أمرت محكمة فدرالية بفرض الإقامة الجبرية على اثنين من ثلاثة مسؤولين بحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجهت إليهم اتهامات في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية، في حين قال البيت الأبيض إن الاتهامات لا تشير إلى أي تواطؤ بين الحملة وروسيا.
ومثل بول مانافورت المدير السابق لحملة ترمب، وشريك مانافورت التجاري ريك غيتس أمام المحكمة اليوم الاثنين حيث تليت عليهما صحيفة الاتهام، وأجابا بنفي كل التهم الواردة فيها.
وقررت المحكمة عقد جلسة أخرى يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل للفصل في إخلاء سبيل المتهمين بكفالة على ذمة القضية. وتم تحديد قيمة الكفالة مبدئيا بعشرة ملايين دولار لمانافورت وخمسة ملايين لغيتس، في انتظار مزيد من المعلومات عن وضعهما المالي.
ووجه المحقق الخاص في القضية روبرت مولر 12 تهمة إلى مانافورت وغيتس، أبرزها التآمر ضد الولايات المتحدة وغسل الأموال.
ويتعلق بعض هذه التهم بإخفاء ملايين الدولارات التي كسباها من العمل لصالح السياسي الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وحزبه السياسي الموالي لموسكو.
وقال محامي مانافورت إنه لا دليل على تواطؤ موكله مع روسيا، وإن نشاطه بالنيابة عن أوكرانيا انتهى عام 2014 أي قبل عامين من خدمته في حملة ترمب.
اعتراف المتهم الثالث
وقد كشف المحقق الخاص عن متهم ثالث في القضية هو جورج بابادوبولوس أحد مستشاري حملة ترمب المكلفين بالسياسة الخارجية. وقال المحقق اليوم إن بابادوبولوس أقر يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بتقديم إفادة كاذبة للمحققين.
ووفقا لأوراق الاتهام فقد اعترف بابادوبولوس بأنه حاول إخفاء اتصالاته مع أستاذ جامعي مرتبط بموسكو عرض تقديم معلومات سلبية عن هيلاري كلينتون حينما كانت تنافس ترمب في الانتخابات.
وأظهرت الاتهامات أن بابادوبولوس التقى في لندن امرأة وصفها بأنها ابنة شقيق أو شقيقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك السفير الروسي بلندن في مارس/آذار 2016.
المتحدثة باسم البيت الأبيض اعتبرت أنه لا يوجد أي مؤشر على حدوث تواطؤ (رويترز)
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن قرار الاتهام الصادر اليوم لا يتضمن أي مؤشر على التواطؤ بين الحملة وروسيا.
وأكدت في مؤتمر صحفي أن “إعلان اليوم لا علاقة له بالرئيس ولا علاقة له بحملة الرئيس أو نشاطها. نقول من اليوم الأول إنه لا دليل على حصول تواطؤ بين روسيا وترمب، ولا شيء في قرار الاتهام اليوم يغير ذلك”.
رد ترمب
من جهته، سعى الرئيس الأميركي إلى التقليل من شأن هذه الاتهامات، وقال في تغريدة على تويتر “كان ذلك قبل سنوات، قبل أن يكون بول مانافورت جزءا من حملة ترمب”.
وتساءل ترمب: لماذا لا تركز التحقيقات على هيلاري كلينتون والديمقراطيين، وأكد أنه “لا تواطؤ” مع روسيا؟
وسعى البيت الأبيض إلى النأي عن جورج بابادوبولوس، وقال إن دوره في حملة ترمب كان “محدودا جدا” ودورا تطوعيا، وإن أي عمل قام به هو مبادرة شخصية منه.
ورغم الاتهامات الموجهة إلى الأشخاص الثلاثة وانعكاساتها التي وصفت بالخطيرة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترمب لا ينوي تغيير المحقق الخاص في القضية روبرت مولر، الذي عينته وزارة العدل في مايو/أيار الماضي.
وحذر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر الرئيس الأميركي من التدخل في عمل المحقق الخاص، وقال إن وقوع أي تدخل يجب أن يواجه برد سريع من الكونغرس.
المصدر : الجزيرة + وكالات