الدوحة – يواصل المئات من سائقي شركة أوبر في قطر إضرابهم للمرة الثانية خلال عام احتجاجا على تخفيض أجرة التوصيل، وهو ما يعكس الصعوبات التي تواجه عمل الشركة في قطر.
وكانت الشركة التي بدأت العمل في الدوحة عام 2014 قد أعلنت مؤخرا تخفيض رسوم الأجرة بنسبة تتراوح بين 15 و20 بالمئة للركاب وسط منافسة متنامية من شركات محلية.
وكان الكثير من سائقي أوبر قد لزموا منازلهم منذ الاثنين الماضي، احتجاجا على تلك الخطوة ورفضا لخدمة أطلقتها أوبر في نوفمبر الماضي، تسمح للركاب بالاطلاع على تكلفة الرحلة قبل القيام بها.
ونقلت رويترز عن جون، وهو سائق إثيوبي لم يذكر سوى اسمه الأول، أن “الخدمة المسبقة ليست عادلة. إذا علقت في زحمة السير أو توقف الراكب عدة مرات خلال الرحلة فلا نحصل على أي شيء مقابل ذلك”.
وأضاف “إذا لم يرفعوا الأسعار ويعاملوا السائقين بشكل أفضل فلدينا الكثير من الشركات الأخرى لنتوجه إليها. لدي عائلة لأعيلها”. وتحاول أوبر أن تخفض أسعارها حتى يفضلها الزبائن على المنافسين المحليين في قطر مثل شركة كريم التي تملك حصة سوقية أكبر من أوبر في معظم مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان التي تعمل بها وعددها 50 مدينة.
وقال متحدث باسم أوبر في دبي إن الشركة “ملتزمة بالحوار مع شركائها من السائقين” وإنها جعلت من أولوياتها تحسين تجربتهم.
ويقول البعض من السائقين إن أوضاعهم باتت صعبة منذ التراجع في أسعار النفط منتصف عام 2014، مما أدى إلى انكماش أموال الدولة ورفع الدوحة لأسعار وقود السيارات بنسبة 30 بالمئة.
أوضاع السائقين باتت صعبة بعد زيادة الحكومة القطرية أسعار وقود السيارات بنسبة 30 بالمئة
وتصطدم أوبر، إحدى أنشط الشركات الأميركية الناشئة والمتخصصة في حجز سيارات الأجرة عبر تطبيق إلكتروني، بعراقيل كثيرة في طريق توسعها في العالم نتيجة لظهور عدة عوامل، منها بروز منافسين لها بالبلدان التي تنشط فيها أو لأسباب أخرى تتعلق بالرواتب.
ومن الأسباب التي تزيد من أهمية السوق الهندية لأوبر، على سبيل المثال، رغم المنافسة مع مثيلاتها، أنها لم تستطع أن تحصل على حصة جيدة في الكثير من أسواق الدول المتقدمة.
ففي ألمانيا، حظرت المحاكم على الأفراد الذين لا يحملون رخصة قيادة سيارات أجرة العمل كسائقين في تطبيق أوبر، وبالتالي اضطرت الشركة إلى العمل كوسيط بين الركاب وسيارات الأجرة العادية ولم تتمكن من تقديم أي مرونة في العمل أو أسعار مخفّضة تميزها.
كما برز فشل الشركة كذلك حينما أعلنت مطلع أغسطس الماضي، عن اندماجها مع منافستها في الصين شركة ديدي شوكينغ في صفقة بلغت قيمتها 35 مليار دولار.
ومثلت الصفقة للكثير من الخبراء حينها هزيمة كبيرة لأوبر بعد معركة طويلة للسيطرة على السوق الصينية مع حقيقة فشل شركات أميركية أخرى مثل غوغل وأمازون.
ويبدو أن تأثر قطر بتراجع عائدات الطاقة في السنوات الثلاثة الأخيرة رغم الخطوات العديدة التي اتخذتها الحكومة طيلة العام الماضي لمواجهة هذا التحدي، قد انعكس سلبا على الشركة الأميركية.
ومطلع الشهر الجاري، استقال ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذي لشركة أوبر، من مجموعة مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجال الأعمال بعد ضغوط متزايدة من نشطاء وموظفين يعارضون سياسات الإدارة الأميركية الحالية.
العرب اللندنية