تعرض الأحياء على أطراف الموصل القديمة في الجانب الغربي من المدينة لقصف جوي عنيف أدى إلى سقوط عشرات القتلى من المدنيين، بينما أعلنت وزارة الدفاع مقتل ستة من قيادات تنظيم الدولة الذي أحصى بدوره مقتل 1300 من القوات العراقية خلال الشهر الخامس من معركة الموصل.
وقال شهود عيان إن مستشفى الطب العدلي في الجانب الغربي للموصل استقبل عشرات الجثث لمدنيين سقطوا في القصف العنيف والمتواصل للقوات العراقية على أحياء المدينة القديمة.
وحصلت الجزيرة على صور تظهر قوات الشرطة وهي تشن عمليات قصف صاروخي ومدفعي عشوائي على ما تقول إنها أهداف لتنظيم الدولة.
من جانب آخر، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن عدد القتلى يناهز خمسين بينهم نساء وأطفال، وذلك بسبب قصف جوي أميركي ومدفعي عراقي استهدف غربي الموصل.
وذكرت رويترز أن مروحيات تابعة للجيش العراقي أطلقت صواريخها ونيرانها على مواقع لتنظيم الدولة بالموصل القديمة، في حين تجاوزت القوات على الأرض محطة القطارات لتقترب من جامع الموصل الكبير (جامع النوري) الذي ظهر فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عام 2014.
وقال متحدث باسم الشرطة إن قوات الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع استأنفت تقدمها أمس الأحد بعد توقف العمليات بسبب الطقس السيئ.
مروحيات تابعة للجيش العراقي تطلق حممها على أحياء الجانب الغربي من الموصل (رويترز)
قتلى التنظيم
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن ستة قادة عسكريين من المسلحين الأجانب، بينهم قيادي روسي بالتنظيم، قتلوا أيضا في غارة جوية للقوات التي تقودها الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية في حملتها لاستعادة الموصل.
أما الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، فقال في بيان بثه تلفزيون “العراقية” إن قوات مكافحة الإرهاب “حررت حي نابلس” الذي يقع في جنوب غربي المدينة، بالشطر الغربي للموصل.
لكن مصدرا كشف لوكالة الأناضول أن الخسائر التي تكبدتها القوات العراقية كبيرة جدا، لا سيما خلال الأيام الأخيرة حين دفع التنظيم بأكثر من 23 مفخخة ودراجة نارية مستغلا سوء الأحوال الجوية وتوقف طائرات التحالف.
آثار الدمار الذي خلفته المعارك والقصف الجوي والمدفعي على أحياء الموصل الغربية (رويترز)
إحصاءات التنظيم
وفي بيان لتنظيم الدولة، قالت وكالة أعماق إن أكثر من 1300 من القوات العراقية قتلوا خلال الشهر الخامس من معركة الموصل.
وأضاف البيان أن مسلحي تنظيم الدولة هاجموا القوات العراقية بثمانين سيارة ملغمة للفترة ما بين 18 فبراير/شباط الماضي و17 مارس/آذار الجاري، وتم تدمير 327 عربة عسكرية وإعطاب 109 عربات أخرى.
كما أفادت “أعماق” بأن مسلحي التنظيم أسقطوا 22 طائرة مسيرة مختلفة الأنواع في مناطق متفرقة في الجانب الغربي من الموصل.
يُشار إلى أن الجيش العراقي أطلق عملية عسكرية منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي لاستعادة الموصل، وتمكن خلال مئة يوم من استعادة الشطر الشرقي من المدينة.
ويوم 19 فبراير/شباط الماضي بدأت عملية عسكرية أخرى لاستعادة الجانب الغربي الذي يعد أقل مساحة لكنه أكثر اكتظاظا بالسكان من الجانب الشرقي، وقد أسفرت المعارك في الجانبين عن نزوح أكثر من أربعمئة ألف شخص، وسط معاناة كبيرة في رحلة الفرار والوصول إلى المخيمات التي تفتقر إلى الكثير من الاحتياجات الإنسانية.
المصدر : الجزيرة