اختتمت أعمال القمة العربية في دورتها الـ29، والتي احتضنتها مدينة الظهران السعودية، مساء اليوم الأحد، بالتأكيد على “بطلان وعدم شرعية” القرار الأميركي بشأن القدس المحتلة.
وتعهد المشاركون في القمة، عبر بيانهم الختامي، بالعمل على تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية.
ودعا البيان إلى “ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لحماية الفلسطينيين، وضرورة استئناف المفاوضات”.
وطالب بـ”مساندة خطة السلام التى أعلنها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والعمل على دعم الاستراتيجيات لصيانة الأمن القومي العربي”.
وأكد القادة العرب في بيانهم الختامي رفض وإدانة قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، والذي يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، ويوجه ببدء نقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب، واعتباره “باطلاً”.
وشدد البيان على “أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، لمواجهة الأخطار التي تواجه الدول العربية وتهدد أمنها واستقرارها”.
كما أكد “أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة الأخطار التي تواجه الدول العربية وتهدد أمنها واستقرارها، وعلى حق أي دولة عربية في الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها وتقديم الدعم لها”.
وأشار البيان أيضاً إلى “دعم الاستراتيجيات لصيانة الأمن القومي العربي”، و”العمل على التصدي بحزم للتهديدات والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية (..) والأطماع الإقليمية التي تستهدف أراضي الدول العربية”.
كذلك، شدد على أهمية “تحصين الأمة من الإرهاب، والعمل على دعم وتطوير الاستراتيجيات والآليات العربية في مجال مكافحة الإرهاب”.
إلى ذلك، قرر القادة العرب عقد الدورة العادية الثلاثين لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في تونس في مارس/آذار 2019 بعد اعتذار البحرين.
وقال الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، في كلمة بالجلسة الختامية، إن بلاده مستعدة لاستضافة القمة العربية المقبلة.
وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة، شدد العاهل الأردني، عبد الله الثاني، على “الحق الأبدي الخالد للعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس”، مؤكدا أن “تمسّك الفلسطينيين بحل الدولتين، دليل على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم”، مؤكدا “التزامنا بمبدأ حسن الجوار، عبر التصدي لأي محاولات تدخّل في شؤون الدول العربية”.
من جهته، قال العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إن “القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة”، وأطلق على القمة اسم “قمة القدس”.
ودعا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته، إلى “بذل جهود مضاعفة لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي”، مشددا على أن هذه الخلافات “تمثل تحديا لنا جميعا، يضعف من تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر المتصاعدة التي نتعرض لها، وتتيح المجال واسعا لكل من يتربص بنا ويريد السوء لأمتنا”.
وفي ما يتعلق بالمسيرة المتعثرة للسلام في الشرق الأوسط، دعا أمير الكويت، الإدارة الأميركية، إلى أن تتراجع عن قرارها نقل سفارتها إلى القدس، وقال إن “ما قامت وتقوم به إسرائيل من قمع لتفريق أشقائنا الفلسطينيين في غزة، الذين يمارسون حقهم في التعبير السلمي، والذي أدى إلى استشهاد العشرات منهم، وإصابة الآلاف، يدعو المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى القيام بمسؤولياته، لحماية المواطنين الفلسطينيين في غزة، ووقف هذا العدوان الإسرائيلي الآثم”.
وطالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بتبني ودعم خطة السلام التي سبق أن طرحها في مجلس الأمن الدولي في شهر فبراير/شباط الماضي، موضحا أنها تستند إلى المبادرة العربية، وتدعو إلى “عقد مؤتمر دولي للسلام العام الجاري، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق المبادرة العربية كما اعتمدت”.
وجدد الرئيس الفلسطيني تأكيده: “لم نرفض المفاوضات يوماً، واستجبنا لجميع المبادرات التي قدمت لنا”، موضحا: “لن أفرط بأي حق من حقوق شعبنا التي نصت عليها وضمنتها الشرائع الدولية”.