وصف الكاتب البريطاني ديفد هيرست ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بأنه كان معلم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة اليخت السرية بالبحر الأحمر عام 2015، وأن الأخير كان مجرد تلميذ له وقتها.
وكان هيرست قد كشف مؤخرا أن القمة السرية عقدت بمشاركة خمسة من القادة العرب يتقدمهم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي كان المحرك الأول لعقد هذا اللقاء، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي كان آنذاك وليا لولي العهد، وملك الأردن عبد الله الثاني، وولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة.
وفي حلقة (2018/3/28) من برنامج “بلا حدود” قال هيرست إنه تم من خلال محمد بن زايد تسويق محمد بن سلمان في الغرب من خلال السفارة الإماراتية بواشنطن، مشيرا إلى أن السفير الإماراتي يوسف العتيبة هو الذي سوق ابن سلمان لدى الإدارة الأميركية من خلال تدمير سمعة ولي العهد السعودي وقتها محمد بن نايف وزرع الشك بين مؤيديه بأنه كان يتعاطى المخدرات.
وأوضح هيرست أن ابن زايد هو من أسس الاتصالات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهو من درب محمد بن سلمان على كيفية أن يصبح ملكا، ونصحه بثلاث نصائح كي يصبح ملكا، هي أولا التخلص من محمد بن نايف كي يصبح وليا للعهد، وثانيا أن تكون لديه علاقات مع أميركا، وثالثا أن تكون لديه علاقات مع إسرائيل، “وقد حقق ابن سلمان هذه النصائح الثلاث”.
وأضاف أن العقل المدبر ليس ابن سلمان ولا السعودية بل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي لديه رؤية إستراتيجية تتمثل في أن ابن سلمان هو العضلات والقوة التي يديرها.
هدف وتداعيات
وقال هيرست إن قمة البحر الأحمر السرية كان هدفها جعل مجموعة من البلدان تهيمن على المنطقة في الخمسين سنة القادمة، مشيرا إلى أن توقيت القمة سبق حرب اليمن وفرض الحصار على قطر.
وكشف أن القمة رتبها رجل الأعمال الغامض الأميركي من أصل لبناني جورج نادر الذي سوق نفسه كوسيط بين واشنطن وهذه المجموعة من القادة، مشيرا إلى أن المزيد من أسرارها ستتكشف قريبا.
وناقش القادة الخمسة في القمة خطة تعهد نادر بتسويقها في واشنطن، وملخصها التحالف مع إسرائيل ضد تركيا وإيران، وأخذ إرث الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.
وبشأن هذه النقطة قال هيرست إن الخطة تغيرت إلى مشروع قوة وسلطة وسيطرة يقوم على أساس أن أميركا في حالة تراجع ولا تريد التعامل مع الشرق الأوسط وتحتاج إلى ممثلين جدد بالمنطقة.
وقال إن هناك مسألة أخرى لم يجر الحديث عنها، وهي أن كل هذه البلدان تسعى الآن إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل لأغراض اقتصادية، وذلك يختلف تماما عن مبادرة السلام العربية، أي أن هذه الدول تسعى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل إبرام أي صفقة سلام، معتبرا هدف السعودية والإمارات التطبيع مع إسرائيل بعيدا عن عملية السلام.
وعن تداعيات تلك القمة قال إنها تمثلت في تشكيل تحالف غير رسمي من عدة بلدان انسحب أحد أعضائه، كما أن هناك توترات بين السعودية ومصر بسبب الحرب في سوريا، وكذلك سبل مواجهة إيران.
نجاح ودكتاتورية
وقال إن تلك المجموعة نجحت في الدفع بمحمد بن سلمان إلى أقرب مسافة ممكنة من العرش “فهو ملك في كل شيء إلا الاسم، والخطة تسير قدما ليصير ملكا”.
وأوضح أن ابن سلمان يصنع نمطا جديدا من الدكتاتورية وينأى عن الإصلاح والإصلاحيين ويضعهم والمعتدلين في السجون، وذلك سيضعف السعودية على المدى البعيد. وأشار إلى أن حملة ابن سلمان وصفقاته فشلت في لندن.
وأكد أن ما ذكره عن مخصصات الملك سلمان البالغة ثلاثة مليارات ريال شهريا هو رقم حقيقي يؤكد التكلفة المالية للعائلة المالكة التي تستغل أموال المملكة، وفي الوقت الذي يطلب فيه من المواطن السعودي التقشف يتم إنفاق أربعمئة مليار دولار لشراء الأسلحة.
ووصف هيرست السعودية بأنها أصبحت الآن أكثر عدوانية في سياستها الخارجية ودخلت في حرب دموية لن تنتهي مع المتمردين الحوثيين باليمن، واعتبر صواريخ الحوثيين الأخيرة ضدها “رسالة مفادها نحن بنفس القوة إن لم نكن أقوى”، مؤكدا أن إيران ملأت الفراغات التي صنعتها السعودية في اليمن.
وبشأن صفقة القرن قال هيرست إن هناك ضغوطا تمارس على الرئيس الفلسطيني محمود عباس “وهو في موقف صعب نتيجة الضغوط عليه من السعودية ومصر”.
وبشأن دور شركة كامبريدج أناليتيكا في التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية قال إنها حاولت تسويق نفسها بأميركا، لكن في بريطانيا هناك أدلة على تورطها في عملية البريكست.
واعتبر أن الديمقراطية الغربية في أزمة، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو نتيجة لتلك الأزمة.
وأعرب هيرست عن تشاؤمه إزاء الوضع في منطقة الشرق الأوسط “فهناك استعدادات لحرب إقليمية أخرى قد تكون ضد غزة أو حزب الله، وهناك حكومة صقور بإسرائيل وواشنطن، وهناك إيران وتركيا والسعودية، كما أن مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون سيصنع ما يستطيع من أجل شن حرب ضد إيران”.
الجزيرة نت