لا تكاد تنتهي أزمة بين واشنطن وأنقرة، حتى تُفتح الأبواب لأزمة جديدة، آخرها تقديم السيناتور الأميركي الجمهوري روجر ويكر مشروع قرار للكونغرس يقترح فيه معاقبة دول عدّة من بينها تركيا، بحجة غياب الحريات الدينية فيها.
والمشروع الجديد يقترح على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتخاذ إجراءات عقابية ضد كل من تركيا وأذربيجان وكازاخستان وطاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان والقوات الانفصالية في أوكرانيا، بحجة أن هذه الدول لا تظهر حرية للأديان.
وتعاني أنقرة من أزمات عديدة مع واشنطن، وعلى الرغم من حل أزمة منبج شمال سورية، أخيراً، إلا أن الكونغرس يناقش حالياً مشروعاً لإعاقة تسليم تركيا طائرات “إف 35″، وإخراجها من البرنامج متعدد الجنسيات الذي تشارك فيه أنقرة، ويتزامن ذلك مع حلول موعد تسليم أولى المقاتلات الحديثة.
ويطلب مشروع العقوبات الجديد، وفق ما نقله الإعلام التركي، متابعة خاصة لهذه الدول، حيث إنها لا تظهر احتراماً للأديان والحقوق الأساسية للإنسان، مستندة على هذه الحجج في المشروع.
وحظي المشروع بدعم من عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري” من ولايات أميركية عدّة.
وادعى ويكر أن الدول الوارد ذكرها لم تظهر أدنى احترام للحريات الأساسية التي أقرت مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وبالتالي فإن هذه الدول لم تقم بمسؤولياتها وتعهداتها التي قطعتها تجاه هذه المنظمة.
ويكر الذي ناشد ترامب بالتحرك ضد هذه الدول، قال حول مشروعه هذا إن “مؤسسي الولايات المتحدة الأميركية بنوها على أساس الحريات الدينية. والرئيس ترامب يقود هذا الموروث إلى الأمام”.
ولم يعرف بعد على وجه التحديد ما هي الأمور التي استند إليها المشروع، فيما تشير المعطيات إلى أن القصد من وراء المشروع هو حملة الاعتقالات التي طاولت حركة “الخدمة” التي يتزعمها فتح الله غولن، وتصنفها تركيا “إرهابية”، وتحملها المسؤولية عن المحاولة الإنقلابية الفاشلة عام 2016م.
جابر عمر
العربي الجديد