بالنسبة لجنرالات قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني، تشكل معاداة أميركا مكوناً لا غنى عنه لنظرتهم العالمية. ومع ذلك، وعلى نحو فاجأ الكثيرين، كان كبار قادة الحرس الثوري الإيراني حتى الآن متقبِّلين لفكرة رئاسة دونالد ترامب. ويبدو أنهم يحذون حذو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويأملون في إقدام الولايات المتحدة على تخليص نفسها من الشرق الأوسط خلال عهد الإدارة المقبلة.
سوف يكون الاختبار الأول الكبير أمام الإدارة الجديدة هو مسألة سورية وبشار الأسد، اللذين كان تاريخ إيران معهما أكثر تعقيداً بكثير مما يدرك الكثيرون. وإذا قرر ترامب إبرام صفقة مع روسيا وإيران حول سورية، فسيجد أن لديه تأثيراً على مسألة مستقبل الأسد أكثر مما يستطيع الكثيرون إدراكه.
إيران ودية؟
في الوقت الراهن، ما تزال سياسة ترامب السورية نوعاً من الأحجية. لكن هناك جواً من الحماسة في دمشق وموسكو وطهران. وعلى سبيل المثال، قال الأسد يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) إن ترامب ربما يكون “حليفاً طبيعياً” في القتال ضد الإرهاب. وبالتالي، كما قال الأسد، سوف يضع ذلك ترامب على الجانب نفسه مع إيران وروسيا، أكبر حماة نظام الرئيس السوري.
وليست آمال الأسد بلا أساس كُلية؛ فقد عرض ترامب ميلاً نحو تبني وجهات نظر سياسية تبسيطية. ومثل الحكومتين السورية والروسية، جَمع ترامب المعارضة السورية المتنوعة كلها مع “داعش”. وفي هذه المعادلة، ينظر ترامب إلى الأسد على أنه أهون الشرور.
لهذا وقْعٌ أشبه بالموسيقى على آذان خامنئي وبوتين، وربما يفتح الباب أمام احتمال إبرام صفقة مع روسيا وإيران لإنهاء الحرب السورية. وإذا كان الأمر كذلك، فسيكون حاصلاً يُبقي نظام الأسد في السلطة، أو على الأقل في جزء مهم منها. ولذلك، من غير المفاجئ -ولو أنه يبقى صادماً- أن الإيرانيين كانوا منفتحي العقل بحذر على ترامب أكثر من العديد من حلفاء الولايات المتحدة المقربين.
أخذ الجنرالات الإيرانيون الإرشاد من تصريحات للسفير الروسي النافذ في طهران، ليفان زاغاريان، الذي وصف تعليقات ترامب على سورية بعد بضعة أيام من انتخابه رئيساً للولايات المتحدة بأنها “آملة”. ورددت تصريحات السفير تفاؤله بأن ترامب يمكن أن يصحح ما يرونه على أنه أخطاء الإدارة في الشرق الأوسط.
وعبَّر رحيم صفوي، المستشار العسكري الرفيع لمرشد إيران الأعلى، آية الله علي خامنئي، عن توقعه احتمال أن يراجع ترامب موقف الولايات المتحدة من إيران. وأشار صفوي إلى سورية والعراق على أنهما مسرحان حاسمان يمكن أن تقترب فيهما الولايات المتحدة أكثر من المواقف الروسية والإيرانية. وحث المسؤولين الإيرانيين الآخرين على الأقل على تجنب الحكم قبل الأوان على الرئيس الأميركي المنتخب. وكان ملاحظاته غير مسبوقة بالعديد من الطرق، حيث اعتنق جنرالات الحرس الثوري الإيراني منذ فترة طويلة عداءاً غير مشروط لأميركا.
من الآمن افتراض أن صفوي كان يتحدث أيضاً نيابة عن القيادة الأوسع للحرس الثوري الإيراني. وكان الحرس، وخاصة الذراع الاستطلاعي للحرس الثوري الإيراني، قوة القدس، قد حفر عميقاً في خنادق سورية لمنع الأسد من السقوط.
