما أحصت جهات معنية أكثر من تسعمئة مدني قضوا تحت أنقاض منازلهم، كان أغلبهم في الغوطة الشرقية وحلب وريف إدلب.
وقتل جراء هذه الضربات 88 من متطوعي الدفاع المدني، بينما كانوا يقومون بعمليات إغاثة وإنقاذ، كما قتل ستة صحفيين وأصيب اثنان من شبكة الجزيرة أثناء نقلهم وقائع الغارات الجوية الروسية.
وعلى المستوى العسكري يطرح سؤال عن جدوى هذه الغارات وما حققته لحليفها ممثلا بالنظام والمليشيات الداعمة له، فقد استطاع النظام السيطرة على ثلاث بلدات وقراها في ريف حلب الجنوبي، وعدد من التلال في ريف اللاذقية، في حين كسبت المعارضة المسلحة مزيدا من المدن في ريف حماةَ الشمالي.
وعلى الصعيد السياسي فإن تعطيل العملية السياسية والتفاوضية مع النظام كان أيضا من نتائج الضربات الجوية الروسية، وذلك بعد أن اغتالت أبرز قادة الفصائل العسكرية المشاركة في الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من مؤتمر الرياض.
ويمكن القول إن دخول سلاح الجو الروسي إلى ساحة الأحداث في سوريا زادها قتامة ولم يتمخض عن إيجابيات تذكر لحلفائه.
وبهذه المناسبة أعدت الجزيرة نت تغطية خاصة إخبارية شاملة ترصد حصاد الأيام المئة الأولى من مسيرة هذا التدخل غير المسبوق، الذي استخدمت روسيا فيه جزءا من ترسانتها من الأسلحة الإستراتيجية.
وتتناول التغطية سلسلة مواضيع يعرض أولها التحضيرات التي سبقت القصف الروسي ودور قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في استدراج موسكو إلى الملعب السوري.
ويغطي الثاني أبرز محطات هذا التدخل بدءا من الكشف عن الجسر الجوي الذي كان ينقل الأسلحة والمعدات عبر أجواء بلغاريا وانتهاء بمعلومات عن احتمال إنشاء قاعدة عسكرية في ريف حمص لتكون الثانية بعد قاعدة حميميم في اللاذقية.
الجزيرة نت