اتخذت 14 دولة أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة قرارا جماعيا بطرد دبلوماسيين روس في رد منسق على تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا.
وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين طرد 60 “جاسوسا” روسيا حيث أمهلت الإدارة الأميركية 48 “عميلا استخباراتيا معروفا” في القنصلية الروسية في سياتل و12 من البعثة الروسية في الأمم المتحدة سبعة أيام لمغادرة البلاد. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إغلاق القنصلية في سياتل.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف قوله الاثنين إن قرار الولايات المتحدة طرد دبلوماسيين روس أمر “جائر” ويدمر ما تبقى من العلاقات الأميركية الروسية.
كما طردت ألمانيا أربعة دبلوماسيين روس حيث طلبت الحكومة الألمانية من أربعة دبلوماسيين روس مغادرة جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال مهلة سبعة أيام”، موضحة أن القرار اتخذ بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي والحلفاء في حلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان إن “هجوم سالزبري أحدث صدمة في الاتحاد الأوروبي. للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية يتم استخدام سلاح كيميائي في أوروبا”.
ومن جهتها طردت فرنسا أربعة دبلوماسيين روس تضامنا مع بريطانيا حيث أكد وزير خارجيتها جان ايف لودريان في بيان أنه تم إبلاغ “السلطات الروسية بقرار طرد أربعة موظفين روس لديهم وضع دبلوماسي من الأراضي الفرنسية في مهلة أسبوع”.
كما اتخذت أوكرانيا ولاتفيا وليتوانيا وجمهورية التشيك نفس القرار بطرد دبلوماسيين روس. وقالت أوكرانيا على لسان رئيسها بيترو بوروشينكو إنها قررت طرد 13 دبلوماسيا.
وأضاف بوروشينكو في بيان أن القرار اتخذ “تضامنا مع شركائنا البريطانيين والحلفاء عبر الأطلسي وبالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي”.
كما قال وزير خارجية لاتفيا الاثنين إنها ستطرد دبلوماسيا روسيا. وذكرت وزارة الخارجية في ليتوانيا أن البلاد ستطرد ثلاثة دبلوماسيين روس ردا على الهجوم كما قالت إنها ستمنع أيضا 44 شخصا آخرين من دخول أراضيها.
وقال أندريه بابيش رئيس وزراء التشيك إن بلاده قررت طرد ثلاثة دبلوماسيين روس بعدما عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه لبريطانيا التي ألقت باللوم على روسيا في الهجوم في حين تنفي موسكو أي تورط من جانبها في الأمر.
ويتفق جميع قادة الاتحاد الأوروبي الـ 28 مع تقييم بريطانيا بأنه “من المرجح للغاية أن تكون روسيا الاتحادية مسؤولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير بديل معقول” ، وفقا لبيان مشترك صدر الأسبوع الماضي.
وصرح وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون الاثنين أن العالم يقف متحدا وراء موقف بلاده فيما يتعلق بتسميم جاسوس روسي سابق، وإن الصبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفد.
وألقت بريطانيا باللوم على روسيا في الهجوم على سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب يستخدم في أغراض عسكرية يعود للحقبة السوفيتية يوم الرابع من مارس، وحظيت بدعم حلف شمال الأطلسي وزعماء أوروبيين.
وينفي الكرملين أي ضلوع في الهجوم ويقول إن بريطانيا تدير حملة مناهضة لروسيا، حيث نددت الرئاسة الروسية بـ”فظاظة” لندن “غير المسبوقة” تجاه موسكو.
وقال وليامسون خلال زيارة لإستونيا إن الدعم الذي تلقاه بريطانيا يعد “في حد ذاته هزيمة للرئيس بوتين”.
وأضاف مخاطبا الصحافيين “صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ينفد، والحقيقة أن الدول في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وقفت في صف المملكة المتحدة… أظن حقا أن هذا أفضل رد ممكن من جانبنا”.
وتابع قائلا “نيتهم (في الكرملين) وهدفهم هو بث الفرقة لكن ما نراه هو توحد العالم وراء الموقف البريطاني وهو ما يعد في حد ذاته نصرا عظيما ويبعث رسالة قوية على نحو استثنائي للكرملين وللرئيس بوتين”.
يشار إلى أنه أعيد انتخاب بوتين لولاية من ست سنوات في 18 مارس ولم يدل بتصريح بشأن قضية الجاسوس الا بعد ساعات من انتهاء التصويت في روسيا. وقد رفض الاتهامات البريطانية مؤكدا ان موسكو “على استعداد للتعاون” مع لندن في التحقيق.
وقال حينها “كيف يمكن لاحد ان يتصور انه يوجد في روسيا من يسمح لنفسه بفعل مثل هذه الأشياء قبيل الانتخابات وكاس العالم لكرة القدم، هذا أمر عبثي تماما ولا معنى له”.