هنا، ربما توجد فرصة للإدارة الأميركية القادمة. ففي سيناريو يتضمن أخذاً ورداً أميركياً-روسياً حول سورية، قد لا يكون الروس وحدهم فقط هم الذين يعيدون تقييم التزامهم بالأسد، وإنما يمكن أن يفعل ذلك جنرالات الحرس الثوري أيضاً. وفي واقع الأمر، ليست هناك مجموعة مصلحة واحدة في طهران يمكن أن يقال أنها تعتنق موقف “الأسد أو لا شيء” بخصوص مسألة مستقبل سورية.
تقديس الأسد في طهران
ما من شك في أن الجهود الروسية والإيرانية لتعزيز الأسد سوف تستمر في الأسابيع والأشهر المقبلة. لكن دعم طهران للرجل نادراً ما خفت منذ بدء الحرب السورية في العام 2011.
وفقاً لسفير إيراني سابق في دمشق، والذي أعيد تعيينه مؤخراً لنفس الدور، فإن الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، عندما كان في السلطة، وفريقه من الجناح اليميني الشعبوي نظروا إلى حكومة الأسد على أنها دكتاتورية محكومة بالنهاية. وكانوا في البداية مترددين في مساعدة الأسد عندما انفجرت الاحتجاجات ضد النظام.
بل إن بعض المنظرين الإسلاميين المتشددين في قوات الحرس الثوري الإيراني كانوا مترددين أيضاً. وكان الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي يشكل الآن رأس الحربة في حملة طهران العسكرية في سورية العراق، قد حث خامنئي على الضغط على الأسد لكي يوقف ذبح أبناء شعبه ويجري إصلاحات سياسية.
قوي دعم إيران للأسد فقط بعد العام 2012؛ حيث طالت الحرب وازدادت الغنائم الجيوسياسية. وفي مواجهة المنافسة على النفوذ في سورية من الخصوم الإقليميين، مثل تركيا والسعودية، ضاعفت طهران الرهان على دعم الأسد.
ضمن تركيبة السلطة في طهران، فإن قوات الحرس الثوري هي الأكثر التزاماً بالأسد في هذه الأيام. ومع ذلك، وبعد خمس سنوات في معترك الحرب السورية وموت نحو نصف مليون إنسان، أصبح جنرالات الحرس الثوري يواجهون صعوبات متزايدة في تبرير كل الجهود التي يتطلبها إبقاء الأسد واقفاً على قدميه، لمواطنيهم في الوطن.
إنهم يبيعونه على أنه بطل عربي ومكون رئيسي فيما يدعى “محور المقاومة” ضد إسرائيل. كما يوصف الأسد بالمثل بأنه شريان الحياة بالنسبة لحزب الله في لبنان، وأنجح وكيل عربي لإيران في التاريخ. وكما قال أحد جنرالات الحرس الثوري الإسراني مؤخراً، فإنه لولا شحن الصواريخ الإيرانية إلى حزب الله عن طريق سورية، ثمة توجيهها إلى إسرائيل من لبنان، لكانت إسرائيل قد قصفت منذ وقت طويل منشآت بوشهر وفوردو النووية الإيرانية.
ثم هناك الارتباط العاطفي بين كبار كوادر الحرس الثوري وبين عائلة الأسد. فقبل سقوط شاه إيران الموالي للولايات المتحدة في العام 1979، وجد الإسلاميون الثوريون، مثل صفوي، الملاذ في سورية في ظل والد بشار الأسد، حافظ الأسد. كما كان الأسد الأب أيضاً واحداً من أول رؤساء الدول الذين اعترفوا بالثورة الإسلامية، وخلال الحرب الإيرانية-العراقية، كانت سورية بلا شك حليفاً مهماً في مساعدة إيران على احتواء الزعيم العراقي صدام حسين. وتُنشر مثل هذه الذكريات يومياً في وسائل الإعلام الإيرانية التي تديرها الدولة لتبرير دعم إيران الحالي للأسد الصغير.
