ارتفع عدد القتلى المدنيين جراء غارات التحالف الدولي في شرقي سوريا الأربعاء إلى 133، معظمهم في ريف دير الزور، وبينما حقق تنظيم الدولة الإسلامية مكاسب بريف حمص الشرقي، تراجع أمام تقدم قوات سوريا الديمقراطية غرب دير الزور، في حين قصفت قوات النظام مناطق بريف دمشق.
وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن من بين هؤلاء القتلى مئة وعشرين سقطوا في مناطق عدة من دير الزور، في وقت قُتل 13 آخرون في غارات على الرقة.
واستهدفت الغارات بكثافة مدينة العشارة وقرية درنج بريف دير الزور الشرقي. وقال المراسل إن القصف الجوي استهدف المعابر التي يستخدمها المدنيون لقطع ضفتي نهر الفرات، ولا سيما بعد أن دمرت طائرات التحالف الدولي كل الجسور التي كانت على النهر، كما قصفت إحدى الطائرات عبّارة كانت تنقل مدنيين في النهر وطفت الجثث والأشلاء على سطح المياه.
ونقل المراسل عن وسائل إعلام تابعة للنظام أن طائراته هي التي قصفت تلك المواقع على اعتبار أنها تابعة لتنظيم الدولة، حيث يتم استهداف شريط ممتد من مدينة البوليل وحتى البوكمال على الحدود مع العراق، مضيفا أن تنظيم الدولة يمنع الكثير من الأهالي من الوصول إلى المستشفيات.
وأضاف أن ريف دير الزور الشرقي يشهد أكبر حملة عسكرية منذ ثلاثة أيام، مما دفع أكثر من 180 ألف شخص إلى النزوح.
وفي السياق نقلت وكالة رويترز عن نشطاء في المعارضة ومدنيين أن طائرات روسية قتلت عشرات المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من المعارك العنيفة في محافظة دير الزور عندما استهدفت قواربهم الصغيرة وهم يحاولون عبور نهر الفرات.
وأضافوا أن الطائرات استهدفت زوارق مطاطية وقوارب تحمل عشرات الأسر الفارة من مدينة العشارة على الضفة الغربية للفرات جنوبي مدينة دير الزور عاصمة المحافظة.
وقال عبد الله العقيدات -وهو من أبناء العشائر في شمالي سوريا على اتصال بأقارب له في المنطقة- إن “الطائرات شنت موجة ثانية من الضربات على القوارب التي كانت تفر عبر النهر، مما تسبب في سقوط مزيد من الضحايا بين من هرعوا لإنقاذ ناجين من الضربات السابقة”.
نازحون من ريف دير الزور الشرقي يحاولون الهرب إلى أماكن أكثر أمنا (غيتي)
وفي ريف حمص الشرقي، سيطر تنظيم الدولة على حواجز بعد اشتباكات مع قوات النظام في محيط مدينتي السخنة والقريتين، وقتل العشرات من جنود النظام وفقا لوكالة أعماق الناطقة باسم التنظيم.
وقالت مصادر إن قوات النظام طردت تنظيم الدولة من آخر مناطق سيطرته في ريف حماة، وذلك بعد سيطرتها على خمسين قرية منذ بدء هجومها على المنطقة بدعم روسي قبل شهر.
وفي شرقي سوريا أيضا، أعلنت ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية أنها تمكنت من محاصرة مقاتلي التنظيم في قرية الهرموشية بريف دير الزور الغربي، وأن معارك عنيفة تشهدها المنطقة بين الطرفين.
كما قالت تلك القوات إنها سيطرت على عشر مزارع في محور مدينة مركدة بريف الحسكة الجنوبي بعد معارك مع التنظيم، وإنها قتلت خمسة من مسلحي التنظيم واستولت على أسلحتهم.
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن مدنيا قتل وأصيب آخرون بجروح بينهم أطفال ونساء، بعضهم بحالة خطرة، جراء قصف بصواريخ تحوي قنابل عنقودية محرمة دوليا، وقصف مدفعي آخر استهدف بلدة مسرابا وأوتايا والشيفونية وحوش الضواهرة وزملكا بغوطة دمشق الشرقية، مما أسفر أيضا عن دمار في الأبنية والممتلكات.
من جانبها، قالت المعارضة إنها قتلت عناصر لقوات النظام وأعطبت دبابة أثناء صدها هجوما للنظام على بلدة حوش الضواهرة بريف دمشق، بينما اندلعت اشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام على أطراف بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية.
المصدر : الجزيرة + وكالات