ما قاله سمو الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرج أمس السبت كان شفافاً حين حدد أنه “إذا كان كل المنتجين الرئيسيين لن يجمدوا الإنتاج، فنحن لن نجمد الإنتاج”.
بالتأكيد، فعلى ضوء ذلك الحديث سترسم ملامح اجتماع الدوحة المنعقد اليوم، لأن تخمة المعروض في الأسواق لن يتم ضبطها إلا بترتيب جماعي من قبل كبار المنتجين، وهذا الترتيب لن يأتي إلا بالتعاون بينهم، وبدون استثناء لأي دولة منتجة مهما كانت الظروف والأحوال.
فالسوق النفطية بحاجة إلى إعادة الاستقرار بعد موجة التراجع والاضطراب التي شهدتها الفترة الماضية، ومثل ذلك الاستقرار لن يأتي إلا بالتكاتف على تثبيت الإنتاج في هذه الفترة من قبل المنتجين داخل أوبك وخارجها، وذلك لن يكون وحده كافياً في الحد من تراجع الأسعار، وإنما سوف يكون أحد الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى تحسن الأسعار.
مضمون ما جاء بلقاء سمو الأمير محمد بن سلمان سيكون العنوان الأبرز والمحور الرئيس لاجتماع الدوحة اليوم، وسيكون الإجماع هو الموضوع المطروح على طاولة الاجتماع، وسيكون له أثره أيضاً. وبكل صراحة أرى أن ما قاله سموه ليس تحذيراً، بقدر ما هو حث على التآزر من قبل الجميع من المنتجين الرئيسيين، وذلك لإنجاح الاجتماع للخروج بصيغة مثالية لتثبيت الإنتاج.
ما أفهمه من المضمون أنه لا استثناءات، فجميع المنتجين المشاركين في الاجتماع مطالبون بتثبيت الإنتاج، وما هو واضح لمن يراقب الاجتماع أنه لا يعني عدم مشاركة إيران في اجتماع اليوم أنها سوف تُستثنى من الإجماع، إنما هي في مقدمة من سيُلزم بالموافقة على تثبيت الإنتاج، سواء حضرت أم لم تحضر، حتى وإن كان ذلك عبر روسيا.
أرى بأنها رسالة حازمة جديدة وواضحة من سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية عبر لقائه مع وكالة بلومبيرغ التي وصفت سموه بأنه قوة اقتصادية رائدة بالمملكة، وهي في الحقيقة تعي ما تقوله وتعرف بأن سموه لديه أضخم وأصعب وأعقد ملف تحول اقتصادي لدولة نامية في العالم الحديث.
بلا شك أنه سوف يكون للقاء سموه مع بلومبيرج أثره على اجتماع الدوحة المنعقد اليوم، وهو بكل صراحة سيفهم منه المراقبون بأنه يحض ويشجع المنتجين الرئيسيين ويطالبهم بالتعاون جميعاً على تثبيت الإنتاج، وذلك لأجل إنجاح الاجتماع والخروج بالقرار الإيجابي المؤثر على استقرار أسواق النفط.
* نقلا عن صحيفة ” الرياض “