في الواقع، تبدو الصورة التاريخية بعيدة كل البعد عن التعقيد. فحتى الثمانينيات، كانت عائلة الأسد والإيرانيون متنافسين في أغلب الأحيان. وكثيراً ما تنافسوا على النفوذ في لبنان. وحتى في العراق، لم يعنِ عداؤهما المشترك لصدام حسين أن تتفق طهران ودمشق على أي معارضة يدعمان لإسقاط رجل العراق القوي.
خلال صفقات الرئيس الأميركي رونالد ريغان المشؤومة لتبادل السلاح مقابل الرهائن مع طهران، كانت المخابرات الأميركية تنظر إلى حافظ الأسد على أنه شخص قلق -يخشى أن يأتي أي تقارب بين طهران وواشنطن على حسابه. ولم يغب ذلك عن انتباه طهران. ثم كان عناك غضب إيراني عميق في العام 2000 عندما ظهر أن السوريين عقدوا محادثات سلام سرية مع الإسرائيليين. وتقوض هذه الحقائق التاريخية فكرة أن تحالف إيران مع الأسد هو حرمة لا تُنتهك.
بعبارات أخرى، في حال اختار ترامب التسوية مع روسيا وإيران حول سورية، فإن درجة التزام طهران بالأسد ستكون حاسمة. وبالنسبة للعديدين في المعارضة السورية، ليست مغاردة الأسد قابلة للتفاوض. لكنها كذلك بالنسبة للكثير من الإيرانيين. وربما يعني مصير الأسد مجرد الفرق بين تسوية سلمية وبين استمرار الحرب في سورية. ويجب أن لا يغيب هذا عن بال ترامب أن لا يفقد البصيرة بينما يفكر فيما إذا كان سيبرم صفقة مع موسكو وطهران.
بالنسبة لجنرالات قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني، تشكل معاداة أميركا مكوناً لا غنى عنه لنظرتهم العالمية. ومع ذلك، وعلى نحو فاجأ الكثيرين، كان كبار قادة الحرس الثوري الإيراني حتى الآن متقبِّلين لفكرة رئاسة دونالد ترامب. ويبدو أنهم يحذون حذو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويأملون في إقدام الولايات المتحدة على تخليص نفسها من الشرق الأوسط خلال عهد الإدارة المقبلة.
سوف يكون الاختبار الأول الكبير أمام الإدارة الجديدة هو مسألة سورية وبشار الأسد، اللذين كان تاريخ إيران معهما أكثر تعقيداً بكثير مما يدرك الكثيرون. وإذا قرر ترامب إبرام صفقة مع روسيا وإيران حول سورية، فسيجد أن لديه تأثيراً على مسألة مستقبل الأسد أكثر مما يستطيع الكثيرون إدراكه.
إيران ودية؟
في الوقت الراهن، ما تزال سياسة ترامب السورية نوعاً من الأحجية. لكن هناك جواً من الحماسة في دمشق وموسكو وطهران. وعلى سبيل المثال، قال الأسد يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) إن ترامب ربما يكون “حليفاً طبيعياً” في القتال ضد الإرهاب. وبالتالي، كما قال الأسد، سوف يضع ذلك ترامب على الجانب نفسه مع إيران وروسيا، أكبر حماة نظام الرئيس السوري.
وليست آمال الأسد بلا أساس كُلية؛ فقد عرض ترامب ميلاً نحو تبني وجهات نظر سياسية تبسيطية. ومثل الحكومتين السورية والروسية، جَمع ترامب المعارضة السورية المتنوعة كلها مع “داعش”. وفي هذه المعادلة، ينظر ترامب إلى الأسد على أنه أهون الشرور.
