طرابلس – استكملت أطراف ليبية، الأحد، عملية تسليم مطار سبها الدولي الواقع في مدينة سبها جنوبي ليبيا إلى أجهزة أمنية تتبع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وسلّم أعيان قبيلتي أولاد سليمان والتبو، السبت، مطار سبها الدولي إلى مديرية الأمن الوطني في المدينة، والتي تتبع حكومة الوفاق الوطني. وجاء تسليم المطار بعد إغلاقه لأكثر من 3 سنوات بسبب اشتباكات مسلحة دارت في محيطه أوائل يناير 2014.
ووقع اتفاق تسليم المطار بين قبائل أولاد سليمان والتبو وزراء الحكم المحلي. وحضر مراسم التسليم وزير الحكم المحلي بحكومة الوفاق الوطني ووزير العمل والتأهيل ووزير التعليم ومدير مديرية الأمن الوطني وعميد المجلس البلدي لبلدية سبها وأعيان وحكماء جنوب ليبيا وقبائل التبو وأولاد سليمان ونشطاء عن المجتمع المدني.
وقال بداد قنصوه وزير الحكم المحلي المفوض بحكومة الوفاق، في تصريح لقناة محلية، إن تسليم المطار جاء تتويجا لمرحلة من المفاوضات المباشرة بين الطرفين “بعدما أدركا ضرورة افتتاح المطار من جديد ليكون شريانا لتواصل الجنوب مع باقي العالم”. وأكد قنصوه سلامة كل مرافق المطار واستعداده لاستئناف نشاطه قريبا.
وبدأت، الأحد، لجنة مكلفة بإعادة تشغيل مطار سبها الدولي بأعمال الصيانة. وأكدت مصادر رسمية أن عملية الافتتاح “ستكون في اقرب وقت ممكن”.
وأعلن المجلس البلدي بسبها، منتصف مايو الماضي، عن تشكيل لجنة فتح مطار سبها الدولي. وأكد المجلس أن القوة الثالثة “المكلفة بتأمين الجنوب”، تعهدت باستعدادها لتسليم المطار إلى اللجنة المكلفة.
وأضاف المجلس، في بيان نشره على موقع فيسبوك، أن اللجنة اتصلت بوزير الحكم المحلي المفوض بحكومة الوفاق “الذي رحب بهذه الجهود متعهدا بتذليل كافة الصعوبات التي تواجه اللجنة”.
وأبدت “القوة الثالثة” موافقتها على تسليم المطار، خلال اجتماع مع ممثلين عن مدينة سبها. وتوصل ممثلو قبائل جنوب ليبيا، وهي: أولاد سليمان ومقارحة والتبو وقذاذفة وحساونة وأولاد حضير وطوارق وغيرهم، إلى اتفاق مع القوة الثالثة يقضي بتشكيل لجنة لإعادة فتح المطار والتواصل مع مديرية أمن سبها.
ويقع مطار سبها الدولي في مدينة سبها كبرى مدن جنوب ليبيا، ويبعد عن وسط المدينة حوالي 10 كيلومتر.
ويربط المطار سبها بالعاصمة طرابلس وكبرى مدن الشرق بنغازي، بالإضافة إلى عدد من الرحلات الدولية.
وشهدت سبها ومحيطها، منذ أشهر اندلاع اشتباكات عنيفة بين “القوة الثالثة” المكلفة بحماية الجنوب و”اللواء 12 المجحفل” التابع للقيادة العامة للجيش الليبي.
وأكدت مصادر مقربة من قيادة الجيش الوطني الليبي، بداية أبريل الماضي، السيطرة الكاملة على مطار سبها بعد ساعات من الاشتباكات مع ميليشيات موالية لسرايا الدفاع عن بنغازي.
وقالت المصادر إن اشتباكات متقطعة دارت في أكثر من موقع عسكري بمدينة سبها بهدف السيطرة عليها بالكامل، بالتوازي مع قتال عنيف شهده محيط قاعدة تمنهنت العسكرية برا وجوا.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش نفذت أوامر القيادة ببدء سيطرتها على كامل الجنوب الليبي، حيث تحركت كتائب شهداء الزاوية باتجاه قاعدة الجفرة التي شهدت أيضا عمليات عسكرية “لتحريرها”.
وأعلن المكتب الإعلامي لقيادة الجيش الوطني الليبي عن انطلاق العمليات العسكرية البرية الفعلية لتحرير قاعدة تمنهت بمنطقة سبها بمشاركة سلاح الجو.
وسيطرت قوات الجيش الوطني الليبي على أغلب أجزاء جنوب البلاد، بينما تمركزت ميليشيات مناوئة للجيش في قاعدتي تمنهنت والجفرة والبعض من المواقع داخل مدينة سبها.
وتتألف الميليشيات المسلحة من مقاتلي الكتائب الفارة من بنغازي والتي أعلنت عن تشكلها في يونيو العام الماضي، تحت مسمى سرايا الدفاع عن بنغازي وهي تابعة للمفتي المعزول الصادق الغرياني ومدعومة من ميليشيات أخرى تتبع المجلس العسكري في مصراتة.
وفي الأسبوع الأخير من شهر مايو الماضي، قالت مصادر عسكرية من الكتيبة 166 التابعة للجيش المكلف من البرلمان الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إنها سيطرت على مطار تمنهت في مدينة سبها جنوب البلاد. وأضافت المصادر أن ذلك جاء بعد انسحاب القوة الثالثة إلى قاعدة الجفرة جنوبي سرت وأن السيطرة كانت دون أي اشتباكات.
ومطار تمنهت في مدينة سبها جنوبي ليبيا مطار مدني وقاعدة عسكرية
جوية، ونشرت الكتيبة صورا لمقاتليها داخل المطار المدني.
وقالت القوة الثالثة التابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني إن انسحابها جاء “حقنا للدماء”. وأكدت أن القوة انسحبت بكامل قوتها وعتادها نحو مواقع أخرى لها بالجنوب الليبي.
وكان الانسحاب بعد مهلة منحتها قبائل الجنوب للقوة الثالثة بالانسحاب من الجنوب الليبي، لاتهامها بارتكاب مجزرة داخل قاعدة براك الشاطئ الجوية.
وحينها، أعلن أعيان وقبائل الجنوب أنهم لن يرضوا بأي قوات في الجنوب الليبي إلا الجيش التابع للبرلمان الليبي.
العرب اللندنية