القاهرة – في خطوة وصفت بالتصحيحية والمهمة في سياق قطع الشكوك حول ما أثير من جدل بشأن خلافات بين الرئاسة المصرية ومشيخة الأزهر، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الشيخ أحمد الطيب لوضع النقاط على الحروف في القضايا العالقة بملف تجديد الخطاب الديني.
وطغت حالة ترقب بين علماء الأزهر والطيف السياسي والفكري في مصر على خلفية عدة تكهنات بشأن مستقبل العلاقة بين رئاسة الجمهورية والأزهر ومستقبل الطيب، بالتزامن مع جدل حول ترشيح خليفة له وسعي لإصدار قانون يتيح إعادة هيكلة هيئة كبار العلماء، أعاد السيسي الثقة من جديد في الأزهر بقيادته الحالية، مشددا على أن الأزهر الشريف هو منارة الفكر الإسلامي المعتدل.
وفي خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة تجديد للثقة في مشيخة الأزهر وفي شخص الطيب، حمل السيسي المسؤولية كاملة على الأزهر، لتقديم ما أطلق عليه “النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب”.
وخلال اللقاء المفاجئ شجع السيسي على استمرار الجهود التي يقوم بها الأزهر في تجديد الخطاب الديني في الداخل والخارج، محملا إياه مسؤولية “نشر قيم التقدم والتسامح وقبول الآخر، خاصة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة والتي تواجه فيها تحدي الإرهاب المتنامي على نحو غير مسبوق”.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن اللقاء تطرق كذلك “إلى الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في تعزيز الحوار بين الأديان على الصعيد الدولي، حيث أشار شيخ الأزهر إلى ندوة الحوار التي عقدها الأزهر الشريف مع المجلس البابوي للحوار مع الأديان بالفاتيكان، والتي تمت خلالها مناقشة كيفية مواجهة التعصب والعنف والتطرف، وأهمية احترام التعددية الدينية والمذهبية والفكرية، بهدف تفعيل القيم الإنسانية المشتركة، استنادا إلى أن الاختلاف في العقيدة أو المذهب أو الفكر لا يجب أن يضر بالتعايش السلمي بين البشر”.
وكانت هيئة كبار العلماء في الأزهر قد عارضت الرئيس الذي دعا إلى إصدار قانون لتوثيق الطلاق الشفهي، وثار الجدل حول تكليف بعض الجهات الأخرى بمهمة التجديد الديني، إلا أن لقاء الأحد وضع حدا لتلك التكهنات، بعد أن أثنى السيسي على “الجهود التي يقوم بها الأزهر لتجديد الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة”.
العرب اللندنية