دمشق – استهدفت ثلاث سيارات ملغومة دمشق الأحد مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الأشخاص، وذلك في أول هجوم انتحاري بالعاصمة السورية منذ هجمات انتحارية نفذت في مارس الماضي.
وجاءت الهجمات الأخيرة، بعد ساعات من توجيه فصيل فيلق الرحمان، اتهامات للجيش السوري باستخدام غاز الكلور ضد مواقع له في عين ترما شرق دمشق، وهو ما نفاه الأخير في بيان له.
وتنسف هذه الهجمات الصورة التي حاول النظام السوري التسويق لها من أن الأمن في العاصمة بات مستتبا، خاصة بعد المصالحات القسرية التي عقدت على مدى الأشهر الماضية.
وسجلت في الفترة الأخيرة جولات للرئيس السوري بشار الأسد في أكثر من منطقة سورية منها العاصمة، في مسعى إيحائي بأن الوضع في سوريا يتجه للتحسن وأن نظامه أعاد إحكام قبضته مجددا.
وقال ضابط شرطة إن انفجار إحدى السيارات الملغومة الثلاث في ساحة التحرير بالعاصمة أدى إلى مقتل سبعة وإصابة 13 شخصا، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 21 شخصا قتلوا.
وحاول مسؤولون سوريون عبر التلفزيون الرسمي التقليل من حجم الهجوم حيث قال بعضهم إن قوات الأمن حالت دون وصول المتشددين إلى مبتغاهم وهو ما كان سيؤدي إلى سقوط عدد أكبر من القتلى. وأضافوا أن المتشددين أرادوا استهداف مناطق مزدحمة في أول يوم عمل بعد انتهاء عطلة عيد الفطر.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور. وكانت دمشق تعرضت لهجومين منفصلين شملا عدة تفجيرات انتحارية في مارس، وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن أحدهما، فيما أعلن تحالف لفصائل متشددة يعرف باسم هيئة تحرير الشام تقوده جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) مسؤوليته عن الآخر.
وسقط الضحايا في هجوم الأحد عندما فجر أحد الانتحاريين سيارته بعد أن طوقته السلطات في منطقة باب توما في المدينة القديمة. وذكرت وسائل الإعلام أن السلطات دمرت السيارتين الأخريين.
وقال محمد خير إسماعيل قائد شرطة دمشق لقناة الإخبارية التلفزيونية “تمكنت إحدى الجهات الأمنية بملاحقة السيارات وقامت بتفجير سيارتين”. وأضاف في مقابلة عبر الهاتف مع القناة أن السيارات أرادت إسقاط عدد كبير من الضحايا ولكن فشلت.
وأظهرت تغطية للتلفزيون من باب توما الحطام وقد تناثر في الطرق والعديد من العربات المدمرة وسيارة وقد تحولت إلى كتلة من المعدن الملتوي. كما أظهرت تغطية من موقع آخر ما بدا وكأنه أشلاء بشرية وعربات مدمرة أمام مسجد في دوار البيطرة قرب المدينة القديمة.
ويرى محللون أن العمليات الانتحارية التي تشهدها بين الحين والآخر دمشق، متوقعة لجهة تضييق النظام الخناق على الفصائل في ضواحي العاصمة، الأمر الذي يدفع تلك الفصائل إلى هذا المسار لتخفيف الضغط عنها.
العرب اللندنية