عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: بينما اختتمت مباحثات جنيف7 بين الأفرقاء السوريين حيث أطلقت مواقف عديدة من الطرفين، استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلين معارضين من جهة أخرى، في منطقة عين ترما وواديها وحي جوبر الدمشقي، ضمن خطة النظام لعزل الغوطة الشرقية المشمولة بمناطق «خفض التوتر». ووقعت حالات اختناق إثر مهاجمة نظام الأسد «عين ترما» بغازات سامة، بينما هز انفجار عنيف مدينة حلب قبل منتصف ليل الخميس/الجمعة سُمعت أصداؤه في جميع أنحاء المدينة، وتبعته انفجارات متلاحقة في مبنى فرع حزب البعث الحاكم.
وأُصيب 10 عناصر من المعارضة السورية المسلحة، الخميس، بحالات اختناق جراء هجوم نفذته قوات النظام بغازات سامة على بلدة «عين ترما» المشمولة باتفاق «مناطق خفض التوتر» في ريف دمشق. وقال الناشط عمار الأحمد، عضو «تنسيقية عين ترما» (التابعة للمعارضة السورية) إن قوات النظام السوري هاجمت مواقع المعارضة في البلدة بغازات سامة مجهولة. وأضاف لوكالة الأناضول أن الهجوم أسفر عن إصابة 10 عناصر من المعارضة، بحالات اختناق، جرى نقلهم إلى مشافٍ ميدانية. وذكر بيان صادر عن مشفى «المركز الطبي في حي جوبر» أنه «استقبل 5 أشخاص تأثروا من الغازات السامة جراء الهجوم المذكور تظهر عليهم أعراض التقيؤ والدوار، وضيق في التنفس مع ضعف البصر». وكان شخصان قُتلا الخميس وجرح آخرون في هجوم بقنابل فراغية شنته قوات النظام السوري، على البلدة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق.
من جهة أخرى قال بريت مكجورك المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» يوم الخميس، إن روسيا أبدت استعدادها لنشر مراقبين لمنع أي انتهاكات من جانب قوات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا.
وفي موقف مناقض لما سبق حول ترحيب روسيا بوقف النار الشامل في سوريا صادق مجلس النواب الروسي (الدوما)، أمس الجمعة، على البروتوكول الملحق بالاتفاقية المبرمة بين موسكو ودمشق حول نشر القوات الجوية الروسية في سوريا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية.
في تلك الأثناء اتهمت المعارضة السورية في مفاوضات جنيف7، أمس الجمعة، النظام بعدم جديته في المفاوضات، مبينة أنه لتحقيق الاستقرار وإعادة البناء ومحاربة الإرهاب، وعودة اللاجئين إلى بلدانهم، لا بد من الانتقال السياسي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة في المقر الأممي، عقب جلسة أخيرة مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في اليوم الختامي للمؤتمر. وقال الحريري «أنهينا في جنيف الجولة السابعة من المفاوضات، وبصراحة هناك طرفان الأول يسعى لتحقيق تقدم في العملية السياسية (المعارضة)، وطرف لا ينوي أي انخراط في العملية السياسية (النظام)».
واستهل دي ميستورا لقاءاته أمس مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، في مقر الأمم المتحدة، للبحث في آخر تطورات ومستجدات العملية السياسية.
وعقب اللقاء بين دي ميستورا وحجاب، جرى لقاء آخر بين دي ميستورا ووفد النظام السوري في المقر الأممي، حيث بدأ الاجتماع قبل الظهر، أعقبه مؤتمر صحافي لرئيس وفد النظام بشار الجعفري، أعلن فيه نتائج لقاءات وفده مع المبعوث الأممي.
من جهته قال بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري إلى مؤتمر جنيف7، أمس الجمعة، ان وفده ركز في مباحثات الجولة الحالية التي تختتم اليوم، على موضوع مكافحة الإرهاب، واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين. ووصف الجعفري هذه اللقاءات، في تصريح صحافي أدلى به في المقر الأممي في جنيف، عقب انتهاء الاجتماع الأخير مع المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، وفريقه الأممي بأنها «جولة مفيدة».
القدس العربي