لهذا وقْعٌ أشبه بالموسيقى على آذان خامنئي وبوتين، وربما يفتح الباب أمام احتمال إبرام صفقة مع روسيا وإيران لإنهاء الحرب السورية. وإذا كان الأمر كذلك، فسيكون حاصلاً يُبقي نظام الأسد في السلطة، أو على الأقل في جزء مهم منها. ولذلك، من غير المفاجئ -ولو أنه يبقى صادماً- أن الإيرانيين كانوا منفتحي العقل بحذر على ترامب أكثر من العديد من حلفاء الولايات المتحدة المقربين.
أخذ الجنرالات الإيرانيون الإرشاد من تصريحات للسفير الروسي النافذ في طهران، ليفان زاغاريان، الذي وصف تعليقات ترامب على سورية بعد بضعة أيام من انتخابه رئيساً للولايات المتحدة بأنها “آملة”. ورددت تصريحات السفير تفاؤله بأن ترامب يمكن أن يصحح ما يرونه على أنه أخطاء الإدارة في الشرق الأوسط.
وعبَّر رحيم صفوي، المستشار العسكري الرفيع لمرشد إيران الأعلى، آية الله علي خامنئي، عن توقعه احتمال أن يراجع ترامب موقف الولايات المتحدة من إيران. وأشار صفوي إلى سورية والعراق على أنهما مسرحان حاسمان يمكن أن تقترب فيهما الولايات المتحدة أكثر من المواقف الروسية والإيرانية. وحث المسؤولين الإيرانيين الآخرين على الأقل على تجنب الحكم قبل الأوان على الرئيس الأميركي المنتخب. وكان ملاحظاته غير مسبوقة بالعديد من الطرق، حيث اعتنق جنرالات الحرس الثوري الإيراني منذ فترة طويلة عداءاً غير مشروط لأميركا.
من الآمن افتراض أن صفوي كان يتحدث أيضاً نيابة عن القيادة الأوسع للحرس الثوري الإيراني. وكان الحرس، وخاصة الذراع الاستطلاعي للحرس الثوري الإيراني، قوة القدس، قد حفر عميقاً في خنادق سورية لمنع الأسد من السقوط.
هنا، ربما توجد فرصة للإدارة الأميركية القادمة. ففي سيناريو يتضمن أخذاً ورداً أميركياً-روسياً حول سورية، قد لا يكون الروس وحدهم فقط هم الذين يعيدون تقييم التزامهم بالأسد، وإنما يمكن أن يفعل ذلك جنرالات الحرس الثوري أيضاً. وفي واقع الأمر، ليست هناك مجموعة مصلحة واحدة في طهران يمكن أن يقال أنها تعتنق موقف “الأسد أو لا شيء” بخصوص مسألة مستقبل سورية.
تقديس الأسد في طهران
ما من شك في أن الجهود الروسية والإيرانية لتعزيز الأسد سوف تستمر في الأسابيع والأشهر المقبلة. لكن دعم طهران للرجل نادراً ما خفت منذ بدء الحرب السورية في العام 2011.
وفقاً لسفير إيراني سابق في دمشق، والذي أعيد تعيينه مؤخراً لنفس الدور، فإن الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، عندما كان في السلطة، وفريقه من الجناح اليميني الشعبوي نظروا إلى حكومة الأسد على أنها دكتاتورية محكومة بالنهاية. وكانوا في البداية مترددين في مساعدة الأسد عندما انفجرت الاحتجاجات ضد النظام.
بل إن بعض المنظرين الإسلاميين المتشددين في قوات الحرس الثوري الإيراني كانوا مترددين أيضاً. وكان الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي يشكل الآن رأس الحربة في حملة طهران العسكرية في سورية العراق، قد حث خامنئي على الضغط على الأسد لكي يوقف ذبح أبناء شعبه ويجري إصلاحات سياسية.
قوي دعم إيران للأسد فقط بعد العام 2012؛ حيث طالت الحرب وازدادت الغنائم الجيوسياسية. وفي مواجهة المنافسة على النفوذ في سورية من الخصوم الإقليميين، مثل تركيا والسعودية، ضاعفت طهران الرهان على دعم الأسد.
