أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس، استمرار المشاورات لعقد لقاء قمة حول سورية، يجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران مطلع شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، مشيراً إلى إحراز «بعض النتائج الأولية» في هذا الاتجاه. وجاء كلام بيسكوف غداة كشف أنقرة أن «القمة الثلاثية المقبلة للدول الضامنة لاتفاق آستانة، ستعقد في الأسبوع الأول من أيلول في طهران».
وقال بيسكوف مخاطباً صحافيين في موسكو أمس: «بعد أن يتم تنسيق جداول عمل الرؤساء الثلاثة عبر القنوات الديبلوماسية، سنحيطكم علماً» بموعد القمة. ونفى وجود أي اتفاق حتى الآن على لقاء رباعي بين زعماء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، وقال: «لا يوجد مثل هذا اللقاء على جدول الأعمال المتفق عليه».
ويأتي تصريح بيسكوف في ظل أنباء عن احتمال عقد قمة رباعية في اسطنبول في السابع من الشهر المقبل، بموجب مبادرة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الشرطة العسكرية في الجولان
في غضون ذلك، أعلن اللواء سيرغي كورالينكو نائب قائد المجموعة العسكرية الروسية العاملة في سورية، أن الشرطة العسكرية الروسية «ستغادر هضبة الجولان بعد وصول دوريات الأمم المتحدة الدائمة إلى المنطقة».
وأضاف: «سنغادر المنطقة، ويتم تنفيذ المهام المحددة من دوننا، لأن هدفنا لا يكمن في مواصلة الدورية هناك لفترة طويلة». وزاد: «هذا أمر ضروري في الفترة الحالية وليس أكثر من ذلك».
وكانت الشرطة العسكرية الروسية أقامت أخيراً 4 نقاط عند حدود المنطقة منزوعة السلاح في الجولان، بعدما أعلنت أنها ستنشر 8 نقاط لها قرب منطقة فك الاشتباك في الجولان. وأكد كورالينكو في حينه، أن هذه النقاط تقع وراء «خط برافو»، لافتاً إلى أن «الشرطة العسكرية لن تنشر نقاطاً داخل المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين القوات السورية والإسرائيلية في الجولان».
وتعهد الضابط الروسي بتسليم هذه النقاط إلى الجيش السوري، فور عودة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى عملها في المنطقة. وقال إن العسكريين الروس يقدمون جميع أنواع الدعم إلى بعثة حفظ السلام، ليرفرف علمها فوق جميع نقاط قوات حفظ السلام في الجولان، ولتتمكن البعثة من استكمال عملها.
وتمكنت القوات النظامية السورية قبل نحو شهر، من تحرير المنطقة منزوعة السلاح من قبضة المسلحين.
إلى ذلك، كشف كورالينكو أن أكثر من ألف عنصر من الجيش الروسي من المختصين في نزع الألغام وإبطال العبوات الناسفة يعملون في سورية، ليس فقط في إزالة الألغام وتطهير مختلف المواقع والمنشآت من العبوات والقذائف التي لم تنفجر، بل يقومون أيضاً بتدريب عناصر نزع الألغام في الجيش السوري.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أخيراً، أن المختصين الروس من مركز مكافحة الألغام العامل في سورية، قاموا منذ العام 2016 بتطهير أكثر من 17 ألف مبنى وأزالوا أكثر من 105 آلاف عبوة وقذيفة، وطهروا أراضي تزيد مساحتها عن 6.5 ألف هكتار من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون.
في الأثناء، أعلن أسطول البحر الأسود الروسي أمس، التحاق البارجة «فيشني فولوتشوك» المزودة بصواريخ «كاليبر» المجنّحة عالية الدقة، بمجموعة السفن الروسية المرابطة قبالة الساحل السوري في البحر المتوسط.
وأفاد المكتب الإعلامي للأسطول بأن «فيشني فولوتشوك»، هي أحدث سفينة صواريخ صغيرة في أسطول البحر الأسود، وأنها غادرت سيفاستوبول في جمهورية القرم وعبرت مضيق البوسفور قاصدة الساحل السوري.
وأضاف أن «من المقرر أن تنضم السفينة في وقت لاحق إلى المجموعة الروسية في المتوسط، على أن تباشر تنفيذ المهام التي ستوكل إليها منذ لحظة التحاقها بالمجموعة المذكورة».