كيفين كوهينرت.. اشتراكي شاب يهدد مستقبل ميركل

كيفين كوهينرت.. اشتراكي شاب يهدد مستقبل ميركل

سياسي ألماني شاب ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أطلق حملة “لا للائتلاف الكبير” لرفض مشاركة الحزب في ائتلاف تقوده المستشارة أنجيلا ميركل.

المولد والنشأة
ولد كيفين كوهينرت يوم 1 يوليو/تموز 1989 في برلين الغربية لأبوين موظفين، وأمضى طفولته بهذا الشطر الغربي الذي كان جزيرة تابعة لألمانيا الاتحادية داخل جمهورية ألمانيا الشرقية السابقة، قبل سقوط جدار برلين وتوحيد الألمانيتين.
الدراسة والتكوين
بعد حصوله على الثانوية العامة عام 2008 تطوّع كوهينرت بمنظمة لتحفيز الأطفال والشبيبة على المشاركة السياسية، والتحق بقسم الإعلام بجامعة برلين الحرة، لكنه ما لبث أن تحوّل لدراسة العلوم السياسية بالانتساب بجامعة هاغن.

التجربة السياسية
تعرف كوهينرت خلال تدريب مدرسي بعامه الخامس عشر على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وانضم بعد عام لعضويته، وتدرج بهرمه التنظيمي، فانتخب عام 2012 رئيسا لمنظمة شبيبة الحزب في برلين، واختير بعد ثلاث سنوات نائبا لرئيس المنظمة على مستوى ألمانيا، وتخصص في قضايا التطرف اليميني والهجرة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وواكب انتخاب كوهينرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 لرئاسة منظمة شبيبة الحزب الاشتراكي، إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فشل مباحثاتها لتشكيل حكومة جديدة بالائتلاف بين حزبها المسيحي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، ولجوئها بعد ذلك لمفاوضات جديدة مع الحزب الاشتراكي لتشكيل هذه الحكومة.

أطلق كوهينرت حملة لرفض مشاركة الحزب الاشتراكي في ائتلاف تقوده ميركل، حملت عنوان “نو غروكو” الذي يعني لا للائتلاف الكبير، وقام بتكثيف هذه الحملة والترويج لها بولايات ألمانيا الست عشرة، لكنه فشل في الحصول على دعم المشاركين في المؤتمر العام لحزبه ببون في نوفمبر/تشرين الثاني، وبمؤتمره الاستثنائي ببرلين في يناير/كانون الثاني 2018، رغم أن خطاب السياسي الشاب في المؤتمرين قوبل باعجاب واسع.

أزمة الاشتراكيين
وزادت حملة كوهينرت من أزمة الحزب الاشتراكي بعد هزيمته الكبيرة في انتخابات البرلمان الألماني(البوندستاغ) نهاية سبتمبر/أيلول 2017، وتراجع رئيسه مارتين شولتس عن وعده عقب الهزيمة بالتوجه للمعارضة، ثم قبوله المشاركة في الحكومة الجديدة

سياسي ألماني شاب ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أطلق حملة “لا للائتلاف الكبير” لرفض مشاركة الحزب في ائتلاف تقوده المستشارة أنجيلا ميركل.

وعدوله عن هذا بتطلعه لشغل منصب وزير الخارجية بحكومة ميركل الجديدة، ثم تراجعه عن هذه الرغبة إثر انتقادات واسعة.

وفاقم تداخل هذه الأوضاع مع حملة كوهينرت الأزمة بين القواعد والقيادات بالحزب الاشتراكي، وأسهم في تراجع شعبية الحزب، بأحدث استطلاعات الرأي، للمرتبة الثالثة بعد حزب ” بديل لألمانيا” اليميني الشعبوي.

واتهم السياسي الشاب من طرف خصومه بأنه يفتقد للرؤية السياسية وبأنه يستغل حملته للفت الأنظار إليه، لكنه رد عليهم بتكرار دعوته لتجديد الحزب بعيدا عن المشاركة في حكومة الائتلاف الكبير، واتهم قيادة الاشتراكيين بالخضوع باتفاق تشكيل الحكومة لرؤية حزب ميركل الرافضة للمّ شمل اللاجئين ومساواة المواطنين بنظام التأمين الصحي.

وركز كوهينرت بجولات حملته على انتقاد ابتعاد الحزب الاشتراكي عن الحديث عن عدم المساواة في توزيع الدخول والثروات بالمجتمع الألماني، وتجنبه المطالبة بفرض ضرائب على ثروات ومقتنيات أصحاب الثروات الكبيرة.

تصويت مصيري
ويصوت أكثر من 460 ألف عضو في الحزب الاشتراكي في الرابع من مارس/آذار 2018 على اتفاق قيادتهم مع الحزب المسيحي على تشكيل حكومة جديدة بقيادة ميركل.

ويهدد احتمال تصويت أغلبية الاشتراكيين برفض هذه المشاركة بالعصف بقيادات الحزب الاشتراكي، ووضع مستقبل ميركل السياسي بمهب رياح قد تخرجها من المشهد الألماني، ووضع البلاد أمام مستقبل مجهول وغير مسبوق.

وتنظر شرائح متزايدة من أعضاء الاشتراكي لرئيس منظمة شبيبة الحزب بوصفه أملا جديدا يمكنه إخراج حزبهم من أزمته الراهنة، ويتوقعون أن يلعب السياسي الشاب دورا هاما بمستقبل الحزب وألمانيا.

ويتفق ميشائيل نيكنافس زميل دراسة كوهينرت مع هذا التوقع، ويشير إلى أن سجلات مدرسة بتهوفن الثانوية البرلينية عام 2008 تحمل توقع تلاميذها تولي زميلهم في الدراسة منصب مستشار ألمانيا يوما ما.

المصدر : الجزيرة