حمّل البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب حزب الله اللبناني مسؤولية دعم الإرهاب في الدول العربية. كما أدان سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلها في الشؤون العربية، وطالبها بوقف دعم وتمويل الجماعات المسلحة وخاصة في اليمن.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنه لا يستبعد اللجوء إلى مجلس الأمن كخطوة مقبلة لمواجهة تدخلات إيران في المنطقة، مشددا على أن هناك إجماعا عربيا على رفض النهج الإيراني.
وأضاف أبو الغيط أنه لن يعلن الحرب على إيران في الوقت الحالي. كما حمل حزب الله مسؤولية دعم الإرهاب في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية، ولفت في نهاية البيان إلى أنه يتمنى أن تصل الرسالة إلى إيران لتعديل سلوكها في المنطقة.
وكلّف مجلس جامعة الدول العربية المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن الدولي لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231 فيما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ البالستية وما يمثله من تهديد للأمن القومي العربي.
كما كلف المجلس المجموعة العربية بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح ما قامت به إيران من انتهاكات لقرار مجلس الأمن 2216 بتزويد مليشيات في اليمن بالأسلحة واعتبار إطلاق صاروخ بالستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية تجاه مدينة الرياض بمثابة عدوان من طهران وتهديد للأمن والسلم القومي العربي والدولي.
وأكد المجلس على حق السعودية في الدفاع عن أراضيها، وإدانة “جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في مملكة البحرين وآخرها تفجير خط أنابيب النفط البحريني”، ودعم البحرين في الخطوات التي تتخذها للحفاظ على أمنها.
وكان أحمد أبو الغيط قال في مستهل الاجتماع إن التهديدات الإيرانية في المنطقة تجاوزت كل حد، مشيرا إلى أن الصاروخ الذي استهدف الرياض إيراني، معتبرا ذلك رسالة غير مقبولة، ومشيرا إلى أن إيران تدعم شبكات تخريب وتجسس في العواصم العربية.
من جانبه، دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاجتماع إلى الخروج بقرار صارم في مواجهة إيران وسياساتها في المنطقة.
وأضاف الجبير أن إيران ضربت عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية، مشيرا إلى أن ممارسات إيران جعلت المجتمع الدولي يصنفها الدولة الأولى في رعاية الإرهاب.
من جهته، قال وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة إن “لبنان يخضع لسيطرة حزب إرهابي هو حزب الله الذي يشكل تحديا للأمن القومي العربي يجب التصدي له”، وتابع “نحمل لبنان -الذي يشارك حزب الله في حكومته- المسؤولية”.
وأضاف آل خليفة أن حزب الله أكبر أذرع إيران في المنطقة، وأن جميع الدول التي يتواجد فيها الحزب تتحمل مسؤولية حماية الأمن العربي الذي تستهدفه إيران وأذرعها في المنطقة، على حد وصفه.
تحفظ
يأتي ذلك بينما تحفظ لبنان والعراق على وصف حزب الله منظمة إرهابية، في حين تحفظت بغداد أيضا على إدانة سياسة الحكومة الإيرانية في المنطقة.
وقال مراسل الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إن مندوب لبنان في اجتماع القاهرة شدد على أن بلاده التزمت النأي بالنفس لعدم قدرتها على التأثير إيجابا في هذه الصراعات.
وأضاف مندوب لبنان أنه ينبغي الترفع عن إثارة الفرقة بين الدول العربية وحل أي خلاف بالحوار، معتبرا أن المسؤول عن التدخل الخارجي هو التراجع في منظومة الأمن القومي العربي جرّاء التباعد والانقسام.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل -الذي لم يشارك في الاجتماع- قد طلب من نظرائه العرب التخفيف من حدة بيان اجتماعهم في القاهرة، مشددا على ضرورة تحييد لبنان عن موضوع التدخل الإيراني في الدول العربية.
المصدر : الجزيرة + وكالات