ضمن تركيبة السلطة في طهران، فإن قوات الحرس الثوري هي الأكثر التزاماً بالأسد في هذه الأيام. ومع ذلك، وبعد خمس سنوات في معترك الحرب السورية وموت نحو نصف مليون إنسان، أصبح جنرالات الحرس الثوري يواجهون صعوبات متزايدة في تبرير كل الجهود التي يتطلبها إبقاء الأسد واقفاً على قدميه، لمواطنيهم في الوطن.
إنهم يبيعونه على أنه بطل عربي ومكون رئيسي فيما يدعى “محور المقاومة” ضد إسرائيل. كما يوصف الأسد بالمثل بأنه شريان الحياة بالنسبة لحزب الله في لبنان، وأنجح وكيل عربي لإيران في التاريخ. وكما قال أحد جنرالات الحرس الثوري الإسراني مؤخراً، فإنه لولا شحن الصواريخ الإيرانية إلى حزب الله عن طريق سورية، ثمة توجيهها إلى إسرائيل من لبنان، لكانت إسرائيل قد قصفت منذ وقت طويل منشآت بوشهر وفوردو النووية الإيرانية.
ثم هناك الارتباط العاطفي بين كبار كوادر الحرس الثوري وبين عائلة الأسد. فقبل سقوط شاه إيران الموالي للولايات المتحدة في العام 1979، وجد الإسلاميون الثوريون، مثل صفوي، الملاذ في سورية في ظل والد بشار الأسد، حافظ الأسد. كما كان الأسد الأب أيضاً واحداً من أول رؤساء الدول الذين اعترفوا بالثورة الإسلامية، وخلال الحرب الإيرانية-العراقية، كانت سورية بلا شك حليفاً مهماً في مساعدة إيران على احتواء الزعيم العراقي صدام حسين. وتُنشر مثل هذه الذكريات يومياً في وسائل الإعلام الإيرانية التي تديرها الدولة لتبرير دعم إيران الحالي للأسد الصغير.
في الواقع، تبدو الصورة التاريخية بعيدة كل البعد عن التعقيد. فحتى الثمانينيات، كانت عائلة الأسد والإيرانيون متنافسين في أغلب الأحيان. وكثيراً ما تنافسوا على النفوذ في لبنان. وحتى في العراق، لم يعنِ عداؤهما المشترك لصدام حسين أن تتفق طهران ودمشق على أي معارضة يدعمان لإسقاط رجل العراق القوي.
خلال صفقات الرئيس الأميركي رونالد ريغان المشؤومة لتبادل السلاح مقابل الرهائن مع طهران، كانت المخابرات الأميركية تنظر إلى حافظ الأسد على أنه شخص قلق -يخشى أن يأتي أي تقارب بين طهران وواشنطن على حسابه. ولم يغب ذلك عن انتباه طهران. ثم كان عناك غضب إيراني عميق في العام 2000 عندما ظهر أن السوريين عقدوا محادثات سلام سرية مع الإسرائيليين. وتقوض هذه الحقائق التاريخية فكرة أن تحالف إيران مع الأسد هو حرمة لا تُنتهك.
بعبارات أخرى، في حال اختار ترامب التسوية مع روسيا وإيران حول سورية، فإن درجة التزام طهران بالأسد ستكون حاسمة. وبالنسبة للعديدين في المعارضة السورية، ليست مغاردة الأسد قابلة للتفاوض. لكنها كذلك بالنسبة للكثير من الإيرانيين. وربما يعني مصير الأسد مجرد الفرق بين تسوية سلمية وبين استمرار الحرب في سورية. ويجب أن لا يغيب هذا عن بال ترامب أن لا يفقد البصيرة بينما يفكر فيما إذا كان سيبرم صفقة مع موسكو وطهران.
أليكس فاتانكا
صحيفة الغد