حذرت عديد الأطراف السياسية اللبنانية من فتنة يدفع باتجاهها البعض في لبنان في إشارة ضمنية إلى حزب الله، وذلك على خلفية ما شهدته، عديد المناطق اللبنانية وخاصة البقاع من عمليات خطف لمواطنين، في اليومين الأخيرين، عقب قيام داعش بذبح جندي لبناني ثان.
وفي هذا الصدد اعتبر زعيم تيار المستقبل سعد الحريري أن “العودة إلى الخطف والخطف المضاد، والعودة إلى التحريض المذهبي واستدراج بعضنا البعض إلى لغة العصبيات المتخلفة، هو أسوأ ما يمكن أن نقع فيه”.
وتساءل الحريري في بيان له، أمس الثلاثاء: “هل الحملة المركزة على بلدة عرسال وأهلها وتطوع بعض الأقلام وكتبة المقالات والتقارير للتحريض على طرابلس وعكار والنفخ في رماد البحث عن الفتنة، هي الوسيلة الناجعة لحل مشاكلنا وتحرير العسكريين الرهائن من قبضة الإرهاب وأعداء الدين؟”.
ويخوض الإعلام الموالي لحزب الله وحلفائه من فريق 8 آذار حملة وصفت بـ”الممنهجة” ضد النازحين السوريين مع ما تضمنه الخطاب من تحريض طائفي ضمني ضدّ السنة بمن فيهم اللبنانيون وخاصة سكان عرسال.
وقال الحريري “إذا قررنا أن نسلك هذه الطريق، فهذا يعني بكل بساطة أن هناك قرارا بفتح أبواب الفتنة على لبنان”.
وناشد رئيس الحكومة الأسبق “جميع اللبنانيين، لتحلي بالصبر والهدوء والحكمة وغض النظر عن أي آذى يمكن أن يصيبهم فداء لسلامة لبنان والعلاقات الأخوية بين أبنائه.
وشدد على أن “هذه أيام للتضامن مع الجيش والقوى الأمنية الشرعية، وليست أياما للفلتان من سلطة الدولة والقانون وإنشاء الجيوش الخاصة”، في انتقاد واضح للتيار الوطني الحر وزعيمه ميشال عون الذي طرح فكرة الأمن الذاتي اقتداء بحزب الله تحت ما يسمى مواجهة التنظيمات المتطرفة.
من جانب اعتبر النائب بالبرلمان اللبناني جمال الجراح أن “هناك من يخطط لفتنة كبيرة في البلد من خلال عرقلة مفاوضات طلاق العسكرين المخطوفين وتحريض الناس للنزول إلى الشارع، وعبر توزيع الأسلحة في مناطق عدة”. وتعالت الأصوات في الفترة الأخيرة التي تحذر من محاولات حزب الله عرقلة عملية التفاوض لإطلاق سراح العسكريين والأمنيين المختطفين لدى كل من النصرة وداعش، وهو ما انجر عنه انسحاب هيئة العلماء من الوساطة، ليتدخل الجانب القطري على الخط، وإلى حد الساعة لا تبدو هناك أي بوادر لحل للأزمة.
وتتهم أقطاب سياسية حزب الله علنا بتوريط الجيش اللبناني بأحداث عرسال لتخفيف الضغط عنه، في جرودها ومنطقة القلمون عموما، هذا من جهة، فضلا عن تنسيقه مع زعيم الوطني الحر(الذي كان التقى حسن نصرالله أمس) لإنشاء ما يطلق عليه اصطلاحا بالأمن الذاتي من أجل إضعاف الجيش، وضمان قوة احتياط رديفة لعناصره.