اعتلى قادة عسكريون إيرانيون، اليوم الإثنين، منصات مسيرات الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران، في مدن كبرى، مقللين من قوة وأهمية الولايات المتحدة الأميركية.
واعتبر القادة الإيرانيون أنّ سياسة أميركا الشرق أوسطية والحروب التي شنتها في أفغانستان والعراق انتهت لصالح إيران، مع التأكيد أنّ الأخيرة “لن ترضخ للأطماع والغطرسة” الأميركية.
وقال المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني يحيى رحيم صفوي، في كلمة له في مسيرة مدينة مشهد، شرقي البلاد، إنّ أميركا أنفقت 7 تريليونات دولار وقدمت 20 ألف قتيل في حربيها على أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003، “لكنها لم تحقق أهدافها، وإيران كانت هي التي ربحت الحربين … لأنها أسقطت صدام (حسين)”.
وأكد صفوي، وفقا لما أوردته وكالة “تسنيم”، أنّ “أميركا غير قادرة على إحداث تغيير استراتيجي في المنطقة”، معتبراً أنّ “قوتها آفلة”، وأنّ المحور الذي تقوده إيران “صاعد”، بحسب قوله.
ورأى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “حوّل الأمن إلى قضية تجارية”، مضيفاً أنّ “ترامب يطالب دولاً عربية بدفع المال مقابل الأمن”.
واعتبر صفوي أنّ “أميركا فشلت في تشكيل شرق أوسط جديد وإسقاط الجمهورية الإسلامية”، متهماً إياها بأنّها “أسست داعش لتأمين أمن الصهاينة”، واصفاً حديث ترامب عن مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بأنّه “كذبة كبرى لا دليل عليه”.
من جهته، اعتبر القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، في كلمة له أمام مسيرة طهران مقابل السفارة الأميركية السابقة، أنّ اتخاذ بلاده استراتيجية “المقاومة الفعالة”، منذ مايو/ أيار 2018، أدى إلى “تغيير حسابات وسلوك” الولايات المتحدة الأميركية، قائلا إن هذه الاستراتيجية “تحظى بإرادة وإجماع داخلي لازم”.
وفيما أكد أنّ “أميركا لم تتخل عن إحداث الفتنة” تجاه إيران، قال إنها “يئست من شن حروب عسكرية وهي على أعتاب نيل الهزيمة في حربها الاقتصادية”، قائلاً للمحتشدين “كونوا على يقين أنّ فتناً قادمة”، من دون أن يكشف عن طبيعتها.
وتابع أنّ “العداء الأميركي لإيران لا يقتصر على القضية النووية ولا يرتبط بالأشخاص وإنما هناك تضاد استراتيجي وليس تكتيكيا مع الغرب وأميركا”، مشددا على أنّ “عهد ممارسة الضغوط على إيران من دون أثمان قد ولى”.
وقال قائد الجيش الإيراني إنّ “العقوبات والتهديدات والفتن لن تحدث خللاً في إرادة الشعب الإيراني”، مؤكداً أنّ بلاده “لن تستسلم أبداً أمام الأطماع والغطرسة” الأميركية.