قالت واشنطن بوست إن الأسبوع الدامي في أفغانستان يظهر إلى أي مدى فشلت السياسة الأميركية هناك، كما يبرز الواقع الذي يدعو للإحباط بازدياد قوة حركة طالبان والمجموعات المماثلة الأخرى في البلاد بعد 16 عاما من القتال بقيادة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأوردت الصحيفة تفاصيل عن حوادث التفجير الدموية التي جرت الأسبوع الماضي بكابل ومدن وبلدات أخرى من قبل طالبان، وكذلك تصاعد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية خلال 2017.
وقالت إنه ومنذ الإطاحة بسلطة طالبان في 2001، ظلت القوات الأميركية وقوات الأمن الأفغانية تقاتل لتفكيك شبكات المجموعات “الإرهابية” في أفغانستان وباكستان، ومع ذلك نجد طالبان اليوم تسيطر على حوالي ثلث مساحة أفغانستان، وهي مساحة أكبر من أي مساحة سيطرت عليها الحركة منذ الغزو الأميركي للبلاد.
لا أحد في أمان
بالإضافة إلى ذلك -تقول الصحيفة- فقد حصلت طالبان على موطئ قدم في مناطق مثل باباجي ومارجا التي قاتل التحالف بقوة للدفاع عنهما، كما شنت هجمات على درجة عالية من الأهمية بمدن كبيرة لتخلق إحساسا وسط الأفغان بأنه لا أحد في أمان.
والمرونة والسهولة اللتان تنفذ بهما طالبان هجماتها في قلب الدولة الأفغانية تبرزان التحدي الذي يواجه حكومة كابل في إعادة الاستقرار حتى في حالة زيادة الدعم العسكري الأميركي في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
والحكومة الأفغانية هشة ومفككة، حيث يجلس الرئيس أشرف غني على رأس تحالف تتناوشه الصراعات الداخلية. كما أن الفساد مستشر، بالإضافة إلى أن أحد استطلاعات الرأي في يوليو/تموز الماضي أظهر أن 61% من الأفغان يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ.
وضع مزر
ولمواجهة هذا الوضع المزري، زاد ترمب عدد الجنود الأميركيين هناك من 8500 إلى 14 ألفا ويعتزم إرسال ألف جندي آخر ليكونوا في أوضاع أقرب إلى القتال مقارنة بالوضع الراهن تحت قيادات أصغر في أكثر مناطق البلاد عنفا وبعدا عن المركز.
وتقول الصحيفة في تقريرها إن هذه القوات الإضافية سيكون لها تأثير محدود على الوضع الأمني، إذ إن قوات الأمن الأفغانية ضعيفة وتعاني من نقص كبير في أفرادها، فقد توفي عشرة آلاف منهم العام الماضي خلال المعارك.
وأفرد التقرير جزءا منه لتصوير المصاعب التي يعاني منها الشعب الأفغاني، إذ يقول إن الحياة اليومية أصبحت صعبة للغاية، والبطالة مزمنة والخدمات الأساسية بحالة سيئة، وشهد العام الماضي مقتل عشرة مدنيين أفغان في المتوسط يوميا بسبب الصراع الدامي، كما أن منظمات العون الإنساني تنسحب من البلاد أو تقلّص نشاطها.
ودعا التقرير إلى تغيير السياسة الأميركية القائمة على زيادة أعداد القوات بأفغانستان، والتفكير في سياسة جديدة، قائلا إن مجرد الإعلان عن زيادة هذه القوات تسبب في وقوع الهجمات الدامية الأسبوع الماضي حيث أكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن التفجير قرب المستشفى بكابل جاء “ردا على استمرار واشنطن في نهجها العدواني”.
المصدر : واشنطن بوست